التدخـُّل في خصوصيات الأبناء

العدد: 9557

الأربعاء: 25 آذار 2020

إن الآباء والأمهات يخشون على أبنائهم من مخاطر الحداثة والتكنولوجيا الحديثة، وهنا يتساءلون كيف يمكن أن يوفروا الحماية لأبنائهم من هذه المخاطر؟
وحول هذا الأمر حاولنا أن نأخذ آراء مجموعة من الأمهات المثقفات، لنستفيد من خبراتهم التربوية.
السيدة هديل محمود تقول: الكثيرون يحاولون التدخُّل في خصوصيات أبنائهم بطريقة غير لائقة، إذ يبيحون لأنفسهم تجاوز الخطوط الحمراء، وإشعار الأبناء بأنهم عاجزون عن الانخراط في حياتهم الاجتماعية، وإدارة أمورهم الخاصة، مما يؤدي إلى إضعاف شخصية هؤلاء الأبناء، وإحساسهم بعدم قدرتهم على مواجهة ما يصادفهم في الحياة، إن الحب الشديد للأبناء يجعل الآباء أحياناً يخطئون في حق أبنائهم، وإفقادهم الثقة بأنفسهم من جراء التدخلات غير المدروسة.
السيدة سهاد خضور تقول: إن الإفراط في التدخل في خصوصيات الأبناء لا بد من أن يؤدي إلى إضعاف شخصياتهم، والتأثير سلباً فيها، فنحن أولياء الأمور مهمتنا أن نعطي النصيحة وفق ما يتلاءم مع مشاعر أبنائنا، أي أنه من واجبنا أن نبني جسراً من التواصل العقلاني البعيد عن التدخل المباشر في أمورهم، وكل ذلك ينبغي أن يقوم على أساس من التفاهم والهدوء في التعامل، كما علينا أن نبتعد عن ردات الفعل غير الملائمة، كي نبقى محافظين على ثقتهم بنا، وبما نقدّم لهم من نصائح.
السيدة علياء ناصر تقول: إن التربية اليوم مختلفة كل الاختلاف عما كانت عليه في الأمس، وذلك بسبب التكنولوجيا وتحديات العصر، أنا مع المراقبة التي تقوم على أساس من الحب والإنسانية، إذ علينا أن نقوم بتتبع ما يشاهده الأبناء، وذلك بأسلوب جميل، كأن نقول لهم: (ماذا تشاهدون نحن أصدقاء وبماذا تفكرون)، وأقول لهم مثلاً: (هذا الموقع جيد وهذا غير مفيد)، أي أنني أحاول أن أفتح معهم باباً للنقاش الودي، البعيد عن إشعارهم بالتدخُّل، أو التجسُّس، من الضروري أن نتنبه إلى أن مواقع التواصل أصبح لها دور كبير في التحكُّم بعقول أبنائنا، وبمعتقداتهم، وطريقة تفكيرهم، لذلك علينا أن نأخذ دائماً دور المراقب بصورة غير مباشرة، علينا أن نشاركهم بكل ما يطلعون عليه بحجة أننا نحب أن نلج معهم هذا العالم التكنولوجي، ومعرفة ما فيه، ومن الجدير ذكره أن المتابعة يجب أن تكون لكل الأبناء سواء أكانوا أطفالاً أم مراهقين، وسواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً.
السيدة نور صقر، المدربة في مجال التنمية البشرية تقول: إن انتهاك خصوصيات الأبناء يؤدي إلى التمرُّد والتوتُّر، فعلى هذا الأساس لا أتدخل بهواتف أبنائي النقالة بصورة مباشرة، إنما أحاول أن أحاورهم حول ماذا يشاهدون، وماذا يتلقون من برامج على اليوتيوب، وما هي صفحاتهم على الفيس بوك، أو على تويتر، أو على الواتس آب، كما أهتم بأصدقائهم، وما هي البيئة التي يعيشون فيها، وهنا يكون دور الأم الحقيقية المثقفة، فإذا كانت واعية ينبغي أن يكون تنبيهها بعيداً عن القسر والإجبار، وقريباً من التوجيه اللطيف، كأن تقول: (ولدي حبيبي أنا أحب أن أخبرك أن هذا البرنامج غير ملائم لك وغير ملائم لنضجك الفكري، ما رأيك بأن تبتعد عنه)، فبهذه الطريقة يشعر الابن بأنه هناك من يغار على مصلحته، ويتيقن بأن هذا الأمر سيكون وفق اختياره وبمحض إرادته.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار