العدد: 9300
26-2-2019
من المعروف أن الكراجات الخاصة لتجمع السرافيس لابد من أن تتمتع بأفضل التقنيات الخدمية وأعلى معايير الأمن والسلام وتطوير البنى التحتية لنظم النقل الجماعي كونها تخص المواطن بتنقلاته اليومية، فالكراجات بشكل عام تعد شرايين المدينة لذلك لابدّ من أن تمنحها القدرة على الحياة وخلق آليات ونظم مستدامة تلبي متطلبات واحتياجات كافة شرائح المجتمع.
أقدم الكراجات في المدينة
ففي جولة ميدانية إلى كراجات الفاروس لمعرفة الواقع العام والخدمي ومعرفة آراء المواطنين حول ماهية الكراج على أرض الواقع فقد لوحظ بأن الكراج بقي على وضعه الراهن منذ نشأته فلم يطرأ عليه أي جديد فالكراج عبارة عن مشاع يوجد به عدد من الحارات الخاصة لدخول السرافيس، وهو يقسم إلى شطرين، وأيضاً لوحظ نقص الكثير من الخدمات فهو يعدّ من أقدم الكراجات في المدينة ويطلق عليه اسم مركز انطلاق سرافيس المنطقة الشمالية.
ولمعرفة أهمية هذا الموقع التقينا شرائح متعددة من المواطنين لبيان رأيهم حول الإجراءات المقدمة من قبل المعنيين لتحقيق هدف الكراج يقول يعقوب سعد:
من المعروف لكثير من الدول بأن مركز انطلاق أو تجمع السرافيس يحظى بأهمية بالغة من قبل مجالس المدينة والجهات الخدمية ذات الصلة ونوه إلى انعدام المخططات والدراسات التي من شأنها أن تجعل هذا المرفق الخدمي مركزاً لتجمع السرافيس وانطلاق كل منها إلى مقصدها، فهل يعقل أن يكون كراج الفاروس بهذا المنظر الفوضوي حيث لا يوجد مكانٌ للدخول والخروج المنظم، فمنذ عهود طويلة لم تقم الجهات المعنية بتحسينه أو تطويره أو على الأقل نقله إلى مكان أكثر حضارة أو أكثر اتساعاً وتنظيماً.
وبدورها أوضحت سناء يونس أن كراج الفاروس يشهد له الجميع بسوء تخطيطه وآلية عمله، فهل يعُقل أن يبقى على وضعه الحالي والراهن يلفه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب؟!
فالقمامة والأوساخ أحد معالمه والحفر وقلة التزفيت والعناية به أصبحت ظاهرة طبيعية، والمظلات المطريّة والشمسية كما هي منذ أن تم وضعها لأول مرة، ونحن كمواطنين نسمع منذ زمنٍ بأن هذا الكراج سيتم وضعه في منطقة لائقة باسم تجمع انطلاق المركز الشمالي، وكما تشاهدون أن الكراج عبارة عن ساحتين منفصلتين يتوسطهما شارع أو طريق عام يكاد يتسع لسيارتين أثناء المرور، كما أن الكراج من الجهة الغربية يقع ضمن حي شعبي، ومن الجهة الشرقية تجاوره حديقة الفرسان التي أصبحت المنطقة الواقعة هناك عبارة عن مركز لتجّمع القمامة والأوساخ ومكانٍ للمراحيض بعيدة كل البعد عن الرقابة الأخلاقية للشخص نفسه، لذلك نتمنى من الجهات المعنية العمل على تحسين خدمات هذا المركز بما يتناسب مع التجمع الهائل من المواطنين الذين يرتادونه كلّ يوم من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس.
سوء البنى الفوقية والتحتية
قصدنا الكراج من الجهة الشرقية كونه يقع بمحاذاة الأبنية فسألنا أحد الجوار فقال (وسيم معروف): هل يُعقل أن يكون هكذا كراج تؤمه كل يوم مئات السرافيس والتي بدورها تسبب إزعاجاً للقاطنين ولا أنكر بأن ذلك أيضاً مصدر رزق لكثير من المواطنين الذين يقومون بالبيع أو فتح بسطات أو محلات ولكن على الجهات المعنية أن تقوم بدارسة وإنشاء مخططات جديدة للكراج تتناسب مع الواقع الحالي لهذا الكراج، ومن المعروف جداً بأن هذه الخدمات تشكل للمواطن خدمة هامة كونها تقع في قلب المدينة وليس في أطرافها، فلماذا لا يتم تحسينه وتقديم خدمات جيدة من حيث صيانة المظلات وتزفيت الحارات الخاصة بدخول السرافيس ووضع جدار أو سور لمكان دخول وخروج السرافيس لذلك لابد من أن يحظى قطاع النقل وخدماته باهتمام وعناية خاصة من قبل الجهات المعنية لارتباطه الكبير بالنمو الاقتصادي حيث يعتمد على نقل الأشخاص إلى مختلف المواقع فلابد من أن يحظى المواطن على نطاقٍ عريضٍ من الخدمات.
الانتقائية في تحميل الركاب
ومما لا شك فيه فقد أصبحت وسائط النقل ضمن كراج الفاروس وكما تحدث المواطنون عنها من خلال الإفصاح برأيهم تتلاعب بمصالح الناس وبأعصابهم ووقتهم فلا يوجد آلية حقيقية لتنظيم السرافيس ومراقبتهم مراقبة حيثية فحسب رأي فايز علي: الخطوط تدار بطريقة عشوائية ومزاجية حيث يقوم السائق بحشر الركاب على بعضهم البعض سواء ذهاباً أو إياباً، ونوه بأن هذه الخطوط كما هي بدايتها أو نهايتها تحدد وفق ما يرى مالكها أو سائقها وما تقتضيه مصالحهم المادية، فعلى الرغم من سوء البنى التحتية والقومية والجانبية والصرف الصحي والنظافة العامة والشوارع للكراج فليس هناك خرائط أو اتجاهات أو لوحات تُلزم السرافيس بالسير أو الوقوف، فقد أصبح كراج الفاروس بكل ما تعنيه الكلمة رمزاً لفوضى لم يشهد لها مثيلٌ من قبل، كما أن الانتقائية في تحميل الركّاب وتغيير الخط تجاهه والتوقف عن خدمة بعض المناطق والقرى لصالح قرى أخرى تعتبر ذات جدوى مادية للسائق.
وحتى لا نُلقي الاتهامات جزافاً من جانبه أكد لنا علي غدير سائق سرفيس:
في ظل أزمة النقل وقلة المواصلات والسرافيس نحن متهمون بالكثير من السلبيات، فالجميع يحملنا مسؤولية ذلك، فعندما نؤم الكراج ونلحظ عشرات المواطنين وجميعهم يودون أن يصلوا إلى منازلهم وقراهم دفعة واحدة، فماذا يمكن أن نفعل، في النهاية نحن وسيلة نقل لا أكثر ونحن لا نقوم بالمزاجية في نقل الركاب أو تغيير الخطوط، فالجميع همهم الوحيد الوصول إلى مقصدهم بالسرعة القصوى ولا يفكرون بالحالة النفسية للسائق وشعوره بالإرهاق طوال ساعات العمل، ونوه حول الوضع الخدمي للكراج فهو سيئ جداً ولا يتناسب على أنه مركزٌ لتجمع انطلاق السرافيس إلى مختلف المناطق والقرى، فلابد من النظر إلى واقع كراج الفاروس الذي يعاني من الفوضى وانعدام الخدمات التي من شأنها أن تؤثر على مستوى الخدمة المقدمة للمواطن.
وقال السائق مهند محمود: لا يوجد أسوأ من هكذا كراج، فالحفر تعد السمة الرئيسية له وعند هطول الأمطار يصبح المكان عبارة عن مستنقع من المياه فلا فوهات تصريف مطرية تميزه وإن وجدت فهي خارج الخدمة نتيجة انعدام الصيانة كما أن الإنارة ضمن الكراج متواجدة وليست متواجدة، فالأعمدة والمصابيح موجودة ولكن غالبيتها معطلة، ونحن كسائقين نتمنى تحسين الواقع الخدمي للكراج أو نقله إلى مكان آخر يتناسب مع مركز الانطلاق، ولا مشكلة لدينا في موقعه الحالي سوى كثرة الحفر وعدم التنظيم.
كما أكدت السيدة نعمى ميهوب أن المشكلة في الكراج أو ما يسمّى مركز انطلاق تكمن في قلة وعي الجهات المعنية وخاصة الخدمية منها بأهمية قطاع النقل ولعل أغلب المسؤولين لهذا القطاع لا توجد لديهم أية دراسة أو خطط علمية وعملية لتطبيقها على أرض الواقع، وأن تنظيم الكراج بشكل عام يعد من أهم القطاعات الخدمية التي تقدم خدمة مميزة للمواطن وخاصة في ظل الأزمة الحالية وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار طلبات التكاسي /الأجرة/ إلا أن بعض الجهات الخدمية يعتمدون أسلوب التنظير بعيداً عن الواقع الميداني، لذلك وأمام هذا الواقع لابد أن نلحظ سوءاً للوضع الراهن أو الحالي للكراجات بشكل عام وكراج الفاروس بشكل خاص لأنه على وضعه الراهن منذ عهود ولم نلحظ أي تحسين أو تطوير يبث الروح داخله، فلا يكفي توفير محطات وقود ضمنه ونسيان كافة الخدمات التي تخص المواطن وخدماته البيئية كاملة.
لذلك اليوم وقبل غد بات تطوير خدمات الكراجات ضرورياً وحضارياً، ونتمنى ألا يكون كلامنا هذا إضاعة للوقت فقط، لذلك يجب التخطيط للجانبين معاً المواطن والنقل، وهذا يحتاج إلى وقفة حقيقية من كل المسؤولين، لأنه يعد جزءاً بسيطاً من مشكلة كبيرة يعاني منها قطاع النقل وخدماته.
يقع في حي شعبي ضيق المساحة:
في ضوء ما تقدم لم نلحظ أي إشارة إيجابية حول الواقع العام لمركز انطلاق السرافيس الشمالي أو ما يسمى كراج الفاروس.
من جهته أكد لنا المهندس ميسم أحمد بأنه لابد من التنسيق مع كافة الجهات الخدمية والبيئية والصحية والسياحية لتنفيذ مخطط شمولي لهكذا خدمات مع تحديد مواقع الخلل وإجراء الدراسة اللازمة لوضع الحلول المناسبة لكافة مشاكل النقل العام، ونوه من حيث الخدمة وملائمة المواقع الحالية للكراجات في محافظة اللاذقية ومدينتها لابد من أن يحقق الخدمة الأفضل وتحديد المواقع الجديدة الواجب إنشاءها وفقاً لمواصفات عالمية ودراسات استشارية وإنشاء مشروع وأقول مشروع وليس كراجاً يكون مركزاً للانطلاق الموحد للسيارات والسرافيس والآليات الداخلية والخارجية أي مناطق الأرياف والمحافظات بمواصفات عالية الجودة وتنظيم دخولها وخروجها مرورياً وفقاً لنظام BOT// بوجود جهة تنظيمية تقوم بالإشراف على هذا القطاع ووضع القوانين والتعليمات والضوابط لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن ولمركز الانطلاق، حيث تعمل كافة الجهات المعنية بذلك لحل أي مشكلة بشكل دوري وتلقائي من أجل الارتقاء بقطاع النقل وخدماته بما يحقق المصلحة العامة للوطن والمواطن، وبالنسبة لكراج الفاروس حالياً فيه العديد من أوجه القصور لضيق المساحة وكونه يقع في حي شعبي ما يحد من تطوره ونموه بالشكل الذي يواكب حركة التنمية حيث ظهر نتيجة ذلك بروز سلوكيات خارجة عن المألوف وقيام السائق بمخالفة أنظمة.
أخيراً
من خلال ما قمنا بجولة إلى كراج الفاروس وللأمانة لوحظ هناك مشاكل متراكمة تتعلق بكافة المناحي الخدمية والمرورية والبيئية، لذلك لابد من مخطط عام وشمولي يضمن خطة نمو الكراج وخاصة في مكوناته الرئيسية لخلق مدينة مستدامة من حيث تجمع السرافيس والبنية التحتية والخدمات المتكاملة والبيئية، وفي خضم هذا الموضوع لابد من الكثير من الجهود لتطوير هذا القطاع ووضع التنمية الشاملة له.
بثينة منى