الوحدة 24-6-2020
التقرب من الطفل والتوجه إليه يتطلب منا الكثير من الوعي والمعرفة بخصائص المرحلة الهامة للطفولة وطبيعتها و مستوياتها الإدراكية العقلية ، متطلباتها و قاموسها اللغوي ..
لذلك تعد الكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابات ليس للكتّاب المبتدئين فقط بل حتى لمن يملكون خبرة طويلة في هذا المجال . وتقول الدراسات التي تتابع الانتاجات الأدبية الموجهة للطفل أن الجمع بين البساطة في أدنى مستوياتها مع تحقيق الجمال في أبهى صوره هي المعادلة المطلوبة عند مخاطبة أي نص لعقول أطفالنا ومحاولة كسب إعجابهم وقبولهم.ومن هنا نستنتج بأنه على كاتب النص الموجه للطفل استخدام الأسلوب المحبب و البسيط مع مراعاة التسلسل المنطقي السلس للأحداث أو الصور الشعرية و توضيح المعنى بإيجاز و بقدر قليل من الجمل والعبارات ، كما أنه من المفيد أن يتضمن نص الاطفال صوراً لغوية جميلة وفيها تفاصيل مبهرة لكي يتعلم الطفل التعامل معها وتوظيفها في مفرداته اليومية ومواقفه الحياتية وتوصي الدراسات والخبراء في فن التعامل مع الأطفال بأن يتم توجيه الطفل للتغلب على المفردات الجديدة وفهمها واستيعابها عن طريق السؤال والاستفهام حتى يدرك المقولة الكامنة في النص وكذلك حتى يفهم مابين السطور فيما بعد .. فالطفل ليس بكائن جامد ، بل هو كائن يتقبل كل ما هو جديد ومتنوع في محيطه . ويبقى السؤال المطروح هنا : متى يُقبل الطفل على تمثل وإدراك النص الموجه إليه – سواء أكان شفهياً أم كتابياً – ومتى يبتعد عنه ولا يتقبله ويكون بالنسبة له كنوع من الخطاب الجامد والمباشر ؟ وببساطة تأتي الإجابة من تقبل أطفالنا وتفاعلهم مع الأعمال الشعرية والقصصية لكبار الشعراء والكتّاب الذين توجهوا بنتاجاتهم نحو الأطفال بكثير من العفوية الصادقة والكلمات المعبرة والبسيطة وخلدوا وجودهم في ذهن الأطفال من خلال أعمالهم التي تختزل مختلف المواضيع التي يحتاجها الأطفال من مضامين اجتماعية تربط الطفل بالأسرة والمجتمع والبيئة ومضامين تربوية تثقيفية تكسب الطفل السلوك الجيد و تشجعه على البحث والتعلم وحب الاطلاع وكل ذلك بأسلوب يفيض بكلمات بسيطة و عميقة المعنى في آن معاً . فلنبحث مع أطفالنا عن هذه الكتب والأعمال الأدبية ولنجعلها في متناول أيديهم بما يضمن لهم المتعة والفائدة حاضراً ومستقبلاً.
فدوى مقوص