الوحدة: 15- 7- 2020
لم تشهد هذه السنة تراكم الصور بكثرة على الجدران، ولم تلاحظ تلك الجولات المكوكية التي يقوم بها المرشحون عادة على القرى والمناطق، باستثناء بعض اللوحات الإعلانية لعدد قليل جداً من المرشحين لم يكن هناك ذاك الضخ الهائل الذي اعتدنا عليه من الحملات الدعائية كما كان يحصل في غالب الدورات السابقة، والبعض منهم لجأ لصفحات التواصل كأفضل طريقة يصل بها للناس ويقنعهم بانتخابه، أما بخصوص الناس فالأمر أيضاً تغير بشكل ملفت، ليس هناك تلك الأحاديث الجانبية على طاولات (القهاوي) ولا المناقشات المحتدمة بين الموظفين في مكاتبهم عمن هو الأفضل بين قائمة المرشحين، لن تسمع تلك التحليلات المستفيضة على بساطتها من أفواه العجائز، ونادراً ما تسمع الخوض في جدال لمؤيدي المرشحين وهم يعددون مزايا من يدعمون.
باختصار تمر البلاد بظروف معيشية عصيبة مترافقة مع ظرف (كوروني) آخر مما انعكس بشكل كبير على مزاج الناس وقلل فرص تفاعلهم مع الانتخابات القادمة، لكن البعض يصر تماماً على الإدلاء بصوته تحت أي ظرف، معتبراً ذلك نوعاً من مساندة الوطن ورافضاً لأي تبرير يقدمه البعض لعدم مشاركته، تقصينا أراء الناس وناقشناهم وهذا ما قالوه…
أبو أحمد، أستاذ متقاعد: لم يحدث منذ وعيت هذه الدنيا أني لم أشارك في أية انتخابات تجري، ولكن هذا المرة لن أشارك، فأعضاء مجلس الشعب السابقون وأثناء الحرب على بلادنا كان أداؤهم أقل من المطلوب بكثير وهم نفسهم المرشحون الحاليون بغالبيتهم.
نسيم سليمان، موظف، قال إنه سيشارك ولن يتنازل عن حقه في اختيار من يراه مناسباً، ورغم اعترافه بضعف أداء بعض المرشحين الحاليين والذين هم نفسهم أعضاء سابقون لكنه وبقناعة تامة يعتبر المشاركة نوع من أنواع المقاومة والوقوف بجانب الوطن – وليس لنا إلا الأمل بتحسن الأداء والاقتراب من هموم الناس- هكذا قالها.
أبو عبدو، صاحب ورشة بناء: أنا وافد من حلب ولا أدري إن كان ستقام مراكز خاصة لانتخاب أعضاء مجلس الشعب عن مدينة حلب هنا وأفضل شخصياً أن أنتخب المرشحين عن مدينة طرطوس فقد أسست عملاً هنا منذ عشر سنوات وأغلب أولادي ولدوا في هذه المدينة والكبار منهم تزوجوا واستقروا هنا.
أما العنصر النسائي فكان انتقاداتهم أشد قسوة من الجنس الآخر وأيضا كان تأييدهم أشد فمن المقاطعة التامة من ابتسام بسبب – عدم الجدوى – – وليندا – التي اعتبرت أن أي أحد باستثناء ذوي الشهداء لن يكون خير ممثل عن الناس ، إلى التأييد الشديد من قبل ” أم الشهيد غياث كما أحبت التعريف بنفسها ” التي تعتبر أن دماء ابنها الشهيد روت تراب هذا الوطن لتستمر مؤسساته بالعمل رغم كل الصعوبات ، لا بل أنها اعتبرت عدم المشاركة خيانة لدماء الشهداء ، حتى أنها رفضت أي نقاش يخالف هذا المضمون ولو من مبدأ النقاش فقط .
أميرة – معلمة متقاعدة : كانت شديدة المنطقية حين قالت أن الانتخابات حق منحتي إياه الدستور وصوتي هو ملك لي لن أهبه لأحد من المرشحين إلا إذا أقنعني برنامجه الإنتخابي أو ممن يعرف عنه حسن الأخلاق ومشاركته الفعالة في مساعدة المجتمع أثناء سنوات الحرب .
ومن الملفت أن العينة التي تناولناها من كافة الشرائح والأعمار أبدت تخوفها الشديد من وباء كورونا والبعض أرجع عدم مشاركته بسبب الإزدحامات التي قد تحصل في المراكز ، بينما البعض الآخر لم يبد أي تخوف ولا تردد طالما سيقي نفسه بارتداء الكمامات والتباعد المكاني ، ولكن الجميع دون استثناء أبدى تساؤله عن الإجراءات الإحترازية ” الوقائية ” التي ستتخذها الجهات المختصة بهذا الخصوص .
كنان وقاف