طريـــــق طرطوس – دريكيش….لبس قميصه الزفتي وتفرعاته ومنصفاته تعانيان!

العدد: 9553

الأربعاء: 18 آذار 2020

طريق طرطوس – الدريكيش تنفذه المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية – فرع طرطوس – قيمته العقدية ٩٠٠ مليون ليرة لجعله أوتوستراداً حيث يخترق عدداً كبيراً من التجمعات السكانية منها ما يلامس الطريق مباشرة وبعضها الآخر متفاوتة البعد، وأخيراً بدأت الحالة الإيجابية تسيطر على هذا الطريق، حيث أخذت نسبة الخطورة المتمثلة بالحوادث المتكررة على طول هذا الطريق تخفّ تدريجياً بانتظار الانتهاء من تطويره وصيانته وخاصة على المسربين والتفرعات الكثيرة شديدة التعقيد أحياناً، بدايته من مدينة طرطوس وحتى الوصول إلى (بملكة) شكّل نقلة نوعية من حيث الأمان والجودة في توضّع المفارق والعقد المرورية (الواسعة أحياناً) إضافة إلى المنصّف الآمن،

 

غير أن الموسم المطري المنصرم أثر على القميص الزفتي في هذه المنطقة بشكل واضح، وقد أصبح روّاد هذا الطريق يشعرون بكثير من الطمأنينة وخاصة عند الوصول إلى منطقة (حرش الزقزوق) وغابات سنديانها، حيث تم التخلص من المنعطفات والمفارق المخفية وأصبحت مكشوفة تماماً للمسافرين، لكن الغصة الكبرى تتمثل بالوصول إلى مفرق قرية (شباط) حيث يجمع الكثيرون أن وضعه السابق كان أفضل وخاصة على تقاطع قرية ساعين ونزلة قرية شباط ، فالموقع الآن ينذر بمقتلة يومية كبرى (لا قدّر الله) ، فالقادم من طرطوس هو على موعد أشبه بالمطار الشراعي أي أن سائق السيارة سيصل إلى نقطة لا يرى أمامه سوى زرقة السماء وما عليه عند الوصول إلى تلك المنطقة إلا السير بسرعة من ١٠ – ٢٠ كم ليتمكن من البقاء بين الأحياء وهذه سرعة غير منطقية على طريق أشبه بالسريعة،

ويتشابه الوضع تماماً للمسافرين من مدينة الدريكيش، حيث أن المركبة ستتخذ الجهة اليمنى في هذا الموقع وستنعطف على مفرق صغير النزول عليه شبه عمودي ليتفاجأ السائق بوجود نفق يختبئ إلى اليسار مخصص للخارجين من قرية شباط والقرى الأخرى، ربما تكون هذه الأوضاع آنية لأن الطريق لم ينته العمل به بعد وهي موضع تساؤل واستغراب في ظل وجود مساحات كثيرة تريح تلك العقدة الطرقية التي تعرضت للردم والتفريغ أحياناً، وعند الوصول إلى مفرق حمين وهنا معضلة أخرى كان هذا المفرق الأكثر وضوحاً وظهوراً سابقاً، أما الآن فالسائق يتجاوز هذا المفرق الصغير الخطير بدون أية تفاصيل تدل على ناحية حمين وضهر حمين سكانها أكثر من ٢٠ ألف نسمة هو بحاجة إلى مساحة أوسع حتى أن طريقها يعتبر ضيقاً جداً ووجيبة الطريق تسمح بتوسيعه وإعطاء المنطقة قيمة تستحقها خدمياً، وقد يكون هذا الوضع مؤقتاً نظراً لضخامة المشروع وتشعباته وقصص الاستملاكات والطبيعة الصعبة التي تواجه المشروع، أما من ناحية المنصفات والأرصفة فبعض أجزاء الطريق تحتوي منصفاً آمناً وجديراً بخدمة المواطن وفي أجزاء أخرى تم إنشاء المنصف على شكل رصيف قليل الارتفاع أثّر على عرض الاتجاهين، فهذا الطريق يعد طريقاً سريعاً أي أن السائق غير آبه بارتفاع المنصف أو شكله ومن يقف عليه ينتظر خلو الطريق، فوجود رصيف قزم بدل المنصف أمر فيه الكثير من الخطورة وخاصة في منطقة تجمعات بشرية كطلاب المدارس وكبار السن تحديداً على مفرق (مطرو) وقرية (البيسار) لذلك يجب على المعنيين وخاصة أن المشروع شارف على نهايته وضع ضوابط تلزم المستثمرين والمواطنين بضرورة المحافظة على الأملاك العامة ولجم المتعدين على الطريق بحجة الخدمات وإزالة الانهدامات الحاصلة بفعل المطر وتحديد السرعات ووضع الإشارات الدالة على المناطق والمفارق والتخلص من العيوب والنواقص التي لحقت بالطريق وذلك قبل حلول موسم السياحة والاصطياف.

 سليمان حسين
حليم قاســــــم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار