إضــــــــــاءة على واقع عمل اتــّحاد فلاحي اللاذقية..هل تتــحقق المعادلــة الــذهبية في خـير الــوطن والفــلاح
العدد: 9301
الأربعاء 27-2-2019
(عندما يكون الفلاح بخير يكون الوطن بخير) هي رؤية عميقة للسيد الرئيس بشار الأسد، وإشارة وطنية واستراتيجية عليا لأهمية وعظمة الفلاح في حياة الوطن والمجتمع بشكل عام.
الاتحاد العام للفلاحين هو الإطار التنظيمي الحاضن لآلية عمل الإخوة الفلاحين، وهو المرآة العاكسة لمدى النجاح في معادلة الوطن والأخوة الفلاحين.
اتحاد فلاحي اللاذقية أين هو من هذه المعادلة؟ وماهي برامج عمله في تطوير الأداء التنظيمي، وما هي المبادرات المضافة لنجاح المهمة الموكلة له؟
كل ذلك في وقفة حوارية مع السيد حكمت صقر رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية * لمحة عن واقع التنظيم الفلاحي في محافظة اللاذقية.يبلغ عدد الروابط التابعة للاتحاد 4 روابط، أما الجمعيات فيبلغ عددُها 508 جمعيات، موزعة على الشكل التالي: (اللاذقية/138 – جبلة/ 146 – الحفة/ 114 – القرداحة/ 106 جمعيات- إضافة إلى 4 جمعيات نوعية: أسماك- نحل- تسويق منتجات حيوانية ونباتية)، أما عددُ الأعضاء المنتسبين للتنظيم، فيبلغ 77371 عضواً وعضوة، منهم 10077 من النساء.
* الكثير من الإخوة الفلاحين يعتبرون أنّ المنظمة الفلاحية معها العصا السحرية لحل كل المشكلات، ما هي أهمّ القضايا الملحة التي تعترض الإخوة الفلاحين، ويمكن متابعتها مع الجهات المسؤولة، سواء في المحافظة أو في الوزارات المختصة، أو على مستوى مجلس الوزراء، أو في المجال التشريعي؟
** من أكثر المشكلات إلحاحاً، وتحتاج لمعالجة مع الوزارات، بالدرجة الأولى غلاء مستلزمات الإنتاج، وعلى رأسها الأسمدة، فالإخوة الفلاحون من خلال مؤتمراتهم، يطالبون بإعادة النظر بأسعارها، مما ينعكس إيجاباً في تخفيض تكاليف الانتاج، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المبيدات والبذور للزراعات المحمية، وأسعار الفلاحة التي تصل تقريباً إلى 3000 ليرة سورية عن الدونم الواحد، وهذا السعر المرتفع يعود لغلاء مادة المازوت.
أيضاً هناك مشكلة تسويق الحاصلات الزراعية، وخاصة محصول الحمضيات، المحصول الاستراتيجي الأول في المحافظة، وهذا يتطلب تضافر جهود جميع الوزارات (زراعة- تجارة- اتحاد مصدّرين وغيرهم ..) وذلك لحل هذه المشكلة الكبيرة، ونحن نقترح الإسراع بإقامة معمل عصائر الحمضيات، الذي طال انتظاره..
* على صعيد الاتحاد، ماهي المشاريع التي تقومون بها، وتعطي دخلاً ذاتياً للمنظمة؟ وما هي سبل تطويرها، والمبادرة بمشاريع أخرى، تجعل الاتحاد في اكتفاء ذاتي، هو وروابطه وجمعياته؟
** المشاريع الإنتاجية المخصصة للمنظمة الفلاحية، بشخصيتها الاعتبارية، نذكر منها مشاريع زراعية (حمضيات – زيتون)، وهي تتوزع في قرى متعددة،
حيث تبلغ مساحة هذه المشاريع 320 دونماً، يُستثمر منها فعلياً حوالي 183 دونماً، وهناك مشاريع حديثة (حمضيات- زيتون)، وأخرى قيد العمل، بمساحة 89 دونماً، ويبلغ تعداد الأشجار في هذه المشاريع حوالي 3825 شجرة زيتون وحمضيات، وبلغ الدخل الصافي للعام 2016- 2017 ست ملايين و200 ألف ليرة سورية.كذلك توجد هناك مشاريع متعثرة الانتاج، (قليلة الانتاج)، ولها صعوبات وعقبات، نحاول جاهدين مع الروابط والجمعيات الفلاحية معالجتها وتذليل كل عائق منها، وتأمين كافة مستلزمات الانتاج لهذه المشاريع وللإخوة الفلاحين، والمتابعة مع الجهات، ذات الصلة، لتحقيق ذلك.
كما أنّ هناك مسعىً لزيادة أعداد أشجار الحمضيات والزيتون، لهذه المشاريع، بما لا يقلّ عن 1480 غرسة، منها 730 غرسة زيتون.
أيضاً لدى الاتحاد (مشروع وحدة الخزن والتبريد) وهو مستثمر، و (معصرة دوير الخطيب بجبلة)، و (محطة محروقات)، و (أرض البازار)، وعدد من المحلات التجارية، وبعض الجرارات الزراعية (5 جرارات) وهذه المشاريع تحقق ريعية للاتحاد، لكنها لا تكفي لسدّ احتياجاته ونعمل على تطوير هذه المشاريع باستمرار.
* ماذا عن واقع التسويق في اللاذقية، وبالأخصّ تسويق الحمضيات؟ ورؤيتكم لتسويق أفضل ومبرمج، يرفع الغبْنَ عن الأخ الفلاح، الذي يعاني كثيراً، في هذه الحلقة الأصعب، من دورة الإنتاج؟ وما ذا عن معمل العصائر (الحلم الموعود) لمزارعي الحمضيات، الذي طال انتظاره؟
** معظم المحاصيل الزراعية يتمّ تسويقها عن طريق سوق الهال، خاصة محاصيل الخضار، محصول التبغ يتم تسويقه حصراً عن طريق المؤسسة العامة للتبغ، وبأسعار مناسبة، أما تسويق الحمضيات لهذا العام، فقد كان أقل من المستوى المطلوب للإخوة الفلاحين، ولا سيما تعرّض المحصول لموجات البرد والصقيع والرياح والأمطار الشديدة، مما أدى لتساقط قسم كبير من المحصول في بعض المناطق.
الكميات التي تمّ تسويقها، عن طريق السورية للتجارة وسوق الهال، هي بحدود 70 ألف طن، والأسعار للأسف لم تحقق الربح المقبول للإخوة الفلاحين، وخاصة مع ارتفاع تكاليف وسائل الإنتاج، من أجور أيدي عاملة وأسمدة وأدوية وحراثة ونقل وعبوات..
أما معمل العصائر فهو الآن قيد الدرس، من أجل معرفة الجدوى الاقتصادية من إنشائه، من قِبل الجهات المعنية ولقد طالب اتحادُنا مراراً الإسراع بإنشاء هذا المعمل، وتمّ تزويد الاتحاد العام للفلاحين بالمعلومات المطلوبة، من مساحة أو من أصناف عصيرية، وكميتها في المحافظة.
الرؤية الأفضل لتسويق محصول الحمضيات، هي إنشاء مؤسسة خاصة بتسويق الحمضيات، على غرار مؤسسة التبغ.
* هناك توجّه لإنشاء معمل للعبوات البلاستيكية، إلى أيّ مرحلة وصلتم؟
** وُضعَ المشروع ضمن موازنة الاتحاد لهذا العام، وخصصنا له مبلغ 35 مليون ليرة سورية، وكان من المقترح إقامته على أرض البازار، التابعة للاتحاد، وتم رفض موقع المشروع، من قبل مجلس محافظة اللاذقية، لكونه ضمن التنظيم، وضمن منطقة (حماية خضراء) للمدينة، وخلال اجتماع لمجلس اتحاد فلاحي اللاذقية، تمّ طرح إقامة المصنع على أرض ستخيرس، التابعة لرابطة اللاذقية الفلاحية، كمشروع مشترك مع الرابطة، وحالياً يتمّ العمل على هذا الأمر.
* ماهي الزراعات الأهمّ في اللاذقية، من حيث النوع، والمساحة، وأعداد الأشجار، والإنتاجية، وأيضاً من حيث عدد العائلات، التي تستفيد من هذه الزراعات؟
** تعتبر الحمضيات من أهمّ الزراعات في اللاذقية، يليها الزيتون، ثم التفاح، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات حوالي 325 ألف هكتار، والعدد الكلي للأشجار 10305000 ، (عشرة ملايين وثلاثماية وخمسة آلاف) شجرة وغرسة تقريباً، ويبلغ الإنتاج السنوي من الحمضيات حوالي 1145000 (مليون ومئة وخمسة وأربعين) طن وتستفيد من العمل بهذا المجال حوالي 20000 عشرين ألف عائلة.فيما تبلغ مساحة أشجار الزيتون حوالي 521000 هكتار، والعدد الكلي للأشجار 11122000 (أحد عشر مليون ومئة واثنان وعشرين) ألف شجرة، والإنتاج السنوي حوالي 98000 (ثمانية وتسعين ألف طن).
أما مساحة أشجار التفاح، فتبلغ 282000 (مئتين واثنين وثمانين ألف) هكتار وعدد الأشجار الكلي 1022000 (مليون واثنين وعشرين ألف) شجرة. ويصل الإنتاج السنوي إلى 31000 طن.
بالنسبة للبيوت البلاستيكية، إجمالي عدد البيوت يبلغ 12875 بيتاً، تزرع فيها مختلف أنواع الخضار، وأهمها (البندورة- الخيار- الفليفلة)، ويعاني المزارعون من ارتفاع تكاليف الانتاج، من بذور ومبيدات وأسمدة..
* الجرّار من وسائل الإنتاج المهمة، بالنسبة للإخوة الفلاحين، هل هناك نية لتأمين هذه الوسيلة المطلوبة بإلحاح، من قبل الإخوة الفلاحين، لدعمهم في عملية الفلاحة؟
** لقد تمّ استيراد جرارات للقطر، عن طريق غرفة الصناعة وجهات أخرى، الاتحاد العام للفلاحين في القطر أبرمَ عقداً مع شركات إيرانية، لاستيراد جرارات، باستطاعات مختلفة، وهي في طور المتابعة، وفي حال استيرادها، ستريح المزارع في القطر، ولو بشكل جزئي.
* واقع مصادر الريّ، وطرق تلبية الفلاح في السقايات الصيفية، خاصة أن اللاذقية من المحافظات الغنية بالمياه، وبوفرة السدود.
** عدد السدود في محافظة اللاذقية 14 سداً: (7 في منطقة اللاذقية- 3 في منطقة جبلة- 2 في منطقة الحفة- 2 في منطقة القرداحة)، والحجم التخزيني لهذه السدود حوالي/ 366450 / ثلاثماية وستة وستين مليوناً وأربعماية وخمسين ألف متر مكعب، كذلك توجد 7 سدات مائية، منتشرة في معظم مناطق المحافظة، وعدة سدات أخرى هي قيد التنفيذ، ويبلغ إجمالي مساحات الإرواء في المحافظة 43285 هكتاراً.
والحمد لله، كانت الأمطار، خلال هذا الموسم، وفيرة، والسدود الرئيسية ممتلئة، وخاصة سد 16 تشرين، حيث اضطرت مديرية الموارد المائية لفتح البوابات، حفاظاً على السد، وخلال موسم السقاية، تشكل لجنة على مستوى المحافظة، من اتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة ومديرية الموارد المائية، مهمتها الإشراف على عملية السقاية، ومتابعة الأعطال التي تحصل على الشبكات، ومعالجتها بشكل مباشر.
* حبذا لو نتوقف عند عمليات الإقراض من المصرف الزراعي، خاصة بعد القانون الذي صدر عن السيد الرئيس بشار الأسد، وهو المكرمة التي تعفي المقترضين من فوائد الدين؟
** القانون رقم 46 تاريخ 26 / 12 / 2018 مكرمة حقيقية من السيد الرئيس بشار الأسد للإخوة الفلاحين، وقد أسعدت كل الفلاحين، الذين كانت لهم إشكاليات في القروض، التي حصلوا عليها من المصرف الزراعي التعاوني: (إعفاء من كافة الفوائد العقدية وفوائد وغرامات التأخير)، ولكن للأسف التعليمات التنفيذية أفرغته من مضمونه، وخاصة المادة الثالثة من التعليمات التنفيذية رقم 40 والمادة 6 لذلك نطالب بإعادة النظر بهاتين المادتين، لخدمة الإخوة الفلاحين، الملتزمين بالتسديد، والذين تختلف طبيعة ديونهم عن ديون باقي الأخوة الفلاحين، من باقي المحافظات، والذين اقترضوا على أساس محاصيلهم المدعومة حكومياً.
* التعاون بين الاتحاد ومديرية الزراعة والجهات المعنية الأخرى، كيف تنظرون إليها؟ وكيفية الوصول إلى تأسيس أسرة فلاحية في كل محافظة بامتياز.
** هناك تعاون مباشر بين الاتحاد والدوائر المعنية بالقطاع الزراعي، وعلى رأسها السيد المحافظ، كذلك مع فرع الحزب، حيث تتم المتابعة الميدانية، لكل القضايا الملحة، التي تهم الإخوة الفلاحين، كما يتم التعاون مع مديرية الزراعة، في إقامة الندوات الإرشادية، وتنظيم حملات المكافحة في وقتها، والتي كان آخرها حملة مكافحة فأر الحقل، خلال الشهر العاشر من 2018. إضافة إلى حملات مكافحة عين الطاووس على الزيتون، وغيرها.. أيضاً التعاون قائم مع المصارف الزراعية، لتأمين الأسمدة، ومؤسسة إكثار البذار، لتأمين البذار، وخاصة البطاطا والقمح، وتأمين مختلف أنواع الغراس التي يحتاجها الفلاح، عن طريق مشاتل مديرية الزراعة. كذلك هناك تعاون مع مديرية الموارد المائية، لتأمين السقاية خلال مواسم الري، ولا ننسى التعاون مع السورية للتجارة، لتسويق مختلف إنتاج الفلاحين.
* هل أنت متفائل ببشائر قادمة، سيكون من خلالها فلاحُنا بخير؟
** متفائل جداً، فالسيد الرئيس قال (عندما يكون الفلاح بخير يكون الوطن بخير) ونسعى بكل استطاعتنا ومحبتنا وولائنا للوطن وقائد الوطن وجيش الوطن لأنْ يكون فلاحنا بخير، بإذن الله، والوطن سيكون بخير حتماً، بوجود قائدنا المفدى بشار الأسد وقيادته الحكيمة، وأيضاً بوجود جيشنا الباسل الذي سطرَ ويسطر أروعَ ملاحم البطولة.
جورج شويط
باسم جعفر