عسر القراءة.. خلل في المنطقة الدماغية المسؤولة عن التعلم

الوحدة: 15- 7- 2020

 

الأطفال  الذين يعانون عسر القراءة والكتابة نتيجة خلل وظيفي في الدماغ.. ستتعثر قدرتهم على التعلم وجمع المعارف الجديدة وخاصة في الصفوف  الأولى إن لم تؤخذ حالتهم على محمل الجد وتخضع لعلاج مكثف.

إن أمر هؤلاء يتعلق بمشكلات في نضوج الدماغ وبخاصة في الجزء المختص باكتساب اللغة ومع أن أسس هذه المشكلات الوظيفية ما زالت مجهولة إلا أن علم الأعصاب ومنذ السبعينيات أثبت أن المشكلة لا تتعلق بأمر فسيولوجي بقدر ما تخضع لمنحنى التطوري خاص يشمل الجزء الخارجي من الفص الأيسر من الدماغ وهي المنطقة المسؤولة عن اكتساب اللغة.

وترجع جذور  هذا المنحنى التطوري إلى فترة الحمل الأخيرة وأن الأولاد أكثر تعرضاً لهذه الظاهرة من البنات, وأن الأمر يعود إلى الجينوم العائلي بمعنى أن هناك عوائل معينة يكون أولادها أكثر عرضة لعسر القراءة من غيرهم.

ولعسر التعلم أشكال عدة يمكن تقسيمها إلى مجموعتين سلوكيتين ظاهرتين, الأولى تضم الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تعلم الأصوات اللغوية والتفريق بينها ودمجها بنائياً في الكلمات والجمل والخطاب… أما المجموعة الثانية فتمثل أولئك الصغار الذين لا يستطيعون التميز بين حروف الكتابة ولا يفهمون منطق التفريق بين الباء والتاء ويجدون غرابة شديدة في وضع النقطة فوق النون وتحت الجيم وفي عدم وجودها على السين أو الحاء وقد يصل الأمر ببعضهم إلى عدم التميز بين الحروف بسبب ضعف التركيز لديهم أو بسبب اعتبار بجميع هذه الحروف ذات شكل واحد لكونها تقع تحت عنوان الكتابة غير المرغوب فيها لديهم. ومن ضمن هذه المجموعة طائفة من الأطفال تعاني ضعفاً شديداً في القدرة  على استيعاب قواعد اللغة الإملاء أو الحساب… والخطورة أن يجمع الطفل عدداً كبيراً من أشكال الضعف مرة واحدة الأمر الذي يجعل أسلوب العلاج أكثر صعوبة.

أما إذا انطوى ضعف الأطفال على شكل واحد فإن أربعة أساليب من التدريب على أيدي مختصين قد تكون كافية لمساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات.

والطفل الذي يعاني شكلاً من أشكال عسر التعلم يكون ضحية  لمعاناة نفسية فهو يدرك أن أقرانه تجاوزوه بمراحل وأن  وضعه أصبح غامضاً وغير مفهوم للآخرين وبخاصة من قبل المعلمين الذين  ينظرون إليه على أنه  مجرد كسول مهمل, الأمر الذي يطور لديه عقدة الفشل وهكذا وبحسب البناء النفسي للطفل تبدأ هذه المعاناة بالتشكل بطريقة دراماتيكية فالطفل ذات الشخصية القوية يستمر في نضاله حتى ينجح أخيراً في الخروج من قوقعته في حين قد يفقد آخر شجاعته.

وينطوي على نفسه وقد يتجه آخرون إلى تحويل عجزهم إلى نوع من العدوانية.

ومن هنا تأتي أهمية الإسراع بالعلاج النفسي والتأهيلي ولإدراك الوالدين لمعاناة الابن أساس في تجاوز هذه المحنة الطفولية.     

لمي معروف

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار