الوحدة: 6- 7- 2020
أول مرّة أُبغض الكلام، وهو أقرب الحلال إلى السامع، يجفل حصاني أمام عفاريت حروف اصطفّت على أطاريف اللسان علقماً تمرمِر مذاق كأس العناد الذي نرتشف. تعاندنا الحياة بكل شيء حتى بمجرى الماء في حلوقنا، ولو تأخر نيوتن أربعمائة عام إلى يومنا هذا لما عرفت تفاحته مسقطاً لها في الجاذبية الكونية.
ندخل الأحلام من سُم إبرة، ماذا لو نجح ترامب، وماذا لو كان بايدن أسوأ طّالِعاً منه؟ عبثاً استطاعت أمريكا أن تخفي قبحها منذ مائة وخمسين عاماً، اصطَفت خلالها أبناء شعبها بقانون (القبح) شرعنت وأد الإنسانية في تراب العنصرية.
(ماذات، جمع ماذا) الخوف تزيدنا تعقيداً، فجرنا سيطلع ببايدن وترامب ومن دونهما، (لم يسبق أن غيرت الشمس مسارها)، كما سبق وراهنّا على أردوغان قبل أن يتابع زحفه على جثة الأوطان من واحة الشام السورية إلى الصحراء الليبية، وخلفه العسكرة الإخوانية مرددة على رؤوس الأشهاد: (مآذننا حرابنا، قبابنا خوذاتنا، مساجدنا ثكناتنا).
وما إن نعق غراب في الشرق حتى صاح ديك في الغرب، قد لا يسلم الاثنان شطح ونطح القرن الإفريقي، إذما اجتمعا على مزبلته.
حربة أردوغان فجّرت رأس ماكرون فراح ينعي: (الأطلسي في حالة موت سريري) الفرانكفوني عينه في الجزائر 1960حوّل150 سجيناً فأر تجارب لقنابله النووية.
(ماذات) الخوف تقضم بأسنان الجرذان مداس الحضارة، (بيشاور) تحرق العقارب على نار الحطب، والعالم يدمن هروينها المدخن من ذاكرة قريبة، نفقدها تلك فتتراقص ألسنة اللهب في فم بركان.
الأمم المتحدة تعمل في أوقات الفراغ جمعية لدفن الموتى، (عصبة الأمم) سابقاً، تعصب عينيها بكمامة الصحة العالمية، فترى الأحداث من أنفها وتتحدث من أذنها، يا أبو العرّيف على رسلك (كورونا بيعدي ولا ما بيعدي)، ستة تراجعات للمنظمة العالمية خلال أربعة أشهر يعني اضطراب الهوية الانشقاقي لكورونا، ومعاذ الله أن نتهم المنظمة بازدواج الشخصية، فتلك يكفيها ابتلاء الشيزوفرانيا.
وبعد أَتسأل لمَ أضاعنا الحلم!، ونحن نتدحرج على ورقة توت نسقط من فوقها ولا نلبسها لتستر عورتنا، ولا نرفعها فوقنا فنستظل بفيئها، السقطة مدوية من فوق الورقة المسطحة، ذات ارتدادات مرتجعة إلى عصر ما قبل الوعي.
موعودون بمئوية الركود، الاقتصاد يركع الآن على ركبتيه. خربت وقعد وصندوق النقد الدولي يدخّن فوق تلتها. افتحوا المزاد، قد بيعت دول بقضّها وقضيضها، ببِشرها وبَشرها. لكن لدينا يختلف الحال، زمن الخسائر ولّى الأدبار بعد أن فخخ الموت طروادة بحصان، قطعنا ثلثي المشوار، وغيرنا.. الساعة حانت بدايته، ما إن أتت البشائر من القائد البشّار، موتاً أو انتصاراً.
خديجة معلا