هل تنجح العلاقة الزوجية عندما تكون الزوجة أكبر من الزوج؟ أخصائيون: نجاح العلاقة الزوجية في حال الزوجة أكبر من الزوج يعتمد على نضوج كلا الطرفين ومدى توافقهما الفكري

الوحدة : 1/6/2020

 

ثمة نظرة رافضة لزواج المرأة برجل يصغرها سناً، وهو زواج يراه المجتمع غير متكافئ، ففي السابق كان صعبا أن تبني المرأة علاقة زواج مع رجل يصغرها لكن الأمر أصبح ممكناً ويكاد يكون عادياً في وقتنا الراهن.

تثار الكثير من التساؤلات عند اتخاذ هكذا قرار: هل يؤثر ذلك على مستقبل العلاقة وماهي العوامل التي تتحكم في نجاحها وماهي المعايير التي تبنى عليها تلك العلاقة؟

اتفقت سوسن معه أن يبدأا حياتهما معاً بغض النظر عن فارق العمر بينهما فهي تكبره بعدة سنوات، المهم أنهما التقيا،  هكذا تقول، وتضيف أن الزواج من رجل تكبره ﻻ يخلو من الميزات، هو يؤكد ما قالته طالما الحياة مغلفة بالحب والمودة وربما يكون الأمر عكس ذلك لو لم يتفق الطرفان، وتضيف سوسن أن بعض صديقاتها تعرضن لنفس التجربة لكنهن فشلن بعد عدة سنوات لأن الأمر غاب عنه التوافق، فليلى بعد مضي 3سنوات على زواجها من شاب يصغرها ب10سنوات أخذ يبحث عن فتاة تصغره للزواج منها سيما أنها لم تنجب أطفالاً منه مضيفة أنه بات يتصيد الأخطاء تصيداً ليخلق لها المشاكل.

فيما يقول عدنان: لن أتزوجها تكبرني لأنها ستكبر وتظهر علامات التقدم في العمر ويصيبها المرض وسأكون مضطراً لعيادتها ومعالجتها وأصرف عليها النقود للأطباء  وإلى ما هنالك وسأنظر لمن هي أصغر سناً لذا أفضل أن أتزوج بمن تصغرني سناً.

وأيضاً ديما ابنة الثلاثين ترفض نهائياً فكرة الزواج من شاب يصغرها معللة رفضها بأن ذلك سيولد داخلها شعوراً بالسيطرة والتفوق عليه مما سيخلق إشكالات كبيرة بينهما.

الزواج هو اتفاق وعقد مبرم يتفق عليه اثنان: رجل وامرأة، المهم أن يتفقا وليس الأهم من يكبر من، بالنهاية هذه الأمور تأخذ طابع الشكليات التي ﻻ يتوقف عندها الزوجان عندما يؤسسان مؤسسة زوجية ناجحة ولكن هناك بعض المجتمعات وبالأخص بعض الأسر تضع فرق العمر خصوصاً لصالح الزوجة من مبررات عدم الزواج ويصبح مقياساً لاعتبارات كثيرة نورد بعضاً منها على لسان أشخاص عاشوا التجربة..

المال والمصلحة

يقول السيد مروان: ﻻ يتزوج الرجل امرأة أكبر منه سناً إلا إذا كان ذلك طمعاً في مال أو ميراث هذا ما حدث معي حيث زوجتي تملك مالاً وفيراً ومنزلاً كبيراً ووجدت فيها ضالتي التي وفرت علي الوقت والمال بخلاف كثير من الفتيات الاصغر اللواتي طلبن طلبات عجزت عنها فما كان مني إلا أن أرتبط بزوجتي التي تكبرني 7 سنوات ومع حدوث بعض المشكل إلا أننا مستمران مع بعضنا ونحاول قدر الإمكان أن نخلق جواً من التفاهم الأسري والحياة المشتركة.

بين التعاسة والسعادة

تتردد المرأة كثيراً قبل اتخاذ خطوة الزواج برجل يصغرها وتضع بالاعتبار تعليقات الآخرين والموروث المتناقل للأفكار التقليدية للمحيط حول ذلك.

تقول وداد: الزواج برجل أصغر سناً أمر يخالف الأعراف والتقاليد الاجتماعية ويعرض السيدة للانتقادات والمضايقات التي تنعكس سلباً على الحياة الزوجية والأسرية وبدوره يقود للوقوع فريسة الحياة التعيسة.

وتأتي نظرة الرجل للمرأة الأكبر سناً باعتبارها الأصلح للزواج وأكثر عقلانية تستطيع فهم الزوج بصورة أفضل وإدارية وتزن الأمور بمنطقية أعلى من نظيرتها الصغيرة سناً التي ﻻ تفكر إلا في أن تعيش حياتها وبهذه الحالة يصبح هذا الزواج مبعثاً للسعادة.

بين النضوج العاطفي وقصوره

مما هو متعارف عليه أن المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سناً تواجه جملة من المشاكل وعلى رأسها القصور العاطفي للرجل الأصغر سناً والسبب هنا ﻻ يكمن في فقط في فارق السن بل في حقيقة أن المرأة تنضج عاطفياً قبل الرجل وهذا ما أيدته عفاف وأكدت تطابقه مع حالتها.

أوضحت دراسة أن عدم النضوج العاطفي للرجل الصغير يتعب المرأة الناضجة الأكبر سناً، فهي مستقرة في عواطفها لكنه غير مستقر مما قد يجلب الخيانة الزوجية وأضافت الدراسة أن المرأة ﻻ تبالي إن كان الرجل أكبر أم أصغر سناً، ما يهمها دخولها في المؤسسة الزوجية وتشكيل أسرة عكس كثير من الرجال.

من خلال رصد حالات إضافية، ما كان مستهجناً في يوم ما بات مألوفاً وطبيعياً حيث يقول إياد: إرضاء الناس غاية ﻻ تدرك، وإذ ما تبع كلام الناس يبقى بلا زواج مضيفاً أن السن ﻻ يهم خاصة إذا كان أساس الزواج مبنياً على الحب والمودة ولنا أسوة حسنة في رسول الله (ص) فهو زوج السيدة خديجة رضي الله عنها وتكبره بـ15سنة.

لمى تقول: أنا متزوجة من رجل يصغرني بـ3سنوات نحب بعضنا ومتفاهمان ونعيش حلو الحياة ومرها.

جابر: زوجتي أكبر مني بـ11سنة ولا أحس معها بفرق العمر وما فارق العمر إلا رقم فقط، المهم الحب والثقة والإخلاص.

ممدوح: متزوج من امرأة تكبرني بـ5سنوات أنا سعيد معها  فعندما يكون الزواج غير مبني على المصالح سينجح مستبعداً أن يكون لفارق العمر دور سلبي.

ولدى سؤال ذوي الاختصاص أكدوا أن هناك بعض العوامل التي تجعل الشاب يتزوج فتاة أكبر منه سناً..

تقول الدكتورة إيفا خرما أستاذ مساعد في قسم علم الاجتماع: الزواج يمثل صورة للتواصل الفكري والاجتماعي والبيولوجي ويلعب فارق العمر دوراً مهماً في تقييم هذه العلاقة حيث تقع عليه أسباب منطقية وواقعية تؤثر في تحقيق الانسجام والتفاهم والتواصل الفكري والمعرفي بين الطرفين مشيرة إلى أهمية أن يكون الفارق بين الزوجين من سنتين إلى خمس سنوات، فمن المعروف أن المرأة أسرع نضجاً من الرجل حيث الرجل في الخمسين أكثر شباباً من المرأة في نفس السن وتضيف الدكتورة أن هناك بعض العوامل التي تجعل الشاب يختار شريكة لحياته أكبر منه ومنها أن تكون الفتاة ذات مكانة اجتماعية عالية في المجتمع وأحياناً يجد في الفتاة التي تكبره الثقة بالنفس ولديها كم هائل من الخبرات الحياتية التي تفتقدها صغيرة السن كما بينت أن الحرب التي شهدتها البلاد منذ أكثر من تسع سنوات وما أفرزته من سوء للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من فقر وبطالة وبالتالي عدم قدرة الشاب على تأمين عمل ومسكن لذا نجده يبحث عن فتاة تؤمن له الاستقرار المادي حتى لو كانت تكبره سناً.

من جانبها الدكتورة ريم كحيلة علم نفس اجتماعي: هذه الحالات من الزواج تكون قليلة في مجتمعاتنا مقارنة مع الفشل والنجاح في موضوع الزواج نسبياً وفي مثل هذا الزواج يكون مرهوناً بمدى نضج الزوجين الفكري والنفسي إذ توجد حالات رغم تفاوت العمر من 2-10سنوات لصالح الزوجة ناجحة ومستمرة، وتوضح: طالما هناك نضوج نفسي واجتماعي بمعنى ماذا يحتاج الطرف الأول من الثاني وماذا يستطيع أن يقدم للآخر وماهو غير موجود لدى الأول يكمله الطرف الثاني مثل الحب والحنان الوالدي والمستوى التعليمي ومن ناحية أخرى المداعبة مقابل الجمود بمعنى سالب وموجب ينجذبان لافتة أن هذا يتفق مع نظرية التجاذب والتضاد.

وتشير أنه باختصار تحدث حالات طلاق ليست بالقليلة رغم التقارب العمري والاجتماعي والتعليمي بين الشريكين سيما في الفترة الراهنة وبرأيها أن ذلك يعود لأسباب اقتصادية ومالية (أطماع شخصية من ناحية والتضخم المالي حالياً من ناحية أخرى) الأمر الذي يؤدي لضغوطات نفسية متعددة لم يهيئ الفرد على مواجهتها بوعي وإدراك تام علماً أن حالات الطلاق حالياً بازدياد مقارنة مع السنوات الماضية وتداعياتها الخطيرة على الأسرة والمجتمع تستمر لسنوات 10مقبلة.

المحامي مدحت العليج عضو في نقابة محامي اللاذقية بيّن أنه في الآونة الأخيرة وضمن الظروف المعيشية الصعبة التي أفرزتها الحرب على سورية بات غالبية الشباب يلجؤون إلى الارتباط بمن تكبرهم سناً وهي التي ربما تمتلك منزلاً أو تكون ذات مال وتكون أقل تطلباً وشخصيتها أكثر تبلوراً من نظيرتها اﻷصغر التي ﻻ تتنازل عن أي شرط من شروط الزواج من مهر وذهب وسعره وصل أقصى درجات الارتفاع وبيت وإلى ما هنالك.

ويستطرد العليج بأن الفارق العمري من الممكن ألا يكون سبباً مباشراً بحد ذاته في حالات التفريق وإنما يولد أسباباً منها أن الزوجة تكون قيادية أكثر من الزوج وصاحبة قرار وتفرض رأيها الذي ﻻ يتقبله زوج متحفظ ويرفض التبعية للزوجة ويؤدي لمشاكل محورية تقود للتفريق.

ومن المعلوم أنه لا يوجد في القانون ما يمنع هذا الزواج أو يحدد فارقاً عمرياً معيناً بين الطرفين، سوى أنه حدد الأهلية للزواج لكل من الفتاة والشاب بعمر17سنة.

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار