73826 خــلية نحــل في اللاذقيـــة إنتــاج 91 ألف غرســة حرّج منها 45500 بمساحــة 90,5 هكتاراً

العدد: 9301

الأربعاء 27-2-2019

يعدّ قطّاع النحل في سورية من القطاعات الهامة التي تحقق دخلاً للعاملين فيه حيث يشكل العسل مصدراً غذائياً مهمّا للعديد من الأسر ويدخل في الكثير من الصناعات والأدوية، كما ويعتبر النحل أحد أهم الملقّحات الطبيعية للنبات والتي تؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي بمعدل يتراوح ما بين «20-50%» وبالرغم من أنّ وجود النحل مرتبط بالحياة فإنّ العكس قد يكون صحيحاً إلى حد كبير لاسيما إذا علمنا أنّ العلماء يؤكدون على الأهمية الاستراتيجية للنحل على صعيد التوازن البيئي وتحقيق التنوع البيولوجي وهو الأمر الذي تجسّده العلاقة المتبادلة بين النحلة والبيئة، والتي تتجلى ببحث النحل عن مصدر غذائه في الأزهار وحاجة الأزهار إلى عملية التلقيح التي يؤمن النحل معظمها ويساهم بنسبة تزيد عن 75% منها محققاً بذلك زيادة في العقد تتراوح نسبتها ما بين 20-50% وذلك حسب نوع النبات.
وفيما لا تزال سورية بما تحتويه من أعشاب طبيّة ونباتات عطرية تشكّل بيئة مناسبة للنحل الذي يزور هذه الأزهار والأعشاب لإنتاج العسل ذي الجودة العالية، فإن تربية النحل في القطر تبدو مجدية بالنظر لما تتّسم به من كلفة متدنية تعود أسبابها إلى انعدام كلفة التغذية اليومية للنحل مقارنة مع الأنواع الأخرى من الحيوانات لكون النحلة تذهب بنفسها للبحث عن الغذاء دون مصاريف أو رقابة، ناهيك عن توفر التقنيات والمراعي اللازمة لتربية النحل وصلاحية معظم المناطق السورية لتربية النحل حتى وإن لم تكن تلك المناطق صالحة للزراعة مع عدم حاجة التربية إلى مساحات كبيرة من الأراضي لإقامة المزرعة فيها أضف إلى ذلك المردود العالي للتربية على البيئة وعلى النحّال مقارنة بالتكلفة.

 

73826 خلية نحل في اللاذقية
وأما عن واقع هذه التربية في محافظة اللاذقية فيؤكّد الدكتور إيّاد محمد مدير مصلحة الوقاية في مديرية الزراعة في المحافظة بأنّ عدد خلايا النحل في اللاذقية يصل إلى 73826 خلية، مؤكداً أنّ مديرية الزراعة تقدّم للمربين الكثير من الخدمات والتي تشمل بيع طرود النحل والخلايا الخشبية ذات المواصفات العالية لهم وتشخيص أمراض وآفات النحل من خلال مخبر النحل المتخصص وتحديد طرق معالجتها مجاناً وإقامة الدورات التدريبية حول تربية النحل الحديثة والملكات وإنتاج الغذاء الملكي وآفات النحل وسبل الوقاية والعلاج اللازم لها، ناهيك عن القيام بالجولات الدورية على المربيين لتزويدهم بالمعلومات الفنيّة المناسبة والمشاركة في المعارض والندوات الخاصة بالتعريف بالنحل وأهمية منتجاته إضافة للعمل على تأصيل النحل، والاعتماد على النحل السوري لما له من ميّزات هامة تكمن في كونه متأقلماً مع البيئة السائدة مقارنة بالسلالات الأخرى ومقاومته للظروف الجوية القاسية /الحرارة والبرودة/ ودفاعه الشرس عن مسكنه ضد أعدائه مثل الدبّور الأحمر والأصفر وإلى جانب مقاومته للأمراض وامتلاكه خاصية قوة الخلية (الإحلال) أي تجديد الملكة الضعيفة بملكة قوية دون تدخل النحال.
«الروبينيا والمورينجا» أشجار رحيقية جديدة
ويضيف د. محمد بأن اهتمام مديرية الزراعة لا يقتصر على الجوانب التي أشرنا إليها بل يتعداها إلى إنتاج وزراعة العديد من الأنواع النباتية الرحيقية بهدف الاستفادة منها في تربية النحل، مبيناً أنّ أهم هذه الأنواع هو «الروبينيا» التي وصل العدد المنتج منه إلى 12 ألف غرسة والمحرّج منها إلى 3500 غرسة والمساحة المحرجة منها إلى 7 هكتارات إضافة للمورينجا الذي وصل العدد المنتج منها إلى 30 ألف غرسة والمحرّج منها إلى 15500 غرسة والمساحة المحرّجة بها إلى 31 هكتاراً إلى جانب الكينا التي أنتج منها 7 ألاف غرسة وحرّج منها 7000 غرسة وصلت المساحة المحرجة بها إلى 14 هكتاراً أضف إلى ذلك الخرنوب الذي أنتج منه 42 ألف غرسة وحرج منه 19500 غرسة ووصلت المساحة المحرجة به إلى 38,5 هكتاراً ليصل العدد الإجمالي لجميع هذه الأنواع النباتية الرحيقية إلى 91 ألف غرسة والعدد المحرج منها إلى 45500 غرسة والمساحة المحرجة بها إلى 90,5 هكتارات.

عدم توفر المراعي
وأما عن الصعوبات التي تعترض تربية النحل فقال د. محمد بأنها تكمن في عدم توفر المراعي في بعض السنوات وصعوبة التنقل بين المحافظات لتأمين المرعى ناهيك عن قلة المعلومات لدى بعض المربيين وخاصة الجدد منهم وحاجة هؤلاء المربين إلى دورات تدريبية باستمرار حول تربية النحل.
وفي الجانب المتعلق بالأمراض التي تصيب النحل قال الدكتور محمد إنّها عديدة، مستعرضاً بعض أنواع هذه الأمراض وأسبابها وآليات العلاج اللازم لها مبينًاً أنّ أول هذه الأمراض يكمن في «الفاروا» وهو النوع من العناكب الذي يصيب طوائف النحل والذي تكمن خطورته في تأثيره المباشر على النحل من جهة عبر امتصاصه السائل الحيوي لليرقات والنحل البالغ/ ونقله للعديد من الأمراض وخاصة الفيروسية من جهة ثانية، لافتاً إلى أنّ أهم أعراض هذا المرض تتمثل في الحضنة الميتة ومشاهدة أعداد من «الفاروا» على النحل ووجود نحل بأجنحة مشوهة وغير طبيعية مع نحل هزيل سارح في المنحل ولا يقوى على الطيران أما المكافحة فتكمن في استخدام زيوت عطرية أو التدخين بأوراق النباتات والزيوت العطرية مثل /النعنع البري أو الزعتر أو أكليل الجبل أو الكينا/.
وأما ثاني هذه الأمراض فهو دودة الشمع التي تتغذى يرقاتها على الشمع والحضنة محدثة أنفاقاً تبطنها بخيوط من نسيجها معرقلة بهذه الخيوط حركة النحل ونشاطه علماً بأن أسباب هذا المرض تكمن في إهمال النحّال وتخزين الإطارات بشكل غير جيد وعدم التخلّص من زوائد الشمع وأنّ مكافحته تكمن في الكشف الدوري عن الخلية وتقويتها الخلايا الضعيفة وقتل الفراشة في حال وجودها ومن هذه الأمراض مرض «الموزيما» الذي يعتبر من الأمراض المعدية الخطيرة التي تصيب النحل خاصة إذا طالت فترة الأمطار المتواصلة حيث يشكل استعمال الأدوات النظيفة غير الملوثة بالمرض وتبديل الملكة وصندوق الخلية واستخدام صندوق معقم ورفعها عن الأرض أهم طرق الوقاية منه علماً بأن أسبابه تكمن في إهمال النحال والتغذية غير الجيدة من حيث النوع والتوقيت للخلية والرطوبة الزائدة ووضع النحل في مكان ظليل غير معرض للشمس إضافة لكون الملكة غير جيدة وتعطي نسلاً غير مقاوم للأمراض ومنها الموزيما الذي تتمثل أعراضه في عدم قدرة النحل المصاب على الطيران وتجمعه بأعداد كبيرة على الأرض حتى يصل إلى مرحلة الموت وغير ذلك من الأعراض الأخرى التي يصاب بها النحل المريض بهذا المرض.

تعفن الحضنة
قليل الحصول في سورية
ومن الأمراض التي تصيب النحل أيضاً تعفن الحضنة وهو قليل الحدوث في سورية وله عدة أنواع الأمريكي منه تسببه بكتريا وتكون أعراضه عبارة عن موت اليرقة عند التحول إلى عذراء ليكون العلاج كائن في التخلص من الحضنة المريضة واستبدالها بسليمة ليتم وفي حال التأكد من عدم الشفاء في نهاية الصيف القضاء على الخلية بالكامل، أما النوع الثاني من هذا المرض فهو الأوربي الذي يكمن في موت اليرقات وهي في عمر 4-5 أيام وتغير لون اليرقة من الأبيض إلى الأصفر ثم إلى البني الغامق ومن ثم لتتحلل وتصبح رمادية إلى سوداء ولتتصاعد من الخلية رائحة تشبه رائحة الخل أما العلاج فيكون في تغيير الخلية الخشبية والإطارات وإتلاف الإطارات المصابة وتغيير الملكة وتعقيم العدة وأما الإصابات الأخرى التي يمكن أن تصاب بها الخلية فهي الدبّور الأحمر الذي يمكن مراقبة أعشاشه والتخلص منها وقتل ملكات الدبور.
وأخيراً
وختم مدير الوقاية حديثه بالإشارة إلى الأهمية الكبيرة لتربية النحل وإلى متابعة مديرية الزراعة لواقع تربيته ومعالجة مشاكلها وذلك سعياً منها لإبقاء هذا القطاع منتجاً ومساهماً في رفد المربيين بسبل العيش ناهيك عن زيادة مساحته البيئية والاقتصادية التي تحدثنا عنها آنفاً.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار