الوحدة: 11- 6- 2020
على مدى يومين تابعنا اجتماعات مجلس الشعب بحضور الحكومة, وسمعنا مداخلات لامست وجع الناس لكنّها لم تسكّنه ليس بسبب فقدان الدواء وارتفاع أسعاره فحسب, بل بسبب غياب رؤية الحكومة عن وضع برامج تنفيذية شاملة توقف تدهور الحالة المعيشية للناس, وتخفف من وطأة الغلاء على حياتهم حتى وصلنا إلى واقع لخّصته الآية الكريمة (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى).
مناقشات مجلس الشعب مع الحكومة في جلسته الأخيرة كانت أشبه بتحية وداع ألقاها أعضاء المجلس قبل نهاية الدورة الحالية, وبنفس الوقت وصفها البعض بأنها خطبة وداع للحكومة ومع أنها (وداع بوداع) فقد أثارت مجموعة من الأسئلة الجادة والحادة التي فيها من معرفة العارف بمقدر ما فيها من الاستغراب والاستهجان والجنوح للتأويل والغوص عميقاً في الأمداء والأبعاد.
لماذا هذا الهجوم على الحكومة بهذا الوضوح والصراحة الجارحة لدرجة أن بعضهم طالب بحجب الثقة في الوقت الإضافي.
هل الوضع المعيشي للناس تردى فجأة أم كان متردياً منذ زمن وجاءت جائحة كورونا وعقوبات قيصر وسيزر لتزيده تردياً.
هل اكتشف أعضاء مجلس الشعب فجأة هذا التقصير المهيب في أداء الحكومة فسددوا عليه أم أن تلك الزوايا المعتمة – وما أكثرها – كانت موجودة من زمن ليس بالقصير غير أن فضحها اليوم يأتي في سياق دعاية انتخابية لأعضاء المجلس.
هل كانت بوابات النقد والانتقاد مغلقة أمام أعضاء المجلس طيلة سنوات مضت واليوم تم فتحها أم أنها كانت موجودة بالأصل ويحميها ويرعاها الدستور لكنّ النواب قصّروا في عبورها وتنازلوا عن دورهم الأساسي في الرقابة وتصحيح الخطأ وتقويم الاعوجاج.
لماذا لم يتمثل أعضاء المجلس توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بأن يكونوا ممثلين للشعب ويعملوا للغير وليس للذات عندها تصبح الرقابة على السلطة التنفيذية فاعلة وحقيقية كما قال سيادته.
في الخلاصة: الجلسة لم يكن فيها شيء من الدسم رغم أن الأعضاء ظهروا وكأنهم شربوا للتو حليب السباع لكنهم لم يفلحوا في تغيير الصورة النمطية التي ارتسمت في أذهان الناس عن ممثليهم إلى البرلمان لتنتهي الجلسة ولكن ليس قبل أن تضع الحكومة باللائمة على الإعلام وبالمقابل خرج أعضاء المجلس وعلى ألسنتهم سؤال نازف: ماذا نقول للناس بينما من تابع الجلسة ردد عبارة تيتي تيتي.
إبراهيم شعبان