د. فاطمة قبلان: معالجة المشاكل التقويميّة للأسنان أفضل في مرحلة الإطباق المختلط

الوحدة 4-6-2020

 

من أهم إنجازات طبّ الأسنان هو تخصّص تقويم الأسنان لما له من أهمية علاجيّة وتجميلية تساهم في تغيير حياة الإنسان ،ومنحهم الشكل الذي يرغبون فيه ،انطلاقاً من ذلك التقينا الدكتورة فاطمة علي قبلان ماجستير في تقويم الأسنان والفكين وبورد سوري في التقويم ،لتحدثنا عن قضايا تخص أسنان أطفالنا غفل أغلبنا عنها.

– ما هو العمر المناسب لتقويم الأسنان؟

يؤثّر شكل الأسنان والفكّين بشكلٍ كبيرٍ على وظيفة المضغ والكلام وعلى نفسيّة الإنسان وخاصّة الأطفال، وتكون معالجة المشاكل التقويميّة للأسنان أفضل في عمرٍ مبكر (حوالي 7 سنوات)، أي في المرحلة التي تُدعى (مرحلة الإطباق المختلط) وتعني وجود أسنان دائمة وأسنان لبنيّة في نفس الوقت داخل فم الطفل، ومن الخطأ تماماً الانتظار حتّى تبزغ جميع الأسنان الدائمة (أي حتى عمر 12 سنة)، أمّا في حال وجود بروز (تقدّم) للفكّ السفلي بالنسبة للفكّ العلوي فيُفضَّل البدء بالمعالجة التقويميّة ما إن يتمّ اكتشاف هذا البروز (قد يكون هذا بعمر 3 سنوات)، كما توجد العديد من الحالات التي يتمّ فيها تركيب الأجهزة التقويميّة بأعمار أكبر، خاصة في العمر ما بين 20-40 سنة والحصول على نتائج رائعة.

– ما هي العادات التي يقوم بها الطفل وتكون نتائجها التقويم؟

توجد الكثير من العادات السيئة التي قد لا ينتبه لها الأهل والتي تؤدّي إلى أشكال مختلفة من سوء الإطباق، منها:

×عادّة مصّ الإصبع: التي تُعتَبر عادةً شائعةً عند الأطفال حتى عمر 4 سنوات تقريباً، لكنّ استمرارها يسبّب العديد من المشاكل على مستوى الفكّين والأسنان.

× التنفّس الفموي: الذي يمكن أن يكون اعتياديّاً أو بسبب وجود مشاكل تنفسيّة.

× استمرار استخدام (اللهّاية) لأكثر من عمر 3 سنوات.

× قضم الأظافر: وما يرافقه من قوى شديدة غير طبيعيّة وغير متناظرة على جانبي الفكّ.

× دفع اللسان أثناء البلع: الأمر الذي يؤدّي إلى مشاكل على مستوى الفكّين والأسنان.

× وضعيات خاطئة أثناء الجلوس: مثل وضع اليد تحت الخدّ باستمرار.

× وضعيّات خاطئة أثناء النوم: مثل النوم على جانب واحد دائماً.

× إضافة إلى عادة عدم التنظيف الكافي للأسنان: خاصة الأسنان اللبنيّة، الأمر الذي يسبّب نخوراً على السطوح المتجاورة للأسنان يليه حدوث تراكب في الأسنان الدائمة اللاحقة.

– الأسباب التي يضطرّ فيها الأطفال إلى تركيب التقويم، وراثيّة أم لا؟

يحدث سوء الإطباق الذي يستدعي تركيب الأجهزة التقويميّة لأسبابٍ متعدّدة من ضمنها العوامل الوراثيّة، العوامل البيئيّة، الاضطرابات الهرومونيّة، التشوّهات الخلقيّة وغيرها..

تلعب العوامل الوراثيّة دوراً هامّأً في العديد من الأمور، من ضمنها عدد الأسنان (زيادة أو نقصاناً)، شكل وحجم الأسنان، الازدحام والفراغات بين الأسنان، بروز أو تراجع الفكّ العلوي أو السفلي.

وتؤثّر العوامل البيئيّة على الأسنان والفكّين منذ مرحلة ما قبل الولادة (تغذية الأم، الأمراض التي تصيب الأم، الرضوض النفسيّة للأم، الأدوية التي تتناولها الأم، تعرّضها المتكرّر للأشعّة…) وبعد الولادة (نمط الرضاعة طبيعية أم صناعية ومدّتها وتكرارها يوميّاً، الرضوض على الأسنان، كسور الفكّين، الحروق والندبات في منطقة الوجه، الأدوية التي يتناولها الطفل، تغذية الطفل، وغيرها).

كما توجد العديد من العوامل البيئية والوراثية الأخرى والعوامل الهرمونيّة والتشوّهات الولاديّة والتناذرات المختلفة التي تؤثّر على الأسنان والفكّين والتي لا يسعُنا ذكرها جميعها.

 

– مرّت حالات عدّة غريبة وكانت نتائجها جيدة، ماذا عنها؟

يوجد العديد من الحالات الغريبة التي تصادفنا خلال المعالجة التقويميّة، منها وجود تبادل في مواقع بعض الأسنان ضمن العظم، أو وجود عدّة أسنان زائدة في الفكّ الواحد وغيرها. تحتاج هذه الحالات إلى دراسة عميقة لوضع خطّة معالجة دقيقة للحالة من أجل الحصول على نتائج رائعة والوصول إلى ما يُرضي المريض وأهله.

– كيف يمكن أن نقي أطفالنا التقويم؟

توجد العديد من الحالات التي لا يمكن فيها أن نقي الطفل من الحاجة إلى تركيب الجهاز التقويمي، لكن يمكن لنا أن تساعد في التقليل من مراحل المعالجات التقويميّة. وهذا يتمّ من خلال المراجعات الدوريّة لطبيب الأسنان ومعالجة النخور التي تظهر حتى على الأسنان الدائمة والمراجعة السنويّة لأخصائي التقويم والفكّين، إضافةً إلى زرع ثقافة التنظيف الفعّال للأسنان منذ مرحلة الأسنان اللبنيّة وتعليم الطفل الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان (3 مرّات على الأقل يوميّاً لمدّة 2.5 إلى 3 دقائق في كلّ مرّة)، والإقلال من تناول الأطفال للسكّريات للوقاة من النخور التي يمكن أن تسبّب تراكب الأسنان لاحقاً.

– ماذا عن تقويم الكبار؟ وهل يمكن أن يستفيد الكبير من التقويم؟

كثيراً ما نحتاج إلى تطبيق الأجهزة التقويميّة عند الكبار، وهي تختلف في شكلها ونوعها وآليّة عملها عنها عند الأطفال، ويمكن الحصول على نتائج ممتازة بشرط وجود صحّة فمويّة وعامّة.

 

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار