المزارعون يطالبون بإعادة قروض الري الحديث المتوقفة رغم ضرورتها

الوحدة: 6- 7- 2020

 

 

لإتمام عملية نمو النباتات أو المحاصيل الزراعية لابد من تزويد التربة بالماء اللازم وفق مرحلة عمرية لهذا النبات، وتبدأ عملية الري منذ لحظة غرس البذور وحتى حصادها ويمكن تنفيذها بعدة أساليب، الري الحديث يعد ضرورة ملحة لتوفير المياه وتخفيض تكاليف الإنتاج والتوسع في الرقعة الزراعية المروية، والانتقال إلى التنمية الرأسية في الإنتاج والمردود وتحقيق الأمن الغذائي في سورية، والمشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث توقف العمل به منذ سنوات، رغم أنه كان يقدم منحة للمزارع بنسبة 60% من قيمة كلفة الشبكة و40% يدفعها المزارع للشركة المنفذة، أو بطريقة ثانية يتم حسم 50% من قيمة الشبكة والباقي يقسط لمدة 20 سنة وذلك عبر دعم القروض المقدمة للمزارعين.

المزارع أبو حسن يقول: لديّ ستة دونمات مزروعة بأشجار الحمضيات وقد ركبت شبكة ري بالتنقيط منذ سنوات، صحيح أنها وفرت جهدنا وتعبنا، وساهمت بزيادة وتحسين الإنتاج، إلا أنها حالياً مهترئة بسبب القدم وتحتاج إلى صيانة وبالتالي هذا يتطلب تكاليف إضافية والأسعار مرتفعة جداً ولا يمكنني إصلاحها أو صيانتها، لذلك نطالب بدعمنا وتقديم القروض والجرارات الزراعية بكلفة قليلة لتخفيف كلفة الإنتاج على المزارعين.

المزارع أبو فادي يرغب بتركيب الشبكة في أرضه إلا أنه يقول لا يمكنني تركيبها بسبب ارتفاع التكاليف مما يجعلني اضطر إلى الري بالطريقة التقليدية لعدم قدرتي على شراء شبكة الري الحديث ومستلزماته لذلك نطالب بإعادة دراسة لتلك القروض وربطها بالكلفة الحالية للشبكات لزيادة تنفيذها لتوفير المياه وتحسين إنتاجية المشاريع الزراعية وتوفير الأسمدة.

المزارع حسن أحمد من قرية الحارة قال: أملك مساحة صغيرة من الأرض وقد قمت بتركيب شبكة للري الحديث انطلاقاً من قناعتي لأهميته في زيادة المردود الإنتاجي وتوفير الأسمدة والأهم توفير كميات من مياه الري.

الفلاح محمود يونس أكد أن الري الحديث يتمتع بمزايا متعددة أبرزها توفير اليد العاملة والجهد المبذول وقد ركبت شبكة منذ سنوات ولديّ أربعة دونمات من أشجار الحمضيات.

المزارع أبو أحمد نوّه إلى أن الشبكة تحتاج دائماً إلى تنظيف ثقوب الخراطيم نتيجة الشوائب الواردة من مياه السدود أو السواقي نأمل تنظيف السدود والسواقي من تلك الشوائب والأعشاب الضارة.

آصف خدام صاحب المركز التقني للري بالتنقيط بيّن أن سعر تكلفة الدونم الواحد تتراوح بين (90 -120 ) ألف ليرة سورية حسب طبيعة الأرض موضحاً إذا كانت الأرض منبسطة أو سهلة تكون التكلفة أقل وتزداد مع صعوبة التضاريس والتعاريج وبحسب المادة المستخدمة في تصنيع الشبكة ومستلزماتها التي تتضمن الخراطيم الرئيسية والفرعية، إكسسوارات، السكورى، الوصلات، حنفيات  ثلاثية وسدة في نهاية الخط المركب.

ونستقدم المستلزمات من الشركة العربية لتكنولوجيا الري الحديث كون منتجاتها تتميز بجودة للمنتج ونوعية المادة الداخلة في التصنيع (الحبيبات صافية، بولي ايتلين) وهناك معامل خاصة تقوم بتدوير المستلزمات، رغم أن عمرها الفني أقل من العمر الفني للمواد المصنعة الجديدة.

 

ركود والتكلفة مرتفعة

ومن خلال استقصائنا لمجموعة من الشركات العاملة في هذا المجال ومنها الشركة العربية لتكنولوجيا الري بالتنقيط فقد تبين أن هناك ركوداً، فالقوة الشرائية ضعيفة بسبب الكلفة المالية لإنتاج المواد المستخدمة بتركيب الشبكة وتتغير الأسعار حسب سعر الصرف، ومن المواد الأولية فهناك الحبيبات وهي مستوردة من الخارج وقطع الإكسسوارات المصنعة (قطع الوصل أو الربط الميكانيكي) والسكورى التي تستورد من السوق الأوروبية المشتركة، ويتم تصنيع أنابيب التنقيط فكل 40 سم توضع نقّاطة وتستخدم لري البيوت البلاستيكية أي الزراعة المحمية والحمضيات والخضار والتبغ وحالياً تستخدم لري ورق العنب الفرنسي ويوجد منقط داخلي يسمى (جي آر) يوضع بمسافات مختلفة بحيث أن يكون هناك تباعد يتراوح بين (40 -60 سم) للخضار ويكون التباعد حسب الأنواع.

وتوجد أنابيب الزراعة الفرعية  وأنابيب بدون نقّاطات يتم وضع عليها منقطات خارجية وتستخدم للأشجار، أما الأنابيب الرئيسية لها أقطار مختلفة تبدأ من 40 سم لتصل إلى 110 سم بالإضافة إلى الإكسسوارات المستخدمة والفلاتر والمسمدات وغيرها وأيضاً المضخات وبعضها يؤخذ من شبكات الري التابعة لمديرية الموارد المائية أو من الآبار، أما ما يتعلق بكلفة الشبكة لري الحمضيات للدونم الواحد تتراوح بين (200 -250) ألف ليرة سورية وتختلف كلفة الدونم حسب طبيعة الأرض إذا كانت صعبة أو مدرجة أو سهلة وبالنسبة للخضار تكون نسبة التقارب لخطوط الخضار تتراوح بين (70 -80 سم) بين الخط والآخر.

وربطة التنقيط التي طولها 400 م والتباعد للنقّاطات حوالي 40 سم سعرها الوسطي بين الشركات المختلفة يتراوح بين (100 -120 ) ألف ليرة سورية بينما أجور التركيب للدونم الواحد تتراوح بين (10 -15) ألف ليرة سورية.

القروض متوقفة

ومن دائرة المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث أكد أحد المهندسين على أن العمل بالقروض متوقف منذ سنوات بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية التي تقف حائلاً أمام تلك المشاريع وهناك أولويات ومن أهمها: تأمين السماد والبذور للمزارعين.

واستخدام الري الحديث يؤدي إلى توفير المياه بنسبة قد تصل إلى 50% مقارنة بطرق الري التقليدية مثل (الري بالغمر) وزيادة المساحة المروية بنسبة تصل إلى 100% وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة الإنتاج والمردودية وتحسين الدخل السنوي وتأمين المياه والإنتاج الزراعي والري بالطرق التقليدية تكون بري الأراضي الزراعية بطريقة المساكب أو الغمر أو الري بالراحة (التطويف)، أما الطرق الحديثة تكون من خلال الري السطحي المطور مع التسوية بالليزر والري بالتنقيط والري بالرذاذ (الرش).

ما بين القديم والحديث

المهندس أسامة قادرو أستاذ في كلية الزراعة بجامعة تشرين أشار إلى أن التربة تستمد من عوامل طبيعية دون تدخل الإنسان كالهطول المطري ويسمى بالري الطبيعي لافتاً إلى أن هناك طرق أخرى يقوم بها المزارع ويسمى بالري الصناعي، وعادة الأمطار تروي المزروعات وفي كثير من المناطق لا تكفي حاجة النباتات لذلك تم استخدام مياه الأنهار والسواقي والبحيرات وغيرها بعدة طرق واختلفت قديماً وحديثاً.

الطرق القديمة لري المزروعات عديدة منها الري بالغمر، وتتميز بسهولتها وعدم حاجتها لأيدي خبيرة بالإضافة إلى قلة الكلفة، وراجت هذه الطريقة كثيراً ومن سلبياتها فقد أخرجت الحقول من الأراضي الزراعية المنتجة إلى أراضي زراعية قاحلة لأن استخدامها نتج عنه انجراف التربة وتملحها وهدر كميات كبيرة من المياه.

– الري بالقنوات من خلال جر المياه من الأنهار عبر قنوات إلى مناطق بعيدة عن النهر، وبقيت هذه الطريقة مستخدمة إلى وقت قريب وخاصة في المناطق التي تكون بعيدة عن التطور التقني الحديث.

– الري بالشادوف ويحتاج إلى رجال أقوياء لأنها تعتمد على شد وعاء خشبي كبير مربوط بحبل يتم بواسطته رفع مياه النهر ونقله إلى حوض الري.

– الري بالنواعير كالموجودة في حماة وهي عبارة عن عجلة خشبية كبيرة مثبت عليها قطع تقوم برفع المياه من نهر العاصي إلى مناطق مرتفعة لاستخدامها في ري المزروعات.

بينما الطرق الحديثة للري فهي: الري بالرش وتم استخدامها في أواخر القرن الحالي وزاد انتشارها بعد توفر كفاءة المضخات والمواسير والمرشات خفيفة الحمل حيث يتم رش الماء في الهواء من خلال الثقوب الصغيرة الموجودة في الأنابيب والمواسير حتى يسقط على سطح التربة والنباتات على شكل رذاذ من المطر وميزاتها أنها تمكّن المزارعين من إضافة السماد والمبيدات مع الماء وتستخدم في الأراضي غير المستوية ولا تحتاج إلى أيدٍ عاملة وتحمي النباتات من الصقيع وتحافظ على درجة حرارتها، ومن أضرار استخدام هذه الطريقة أنها تؤدي إلى ظهور الأملاح على سطح التربة وهناك الري بالتنقيط وتتم بإضافة المياه على شكل قطرات من المياه تحت النباتات مباشرة وتوضع ضمن شبكة الري وتنتهي بنقاط لخروج المياه.

أما فائدتها فهي مناسبة للأرض الرملية والصحراوية وتعمل على توفير المياه، ومن أضرارها: تكلفتها مرتفعة بينما الري السطحي تتم هذه الطريقة عن طريق غمر التربة بالمياه، وسهلة الاستخدام وكلفتها قليلة ولا تحتاج إلى أيدٍعاملة مدربة، ولكن لا يمكن التحكم بكمية المياه المستخدمة للنبات مما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه.

مريم صالحة – يسرا أحمد

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار