الصيام الصحي

الوحدة : 22-4-2020

لا ينبغي الحكم على قيمة المادة الغذائية أثناء الصيام من خلال ما تحتويه من قيمة السعرات الحرارية وحدها أو ما تحويه من كمية المعادن منفردة على سبيل المثال، فكل إنسان يحتاج في المدى البعيد إلى إحداث توازن فعلي بين المواد الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية والمنخفضة منها إضافة إلى الحاجة للتوازن في شتى مجالات وجباته الصحية، وإذا راعى الإنسان بوعي وإدراك كل جوانب وجباته مراعاة دقيقة فإن ذلك كفيل بتجنيبه أغلب المتاعب والمنغصات والمشاكل، وتبدو مشكلة تنظيم الطعام في شهر رمضان معقدة ولكن أمرها أسهل مما يبدو بكثير فمن حسن الحظ بأنه لا يتعين احتساب ما يُحتاج إليه بدقة فائقة لكي تكون الوجبة متوازنة، وقد دلت أبرز التجارب على أن الشهية نفسها تقود الإنسان في المدى البعيد نحو تحقيق الوجبة المتوازنة شريطة أن لا يتعرض المرء لأي نوع من الضغط أو الترغيب لتناول أنواع معينة من الطعام والابتعاد عن أنواع أخرى مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون كافة المواد الغذائية صحية وطبيعية كشرط واجب.

يتوجب تسليط الضوء بوضوح عند استعراض المواد الهامة التي تتألف منها الأطعمة وكيفية استخدام الجسم لها قبل التحدث عن شكل واسم الأكل اليومي الذي يستطيع الإنسان تناوله خلال أيام الصيام ولعل من أبرز تلك المواد هي:

– البروتين: وهو المادة الرئيسية لبناء الجسم حيث تتألف عموم أعضاء الجسم كالعضلات والقلوب والأدمغة في الدرجة الأولى من مكون البروتينات (إذا تم استثناء الماء) وحتى العظام فهي مركبة من البروتينات المشبعة بالمعادن، ومن المعروف بأن معظم المواد الغذائية الطبيعية تحتوي على البروتين بكميات متفاوتة.

– المعادن: تلعب مختلف أنواع المعادن دوراً جوهرياً مُلفتاً في بناء وعمل كل جزء من أجزاء الجسم فلصلابة العظام ومتانة الأسنان اعتماد محوري على الفوسفور والكالسيوم إضافة لتأثير اليود الضروري في عمل الغدة الدوقية على سبيل المثال.

– الفيتامينات: تعتبر مواد خاصة يحتاج إليها جسم الإنسان بكميات معقولة حتى يتسنى لأعضاء الجسم وأجهزته القيام بأعمالها على الوجه الأمثل وبالقدر اللازم والمطلوب تماماً كما يحتاج أي محرك آلة لشعلة صغيرة كي يُقلع ويبدأ بالعمل.

من الضروري جداً بعد الحديث عن أهم المواد الضرورية لبناء الجسم وعمله بطريقة سليمة وصحيحة البحث بجدية عن الوقود اللازم لحركة جسم الإنسان، فالجسم يحتاج إلى أن يُزود بفيض مستمر من الوقود المستمد من أبرز المواد المستعملة لذلك والمتمحورة في السكر والدهن والنشاء وعندما يتناول الإنسان أكثر مما يحتاجه جسمه كوقود من المواد الدهنية والنشوية والسكرية فإن القسم الفائض منها يتحول إلى شحم ويُختزن تحت الجلد فيزداد الوزن عندها، بينما عند تناول كمية ضئيلة من تلك المواد فهذا يضطر الجسم إلى استهلاك جزء من مخزونه الخاص من الشحم فينقص الوزن في هذه الحالة، ومن المعلوم بأن القيمة الوقودية للطعام تُقاس بالسعرات الحرارية (الكالوري) والتي تتفاوت متراوحة بين الدرجة العالية نسبياً والدرجة المنخفضة تقديرياً وذلك تبعاً لمواد الطعام ومصادره وأنواع الشراب وطبيعته.

شهر صوم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير.

د. بشار عيسى

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار