محاولات فاشلة…

الوحدة: 13-7- 2020

 

قد تحاول الخروج من جلدك مراراً وتكراراً بعد أن سئمت ملمسه الخشن الذي سببته جراح الأيام وشمس الزمن الحارقة، آملاً أن تتصالح مع نفسك التي هجرت الراحة وفقدت الطمأنينة وارتبطت بعقد أبدي مع الألم والتوتر والحزن الدفين.

محاولات كانت تبوء بالفشل دائماً بسبب واقع مكفهر يحيط بنا يسر بل السواد أمام عيوننا ويقبض على القلب المنفطر وجعاً فيعتصره بقسوة حتى تنسفح دماؤه لتختلط مع تراب الدروب المقفرة من أهلها الذين افترستهم كائنات الظلام.

لم تنفعك رقصاتك المبهجة ولا اندفاعك نحو المرح المؤجل أو انغماسك المؤقت في أجواء (الظرفاء) ولا هروبك من الوحدة والبحث عن رفاق درب أو أمسية إذ كنت تعود فور انفضاض من حولك نحو دائرتك المغلقة التي تطبق على الأنفاس وتعيد عرض صور المشاهد المؤرقة والأفكار المحبطة والأحلام الموءودة تلك المحاولات التي كاد بعضها يصب النجاح لولا ذلك القدر الغريب الذي يحوّل طريقك باستمرار نحو وديان لا قرار لها فارغة من كل شيء إلا  فن صدى آهات المعذبين وظلال المشردين الهاربين من وقع الكارثة المقبلة.. تتلمس جلدك مجدداً فتشعر بعودة ملمسه الخشن وتدرك أنك لم تستطع الخروج منه حتى الآن بل تكتشف أنه ازداد خشونة من جراء القشعريرة التي ألمت به بفضل مناظر القتل والدمار الوحشيين السابحة في الفضاء عبر الأقمار الاصطناعية.

تعود إلى صومعتك الباردة تحتسي كؤوس المرارة وتستمع إلى الأنين المسجّل في الذاكرة.

وفي لحظة غضب مجنونة تحطم أقلامك الجافة وتمزق أوراقك البيض فقد تقزّمت الكلمات وتناثرت في الهواء أمام أبواق التصريحات العنترية تارة والدبلوماسية إلى حد النفور تارة أخرى تلك التصريحات التي تعج بها الفضائيات العربية والغربية على حد سواء تسحب الغطاء فوق جسدك تستجدي بعض الدفء لعلك تغفو قليلاً هارباً من هذا المشهد المضني محاولاً الخروج من جلدك مجدداً ولكن عن طريق الحلم هذه المرة تسترخي أطرافك قليلاً وتبدأ عيناك حركاتها البطيئة شيئاً فشيئاً لكن الحواس والأحاسيس تبقى متيقظة جامحة وقد أعلنت طلاقها البائن من الراحة.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار