تأمل ووقفة مع الذات!

الوحدة:2-4-2020

في هذا الليل وبعيداً عن ضجيج المجتمع الذي يؤرق حتى الحجر بتناقضاته وتوهانه لابد للإنسان من رحلة قصيرة مع نفسه..

يأتي الليل ومعه دعوة كبيرة للسكون، يأتي الليل حاملاً معه الصمت، وتلك النسمات الصيفية الجميلة، كيف لبعضنا ألا يلحظها؟ كيف لبعضنا ألا يلحظ الجمال! كيف للإنسان أن يعيش ويغرق بكل تلك التعاسة والبؤس اللتين صنعهما بنفسه؟

كم أعجب لذلك! مهما كانت مشاكل الإنسان وهمومه إن هناك مساحة ما بداخله لا يمسها أي ألم أو أي معاناة، تلك المساحة الناتجة عن الفهم، الفهم بوضوح أن ما نعيشه هو عبارة عن سلسلة غير منتهية من التناقض والألم الناتجان عن الاختلاف، اختلاف الأفكار، المعتقدات، النيّات، والأهداف، وبعض هذه الأفكار ما هو موجه وبعضها ما يمشي على فطرته بشكل عشوائي مضطرب لا ضابط له، بعضها طاهر محب وبعضها أناني ضيق الأفق، حتى الشر الذي قد نلحظه، إنه موجود فقط بسبب الاضطراب والخوف اللذين ينتجان بوضوح تام عن عدم التصالح مع النفس والشعور بقيمة الذات، إن أولئك من وصلوا إلى التصالح مع ذاتهم وشعروا بالرضا، هم وحدهم من يستطيعون مواجهة هذا العالم وعشوائيته مبتسمين محبين للاختلاف..

إن التأمل كأداة نستخدمها كي نحصل على الهدوء العقلي أو (السلام الداخلي) والذي يمكننا من مواجهة مشاكل هذا العالم بتفهم فطالما تفهمت حيثيات المشكلة، فإنها لن تعود مجدداً كي تؤرق ذلك السلام والهدوء الذي بداخلك، ليس التأمل وسيلة رومانسية للهروب، إنما هو وقفة للعودة إلى الذات، وقفة لاكتشاف وإدراك قيمة الجوهر العظيم بداخلك، والذي يمكنك حقيقة من الحصول على عقل هادئ وقلب محب تواجه به مشاكلك الشخصية والعامة برضا تام، حتى إذا ما مر الوقت واختلفت الأيام لن يؤلمك الندم حيث أن ما تقوم به صادق والقرار الذي تتخذه وإن كان غير مجدٍ فإنه يمثل تجربتك الصادقة والتي إن فشلت في مجال ما فلابد هي خطوة هامة على طريق النجاح!

لؤي خضر


تصفح المزيد..
آخر الأخبار