الوحدة: 18- 6- 2020
الأعصاب مشدودة والتركيز في أوجه والتوتر والقلق وترقب ساعة البداية، هذا هو حال الآلاف من طلاب المرحلتين الثانوية والتعليم الأساسي خلال هذه الفترة استعداداً لتقديم الامتحانات النهائية.
الطالبة جودي حسن (بكالوريا علمي)، عبّرت عن قلقها وخوفها من الامتحان رغم استعدادها الجيد له، ورغم ما يعتريها من قلق إلا أنها تنصح بالابتعاد عن الآراء السلبية حول الامتحان ورهبته.
كذلك تعبر الطالبة روان محمود (تعليم أساسي) عن خوفها وقلقها من الامتحان الذي تعتبره تجربة جديدة تتمنى أن ينتهي بنتائج جيدة.
ولتسليط الضوء على مفهوم القلق الامتحاني وتأثيره على طلاب الشهادات التقينا الدكتورة مايا بركات رئيس دائرة البحوث في مديرية تربية طرطوس والتي حدثتنا بأن القلق الامتحاني هو أحد أنواع القلق العديدة والذي يحتاج إلى إرشاد وحتى إلى علاج ، وقد يخفي هذا النوع خبرات سابقة متنوعة مرتبطة بتجارب امتحانية قديمة أو درجة مرتفعة من التوتر والعصبية التي تنعكس على أداء الطلبة وتؤثر بشكل سلبي على نتيجة الامتحان ويكون مترافقاً مع الكثير من الاضطرابات مثل (سرعة ضربات القلب، التوتر العضلي، الإسهال، الصداع، الدوخة).
ويمكن تعريف قلق الامتحان كما ذكرت د. بركات بأنه: حالة انفعالية (خوف شديد) غير ملائمة تفقد الفرد القدرة على التحكم بنفسه وإمكاناته وتمنعه من مواجهة المواقف الصعبة بطرق جيدة فعالة وحتى إيجاد حلول لها.
أنواع القلق
وأوضحت رئيس دائرة البحوث أن لقلق الامتحان نوعين يمكن أن نميز بينهما: النوع الأول: القلق الإيجابي الذي يدفع صاحبه للدراسة بجهد أكبر ويكون القلق هنا محفزاً ومركزاً للطاقة على التعلم، بينما النوع الثاني القلق المرضي أو المعوق لأنه يعوق عملية التعلم ويشتت الطاقة والانتباه اللازمين للتعلم المثمر لذلك هو سلبي.
الوسائل الوقائية التي تساعد في التغلب على قلق الامتحان
أما بالنسبة لأهم الوسائل الوقائية التي تساعدنا في التغلب على قلق الامتحان بحسب ما بينت د. بركات أن الدراسة الجيدة والاستعداد للامتحان من خلال تنظيم الوقت وتجزئة المواد الدراسية ووضع البرنامج الدراسي المناسب كل حسب إمكاناته وقدراته وذلك منذ بداية السنة الدراسية بدلاً من مراكمتها، بالإضافة إلى تعلم تقنيات الاسترخاء فهي تساعد على الهدوء والتخلص من القلق قبل وأثناء الامتحان مثل (التنفس العميق، إغلاق العينين وتخيل نتائج إيجابية والشعور بلذة النجاح)، وطلب المساعدة من المعلمين والأهل وحتى الأصدقاء الذين يدرسون بانتظام لتلافي نقاط الضعف التي قد يعاني منها الطالب.
كما أن الاهتمام بالصحة لذلك نجد الغالبية من الطلاب يهملون صحتهم عند الامتحان لهذا يعتبر الحصول على التغذية الجيدة وممارسة الرياضة والنوم الكافي عناصر مهمة لمحاربة القلق، وتجنب المشتتات أي الابتعاد عن كل ما يسبب الإلهاء ونقص التركيز فبعض الطلاب غير قادرين على الدراسة بوجود آخرين مثلاً، وضع الهاتف المحمول في غرفة أخرى، والابتعاد عن مقارنة أنفسنا بغيرنا فكل شخص لديه ميول وقدرات وإمكاناته الخاصة به والتي تتناسب مع جهده المبذول، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين أو المتوترين بطبعهم، ويعتبر الإيمان بأنفسنا وثقتنا بها والحديث الإيجابي المعزز للذات والمشجع لها (أنا قادر، أنا ناجح، أنا متفوق) هو العامل الأساسي في التغلب على حالة القلق الامتحاني.
ربا قميرة