الوحدة : 8-4-2020
تسع سنوات حرب أكسبتنا مناعة ضد جميع الأمراض النفسية والاجتماعية والفيروسية، بما فيها كورونا، إرادة الحياة تماهت مع صراع البقاء، لذلك نحن ههنا صامدون.
يبدو أن الحلول المستعجلة دخلت غرفة العناية المشددة، بعد أن نوت تكامل شدّ اللحاف صوبها، وبرمجة ربطة الخبز رقمياً على حاسوبها، وتركت الأفواه الجائعة تلتهم وقت الانتظار عبر رسالة نصيّة على جوّالاتها، تنطلق من محاجرنا شلال بلاهة يصيبنا بالتوحّد، ونوحّد خالقنا على ما سيصل إليه حالنا، خبزتان للفرد في اليوم!، لا تسمن ولا تغني من جوع، مع إننا (قوم لا يأكل حتى يجوع وإن أكل لا يشبع)، والجوع كافر لا يسنده إلّا خبز حتى وإن كان (حاف)، اللحم ضيف عزيز، لا كما شُبّه لهم، فرخ أوز يطير من مزارع الأغنياء إلى موائد الفقراء!.
لمَ نتجنّ على تكامل، لا علاقة للمكنة الصماء بذاك؟ هي مرسال كلام ما عليه إلّا البلاغ بما أفتت الحكومة أنّ نصوم كل الأشهر ما عدا رمضان، صوم العذارى عن السيّئات، والباقيات الصالحات من تكامل بدور الغاز، جرة تئد أربعين يوماً قبل أن تلد رسالتها تكامل، وكأنما تقيم أربعينية الترّحم على الفقيد (الغاز) الذي صار غصّة صعبة البلع، وما أكثر ما وقف زوراً في ذلك الحلق.
حتى الهواء صادره كورونا ولم يبق إلّا الهموم المشبعة بالأكاسيد، والخوف المعتق بالكلور، وعالم يتعكّز على عجٌزه، وإعجاز طبي في كشفه لم تحن ساعته.
حشرنا الغرب في قطرميز العقوبات، من غيّه، ارتّد كيده إلى نحره، هل سمعتم رياح الموت تصفُر في عنابره، ورأيتم كيف تصفّر حسابات بنوكه، وتصفرّ وتخضر وجوه من انتكاساته الطبية، حفلة الشاي لزعماء العالم، انتهت على فجيعة كورونا، وسباق التسلّح انسحب من شوارع احتلها الأزعر المجهري، البنك الدولي يستثني سورية من مساعداته للشرق الأوسط، يالسماجة الخبر! لسنا مدينين للصندوق (المدان لحوالي ثلثي الكرة الأرضية) حتى بالشكر! عندما كانت كرة النار تتدحرج من تونس إلى ليبيا فمصر، أعلنّا أننا سنعتمد على أنفسنا، كان لنا أصدقاء وقفوا إلى جانبنا، وما زالوا…حمى الله سورية.
خديجة معلا