الوحدة : 2-5-2020
لا أحد منا يسلم من مجاملة الآخرين ولو كان على حسابه، فهي قاعدة في الحياة لكسب ود الآخرين وتجميلهم وتحميلهم بما ليس فيهم من مزايا وصفات، ولو كان ادعاؤه غير مقبول وكلامه معسولاً لتدفع فيهم النشاط أو الاستعلاء، إن الحياة بوجهين، ومعاملاتها ونشاط ناسها يتطلب إتقان فن المجاملة والخوض فيه كل حين وأمر..
السيدة سميرة غنوم: من شروط الحياة البشرية حالة التواصل والتآلف والاجتماع بالناس وهو ما يتطلب بعض المديح والكلام الطيب ليشعر الواحد منا بالأمان وخاصة هو ما تنتظره من محب وغيور، وقد تجدي جميعهن يستقبلنك عند الصباح (شو هالحلا) ولو كانت صورتك (مجعلكة) ومتعبة ومزاجك معكر، أو قد تندفع إحداهن صوبك لتقول: (وجهك ولا ضو القمر) وهي لا تطيقك، فكيف لها أن تجاملك طوال الوقت وتحمل نفسها هذا العناء؟ وتسألين نفسك لم تكذب علي وعلى نفسها ومن حولنا؟ صحيح أن كلامها الجميل يرفع من معنوياتي حتى أنه يغير مزاجي ولون بشرتي وملامح وجهي، وأنت تردين عليها بأحسن منه: عيونك الحلوة.
السيد نورس: بعض الحشريين يحاولون الوصول إليك ببعض عبارات الإطراء للنيل منك وأخذ مطالبهم على محمل الجدية ولو كانت مشاعرهم مزيفة وفيها الكثير من النفاق، لكن إن فكرت في الأمر قليلاً لقلت ما المانع؟ فهي مفيدة للاثنين فالمجامل يأخذ مأربه والمتجمل ينال ثقة بالنفس وزاداً من الطاقة الإيجابية يكفيه طوال اليوم ليعيش بسعادة وهناء ولا أظن الضرر لأحد من الناس، فإن يكن الخير فيه ولا إساءة لأحد فلما لا نجامل ونتجمل ؟ وهي بالنهاية مجرد كلام ينطق به اللسان.
غنوة صالح: المجاملة تعتمد على نوع العلاقة بين الاثنين، وحسب طبيعة الشخص وقدرته على التفنن في الكلام وزخرفته بما يتناسب مع مصلحته، قد نجد المجاملة خلال الوظيفة والعمل.
مجاملة خلال الوظيفة والعمل وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن حينها تكون مشروعة وليس فيها مصلحة أو نفاق، بل لتزيد الألفة والمحبة فالأم لطالما تقول لابنتها (يسلملي هالوجه متل وجه القمر) وهي تراها بعينها وليس بعيون الآخرين الذين لا يجدون فيها شيئاً من الجمال، كما تقول لابنها (شو هالشبوبية ) وهو قصير القامة وضعيف البنية، لكنها تبقى صورة الأم وأولادها فيها فقط وهي محفوظة عند كل الأمهات عن ظهر قلب، وقد يكون ما يشابه هذا الكلام عند بعض الأصدقاء وهم معدودون.
معينة جرعة