الوحدة: 1- 6- 2020
مع ارتفاع الحرارة في فصل الصيف تزيد نسبة حصول الحرائق في الغطاء النباتي وتأتي على قسم كبير منها وهذا فيه خسارة كبيرة في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إلى هذا الغطاء النباتي لما له من أهمية في حياتنا..
إجراءات وقائية تقوم بها مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية حدثنا عنها المهندس باسم دوبا رئيس دائرة الحراج باللاذقية:
تبلغ مساحة المحافظة (٢٣٠٠٠٠) هكتار، منها حوالي (٨٥٠٠٠) هكتار حراج، أي ٣٧% من مساحة المحافظة، وهي تمتد في المناطق الجبلية والوديان ذات الانحدارات الكبيرة مما يجعل لها أهمية استثنائية من الناحية البيئية حيث تلعب الغابات دوراً جوهرياً في صون التنوع الحيوي وحماية التربة من الانجراف، إضافة إلى حماية المساقط المائية، ودعم تغذية المياه الجوفية، والتخفيف من السيول والانجرافات، إضافة لأهميتها السياحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
تقسم الأنواع الحراجية في المحافظة إلى غابات مخروطية، وغابات عريضات الأوراق (سنديانيات)، حيث تتركز المساحات الأكبر من المخروطيات (صنوبر) في القسم الشمالي من المحافظة (ربيعة – القسطل) بينما تمتاز الجهة الشرقية والجنوبية من المحافظة بسيادة عريضات الأوراق، وتعتبر الحرائق هي التهديد الأكبر للغابات، فقد تلتهم مساحات كبيرة جداً خلال وقت قصير في حال وجود ظروف جوية مناسبة لانتشار الحرائق من رطوبة متدنية وارتفاع بدرجات الحرارة ورياح شديدة السرعة، الأمر الذي يتطلب جاهزية دائمة من العاملين في مجال إخماد الحرائق، ومديرية الزراعة باللاذقية تقوم في بداية موسم الحرائق بوضع خطة سنوية لإدارة مكافحة حرائق الغابات، وتقر تلك الخطة من قبل السيد محافظ اللاذقية وبحضور جميع المعنيين في المحافظة من مديري وممثلي منظمات، ويتم التجهيز حالياً لتأمين جميع المتطلبات اللازمة لإقرار خطة إدارة مكافحة الحرائق، حيث تتضمن الخطة وضع آلية للاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة لدى مديرية الزراعة، بالإضافة لعرض الصعوبات والمقترحات، حيث تعمل المديرية على اتخاذ كل الإجراءات الخاصة بمكافحة الحرائق الحراجية والزراعية لتكون في أتمّ الجاهزية قبل بدء موسم الحرائق، وذلك من خلال وجود خمسة مراكز موزعة في: (الحفة، القليلة، القرداحة، زاما، بللوران) حيث يعمل بهذه المراكز عدد من العمال الدائمين على مدار العام ويتم استكمال العدد اللازم من العمال من خلال عقود موسمية آخذين بعين الاعتبار الأولوية لأبناء المناطق المجاورة لكل مركز وذوي الخبرة السابقة.
ويضيف دوبا بأن لدى المديرية (٣٤) إطفائية، إضافة لثلاثة صهاريج تغذية يتم تجهيزها بكل المستلزمات من خراطيم إطفاء وقواذف وعدد من المرافقين، أيضاً توجد ١٣ سيارة نقل عمال مهمتها الأساسية نقل عمال الحرائق من وإلى مواقع العمل في أي وقت، أيضاً يوجد ١٨ جراراً مع مقطورة موزعة على المواقع الحراجية ذات التضاريس الصعبة التي يصعب وصول الإطفائيات إليها مع وجود ١٥ فرقة تدخل سريع وهي مقترح تشكيلها في بداية موسم الحرائق في حال توفر الإمكانيات المادية اللازمة حيث توزع على المناطق الحراجية البعيدة عن مراكز الإطفاء بهدف احتواء أي حريق ريثما تصل الإمكانيات الأساسية، هذا من جهة، من جهة أخرى لدينا (١١) برج مراقبة مهمتها المراقبة على مدار الساعة والإبلاغ المباشر عن أي دخان بهدف السرعة بالتدخل، علماً أن جميع الإمكانيات المذكورة بحالة فنية جيدة وعلى اتصال مباشر مع غرفة العمليات في مديرية الزراعة الجاهزة على مدار الساعة لاستقبال الاتصالات على الرقم المحاني (١٨٨) والتعامل الفوري مع أي حريق بالتوازي مع جاهزية الإمكانيات المادية فإن الكادر البشري العامل بمجال الحرائق بكامله مستنفر بشكل دائم سواء فرق الإطفاء ضمن المراكز أو فرق التدخل السريع المنتشر على مستوى المحافظة وحتى عمال الأبراج وتشكل العمالة الموسمية أساس العاملين في إخماد الحرائق بالرغم من صعوبة تأمين هؤلاء، علماً أنه وبخطوة ايجابية كبيرة لحل مشكلة العمالة الموسمية تم في العامين الماضيين تعين (٩٠/) عامل إطفاء بشكل دائم و(٣٠٠) عامل إطفاء بموجب عقود سنوية من خلال مسابقتين للتعيين.
الاجراءات الوقائية المتبعة خلال هذا العام وذلك للحدّ من الحرائق هي:
ترميم الطرق الحراجية وخطوط النار حسب الخطة السنوية للعام ٢٠٢٠ والبالغة ٢٠٠٠ كم تم البدء بها بتاريخ ٦/١/ ٢٠٢٠ إضافة لشق طرق حراجية جديدة في مختلف المناطق الحراجية وحسب أهمية كل موقع وخطة هذا العام (٣٧) كم موزعة على شعب الحراج في المحافظة نفذ منها لغاية 17/5/2020 مسافة (١١٠٥) كم وأيضاً سيتم دعم مراكز حماية الغابات بأعداد اضافية من العمال الموسميين خلال موسم الذروة.
ومن الإجراءات تشكيل مجموعة من فرق التدخل السريع في المناطق الحراجية ذات الخطورة المرتفعة بالنسبة للحرائق ومهمة هذه الفرق إيقاف الحرائق في حدودها الدنيا من خلال سرعة التدخل مع العمل على تنظيف جوانب الطرقات العامة وتحت شبكات التوتر الكهربائي من الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال من قبل الشعب الحراجية في المناطق بالتنسيق المباشر مع المديريات المختصة (مديرية الكهرباء – الخدمات الفنية) بعرض يتراوح ما بين ٥-١٠ متر من الغابات الطبيعية وكذلك تنظيف جوانب المحولات الكهربائية (ضمن الإمكانيات المتوفرة) مع توسيع دائرة المشاركة من خلال التعميم على كافة العاملين في مديرية الزراعة ومسؤوليتهم الكاملة في حال نشوب أي حريق بالتدخل أو الإبلاغ عنه مع توزيع الآليات الهندسية في مواقع الغابات بحيث تنفذ خطة الترميم والشق المقررة إضافة لأفصلية القيام بأعمال الاستصلاح للأراضي الزراعية المجاورة للغابات في فصل الصيف (ذروة حدوث الحرائق) وذلك للاستفادة منها في إخماد أي حريق يحدث في تلك المواقع وتوضع جداول بأسماء السائقين للآليات الثقيلة مع أرقام هواتفهم من أجل المؤازرة عند حدوث أي حريق في موقع عمل أي آلية هندسية، أيضاً نوزع سيارات الإطفاء على المواقع الحراجية وحسب أهمية كل قطاع، أيضاً نقوم بوضع الجرارات المزودة بمضخات مركبة على مقطورات الإطفاء لاستخدامها كإطفائية مع الفرق الميدانية في بعض المواقع البعيدة والحساسة، مع تزويد فرق الإطفاء بمضخات ظهرية وذلك لاستخدامها في المواقع التي يصعب وصول الآليات إليها وقد أثبتت فعاليتها في بداية الحريق ونقوم بالتركيز على نشر الوعي بأهمية الغابات وحمايتها والمحافظة عليها والمشاركة بإعادة تحريجها من خلال قيام العاملين من شعبة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية بتنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات واللقاءات مع المنظمات الأهلية والحكومية.
في مجال الحماية من التعديات
يقوم العاملون في دائرة الحراج بعملهم من خلال شعبة المناطق (القرداحة، الحفة، جبلة، عين عيدة، ربيعة، قسطل معاف) هذه الشعب بدورها تقوم بمتابعة مهامها من خلال المخافر الحراجية الموزعة على كامل مساحة المحافظة في المواقع الحراجية الأكثر أهمية حيث يبلغ عدد هذه المخافر (٢٩) منها حالياً (٣) خارج الخدمة نتيجة الأوضاع الأمنية (البيضاء – عين القنطرة – عين عيدو)، يعمل في هذه المخافر (١٥٢) عنصر ضابطة حراجية مهمتهم ضبط التعديات على المواقع الحراجية وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وإحالة هذه الضبوط إلى القضاء، ويتم وفق خطة سنوية إنتاج الغراس الحراجية في المشاتل التابعة لدائرة (الهنادي – بسمالخ – البلاطة – البارد – الجوبة) ومن ثم تحريج بعض المساحات الحراجية المحروقة أو ذات التغطية الحراجية الضعيفة وكذلك المواقع المعتدى عليها والصادر بها قرارات نزع يد حيث تم خلال السنوات الأخيرة تحريج مساحات كبيرة، علماً أنه خلال الخطط الأخيرة يتم التركيز على بعض الأنواع الحراجية ذات المردود الاقتصادي كالصنوبر الثمري وكذلك الأنواع عريضة الأوراق المقاومة للحرائق كالغار والخرنوب وبعض الأنواع الرحيقية كالروبينيا.
أعمال تربية وتنمية
من خلال تفريد وتقليم الغابات بهدف المحافظة على الحالة الأوجية للغابة أو الوصول إلى الحالة الأوجية بالإضافة لعمليات تنظيف جوانب الطرق للحد من خطر نشوب الحرائق حيث بلغت الخطة المقررة لهذا العام ١٥٠٠ هكتار.
إرشادات عامة
لابد في النهاية من الإشارة إلى أننا جميعاً شركاء في حماية الثروة الحراجية من خلال التعاون الكامل والفعال بين العاملين في القطاع الحراجي والمواطنين المجاورين للغابات والابتعاد عن تحريق المزارعين لبقايا محاصيلهم الزراعية والأعشاب الناتجة عن تعشيب هذه الأراضي وكذلك الإبلاغ عن أي دخان أو حريق بشكل مباشر بهدف السرعة في التدخل لإخماد أي حريق والذي يعتبر عاملاً أساسياً في إخماد الحرائق.
أميرة منصور