ملونات ومواد حافظة وماء وسكر.. كوارث أغذية الأطفال

الوحدة : 1/6/2020

 

لم تمض ساعات على إعلان إلغاء الحظر الليلي، ونهاية شهر الصوم، حتى سارع مصنعو المثلجات والبوظة السوقية لإنتاج وتسويق ما يطلقون عليه اسم  (البارد)،  معتبرين إلغاء الحظر بمثابة إعلان نهاية شبح كورونا، وهكذا سمحوا لأنفسهم ببيع وتسويق منتجات لا تخضع لأية رقابة، ولا تلتزم بالحد الأدنى من الشروط الصحية المطلوبة لأغذية الأطفال، أو حتى الكبار، واللافت أن معظم المنشآت التي تعمل على تصنيع وإنتاج هذه المثلجات تكون في الأحياء الشعبية، تعمل دون أي تراخيص، وبعيداً عن أعين الرقابة، وتستعمل مواد غير صحية وملونات وغيرها من الإضافات مجهولة المواصفات والمصدر، وعندما يتم ضبط هذه المنشآت يصار إلى إغلاقها، والتوجه إلى افتتاح غيرها في مكان آخر، والمعروف أن البيع يتم عن  طريق باعة جوالين يجوبون الأحياء الشعبية، حيث الكثافة السكانية الأعلى، لا سيما من الأطفال على دراجات هوائية تحمل وعبوات بلاستيكية تحوي مثلجات بألوان ونكهات مختلفة، يتهافت الأطفال والعديد من الكبار على شرائها، وعندما تنصح أحدهم بعدم تناولها يغمزك قائلاً أنها شهية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن مديرية صحة اللاذقية وجهت الأهالي للانتباه إلى ما يتناول أطفالهم في عطلة العيد وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو التي يشك بسلامتها مثل البوظة وكذلك الشرابات والعصائر المكشوفة لما لها من مخاطر صحية ولاسيما لدى الأطفال باعتبارها تتسبب في الإصابة بالتسممات الغذائية.

 وتقول خبيرة التغذية سمر صوفي: معظم الحلويات والمثلجات المتواجدة في الأسواق يمكن وصفها بأنها كوارث غذائية، فهي تقوض النظام الغذائي للأطفال بزيادة تناول السكر والمواد المضافة، وللأسف فإن معظمها يتم  تسويقها بصور شخصيات الكرتون أو الألغاز والهدايا التي تجذب الأطفال إليها، وعموماً فإن أغلب الألوان الصناعية تؤخذ من قار الفحم، ولو سلمنا بأن المضافات الغذائية غير مضرة عند إضافتها بالحدود المسموح بها، إلا قصور التشريعات الصحية أو الجهات الرقابية أو الأجهزة التي يمكن من خلالها الكشف عن حدود الكميات المسموح بها من المواد المضافة، وهكذا فإن إجراءات صنع أغذية الأطفال تبدو سهلة وربما ممتعة، حيث يمكن إضافة المواد الحافظة والمواد الملونة بأي كمية وفق توفرها، مع عدم الاكتراث بنوع وحدود الكميات المسموح بتناولها، وتجاهل تسجيل أسماء المواد المضافة على غلاف العبوات، فلا حسيب ولا رقيب، لذلك فإن تناول الحلويات والمثلجات يعد خطراً على الصحة، وتزداد الخطورة عندما يتناولها الأطفال أو الأم الحامل (قد يسبب مشاكل صحية أو تشوها للجنين)، ويتميز الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السبع سنوات بعدم كفاءة عمل إنزيمات الكبد، مما قد تتسب له ببعض الأعراض المرضية مثل الحساسية والربو، إضافة إلى تأثيرها على خلايا مخ الأطفال، وقد اكتشفت دراسة علمية تأثير بعض المواد المضافة للمثلجات والحلويات على اضطرابات التركيز الذهني واهتياج السلوكيات لدى الأطفال بشكل مفرط وزيادة النشاط والتوتر غير الطبيعي على الأطفال مع تدنى قدرات تركيزهم في المحافظة على الانتباه الذهني.

حلوى المص تسبب تسوس الأسنان

وقد اتهمت مجموعة من المواد المُضافة إلى المثلجات والمرطبات والملونات، أهمها:

صبغة أصفر غروب الشمس sunset yellow FCF E110، وتتواجد في الحلوى والمشروبات الصناعية بما فيها المشروبات الغازية ذات اللون البرتقالي.

صبغة كوينولاين quinoline yellow E104 وتعطي صبغة اللون الأصفر.

صبغة كارموسين carmoisine E122 وتعطي اللون الأحمر القرمزي.

صبغة اللورا إيه سي allura red E129 وتعطي اللون البرتقالي المحمر.

صبغة الترتازين (الطرطزين) tartrazine E102 وتعطي اللون الأصفر.

صبغة مادة بونشيا 4أر، ponceau 4R E124 وتضاف لإعطاء الألوان الحمراء، وتعد هذه الإضافات  أعظم اختراعات القرن العشرين.

وتابعت خبيرة التغذية إن  حلوى المص (الحلوى التي في طرفها عود) تعتبر من أعظم الاختراعات التي كشفتها البشرية في القرن العشرين في تسببها بتسوس الأسنان، وينافسها في ذلك الحلوى التي تلصق على الأسنان عند مضغها، ففي غضون ربع ساعة تصل البكتريا إلى أوج نشاطها مسببة تسوس الأسنان، علماً بأن حلوى المص الصلبة التي بدون عود تشكل نفس خطر التسوس إضافة إلى خطر الاختناق، فلا يجب أن يتناولها الأطفال الصغار، وعند تناولها يجب الحذر عند اللعب والحركة.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار