الأمّ… كنــــز الصـــبر ونـــور الحيـــــاة

العدد: 9555
الأثنين: 23 آذار 2020

 

تمثّل الأمّ منذ الأزل كافة المعاني الإنسانية والحب والتضحية والحنان والعطاء بشتى صوره فهي الحبّ السامي الذي لا ينتظر رداً ولا مبادلةً… إنّها باقات أشعار رائعة تفيض حبّاً وحناناً، عطفاً، نبلاً، أملاً، زهوراً فمع إطلالة فصل الربيع يأتي عيد الأمّ ولا عجب أن يتزامن الاثنان معاً ،ففي فصل الربيع تبدأ الحياة والحيوية في الطبيعة وكذلك الأمّ – بحضورها الدافئ ضمن عائلتها- تضفي جوّ المحبة والفرح والنشاط والبهجة والحيوية…
تعجز الكلمات وتحتار في وصفك يا أمي يا كنز الصبر، يا شلالاً متدفقاً بالحب، يا من تفيضين بالحنان وتشعين بالنور، تتحملّين، تسهرين، تربين، ترعين فمهما قلنا في هذه المناسبة من عبارات لا يمكن أن نفيك حقك…
رغم المسافات التي تفصلني عنك إلاّ أني أشعر بك بقربي، بجانبي، تهديني أنفاسك بما هو الأفضل والأحسن، بكِ أقوى على حملِ نفسي المتعبة من هموم الحياة، تعلّمت منكِ الصبر وضبط النفس في كافة مجالات الحياة وهمومها ومشاكلها..
أيتّها الأمّ الصابرة، الحنونة، الشامخة كالسنديان، جهدك العظيم لا يماثله جهد آخر يا من نهضت بمدرسة الحياة لتعليم الأبناء وتربيتهم تربية حسنة وإعدادهم إعداداً صحيحاً سليماً لمواجهة الحياة بثقة ليصبحوا أعضاء نافعين في مجتمعهم ووطنهم ويعشقون عملهم ويدافعون عن حرية أوطانهم وعرفاناً منا لمكانتها المرموقة لا يسعنا إلاّ تقديم الشكر و الامتنان للأمّ التي أنجبت، ربّت، سهرت، علّمت، كافحت، الأمّ التي كرّمها الله بأسمى المعاني والصور، والتي تفني شبابها وعمرها لترى أطفالها شباباً ناجحين، تسهر الليل الطويل لتنعم برؤية طفلها نائماً مرتاحاً.. فكلّ عام وأنت الكنز المدّخر والملاذ الأوحد ونبع الصبر على مدى الدهور وكلّ عام يا أقدس الكلمات وأجمل العناوين، يا قطرة الندى فوق زهر الياسمين.
وأخيراً.. نتوجه إلى جميع أمهات الشهداء الأبرار في سوريتنا الغالية، اللواتي فقدن أبناءهّن في الحرب التي تعرضت لها سورية والذين قضوا برصاص الإرهاب الحاقد الآتي من أصقاع الأرض ونقول لهنّ: ها هو النصر قد تحقق لسورية الأبية الصامدة الشامخة ضد كل المؤامرات التي حيكتْ ضدها. فكلّ التحية والمحبّة لكلّ الأمهات في عيدهنّ.. أعاده الله عليكن وعلى بلدنا الحبيب وقائد وطننا الدكتور بشار حافظ الأسد بالصحة والخير والبركة والعافية.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار