الوحدة: 17-6-2020
في فترة الحجر الصحي وتعطيل المدارس ورياض الأطفال بسبب انتشار فيروس كورونا، حملت وسائل التقنية الحديثة وشبكات الانترنت العبء الأكبر في تقديم أدوات الترفيه والمعلومات لأطفالنا وتشاركت مع الأهل في تخفيف المسؤولية التعليمية والتربوية إزاء أطفالهم وساهمت بجزء كبير في تعبئة أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالمتعة والفائدة. لكن، ومع هذه التشاركية، يظهر الأمر الذي يثير القلق ويضطرنا لوضع الخطط لجدولة الأوقات التي يقضيها أطفالنا أمام الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك مراقبة المواد والمعلومات والألعاب التي يلعبون بها أو يتبادلونها مع أقرانهم، فالمرجح أن أطفالنا يمضون وقتاً أكثر من المعتاد على شبكة الانترنت فثمة أشياء كثيرة باتت سائدة بشكل كبير على النت: كالتدريس، والدردشة مع الأصدقاء والأقارب، وحتى دروس الموسيقا.. صحيح أن هذا التواصل يساعد الأطفال على تقليص تأثير هذا الوضع (المؤقت) الجديد، ويشجعهم على مواصلة نمط حياتهم ، إلا أنه يُبرز مجموعة جديدة من التحديات لنا كأهل ومربين . ويبقى السؤال : كيف يمكننا زيادة ما توفره شبكة الانترنت من فوائد إلى الحد الأقصى، وفي الوقت نفسه تقليص الآثار السلبية المحتملة إلى الحد الأدنى؟ الإجابة على هذه الأسئلة جاءت في دراسة لمنظمة اليونيسيف قدمتها في إطار سعيها للتخفيف من آثار الأزمة العالمية لانتشار فيروس كورونا وقدمت في نتائج دراستها مجموعة من الطرق للمحافظة على أمان أطفالنا على شبكة الإنترنت وأولها: جعل التواصل معهم مفتوحاً والتعاون معهم في إرساء قواعد بشأن كيفية استخدام أجهزة الاتصال، ومواعيد وأماكن استخدامها، وكذلك استخدام التقنيات من أجل حمايتهم ومساعدتهم على المحافظة على تجربة إيجابية في استخدام شبكة الانترنت وتعلّيمهم المحافظة على خصوصية المعلومات الشخصية لهم، وأوصت الدراسة بخلِق فرص لأطفالنا كي يتفاعلوا على نحو آمن وإيجابي مع الأصدقاء والأسرة وذلك بتحديد التطبيقات والألعاب وغيرها من وسائل الترفيه الملائمة لأعمارهم والمتوفرة على شبكة الانترنت، وتشجيع العادات الصحية ورصد السلوك الجيد في استخدام الأنترنت والاتصالات خاصة وأنهم – نظراً للفترة الطويلة التي يقضونها على الشبكة – يمكن أن يتعرضوا لمزيد من الإعلانات التي قد تروّج لأغذية غير صحية، أو لصور ومواد غير ملائمة لفئاتهم العمرية، وأخيراً تدعو الدراسة في توصياتها لإفساح المجال لأطفالنا ليعبروا عن أنفسهم باستثمار الأدوات الرقمية كي ينطلقوا وينشطوا، ويحقِّقوا توازناً بين الترفيه والتعلم عبر شبكة الأنترنت.
فدوى مقوص