العدد : 9552
الثلاثاء : 17 آذار 2020
في الأحياء وامتدادات الشوارع يتوزع عمال النظافة، يكنسون ويجمعون القمامة ويفرغون الحاويات ويغسلونها في حركة لافتة نشطة وهمة عالية فهم في عملهم يكرسون صفة عمال وقاية المجتمع وليس عمال نظافة.
فهل نكون لهم العون، باعتبار أن النظافة ليست مهمة فريق بعينه بل هي مهمة المجتمع وتحقيقها متوقف على وعي المجتمع لأهميتها.
نحن اليوم في ظرف استثنائي طارئ وأمام وباء عالمي لازلنا في منأى عنه ولابد أن تتكامل إجراءاتنا الاحترازية بأن يمارس كل منا دوره ليس في تحقيق نظافته الشخصية وإنما في عمل تشاركي يرتقي بنظافة البيئة المحلية (الشارع، الساحة، الحديقة، الرصيف، مكان العمل وحافلة النقل…).
فهل نكون شركاء حقيقيين في حملة النظافة الحالية؟ وهل يمكن أن تكرس هذه الحملة مقولة (كلنا شركاء)؟
نتابع الإجابات من خلال استطلاعنا التالي حول واقع النظافة في بعض أحياء المدينة ودور المواطن في المحافظة عليها…
(باسم ، سارا وجودي) من سكان المشروع العاشر أشادوا بهمة عمال النظافة وجديتهم في عملهم وطالبوا الجهات المعنية بإنزال العقوبات الرادعة بحق أي مستهتر بهذه الجهود وبالنظافة العامة كما طالبوا بتكثيف حملات مكافحة القوارض نظراً لتزايد عددها بشكل كبير وغير مسبوق.
أم منهل (من سكان حي المشروع السابع) أثنت على جهود عمال النظافة في إعادة الوجه المشرق للحي وأضافت: أكثر ما يستفزني ممارسات البعض المخلة بالنظافة العامة كرمي القمامة على الرصيف أو بالشارع وكذلك وضعها في أكياس غير محكمة الإغلاق وطالبت بمعاقبة كل من تسول له نفسه الاستهتار بنظافة مدينته وخاصة في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر الكورونا.
أم حيان وسوسن ورانيا (من سكان حي المشروع الثامن) أجمعن على تحسن واقع النظافة في حيهم وأكدن على دور المواطن التشاركي مع عمال النظافة في المحافظة على النظافة العامة.
ساندرا (من سكان حي الرمل الشمالي شارع نادي التضامن) قالت: رغم تكثيف حملات النظافة في المدينة إلا أن أصحاب محلات بيع الأسماك في الحي يقومون برمي مخلفات الأسماك والأوساخ كيفما كان ما يجذب الحشرات والقطط والقوارض ويبعث الروائح الكريهة، وطالبت بإلزام أصحاب هذه المحلات رمي مخلفات الأسماك في أكياس خاصة وحاويات مخصصة لهم وأن يتم ترحيلها بشكل سريع.
بعد إجراء هذه اللقاءات وتأكيد المواطنين على حرصهم على ممارسة دورهم في المحافظة على النظافة العامة، هل يمكن أن تكون بداية صحوة… نتمناها كذلك!
وللإضاءة على مستجدات العمل في مديرية النظافة التقينا مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية م. أحمد فضة الذي حدثنا قائلاً: قام مجلس مدينة اللاذقية ومن ضمنه المديريات الخدمية (النظافة، الخدمات، الصيانة، الحدائق، الشؤون الصحية) بخطة شاملة من التدابير الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، حيث قامت ورشات مديرية النظافة بسلسلة متتابعة من عمليات التعقيم شملت أماكن التجمعات البشرية (الأسواق التجارية، الكراجات، حول دور العبادة) كم تم وضع برنامج دوري أسبوعي لعمليات مكافحة الحشرات وتوزيع طعوم القوارض، بالإضافية إلى غسيل وتعقيم الحاويات والبؤر والأقبية السكنية والفوهات المطرية، وتابع م. فضة قائلاً: تم وضع برنامج للتعقيم الداخلي ضمن بعض المؤسسات والمنشآت الحكومية
كما تم توجيه عمال النظافة لأخذ التدابير الاحترازية خلال عمليات كنس وجمع القمامة وترحيلها، خاصة وأن العمال يحتكون مع أخطر أنواع الجراثيم والفيروسات
حيث تم توجيه العمال للاهتمام بالنظافة الشخصية حرصاً على عائلاتهم، والابتعاد قدر الإمكان عن ملامسة الوجه والعينين حرصاً على عدم انتقال الملوثات،
ولفت م. فضة إلى أهمية التشاركية بين عمال النظافة والمواطنين لكي لا تتبدد الجهود المبذولة في المحافظة على النظافة العامة وبين أن دور المواطن بالدرجة الأولى هو المحافظة على النظافة الشخصية والابتعاد عن أماكن التجمعات المكتظة بالسكان والالتزام بمواعيد وأماكن رمي القمامة واستعمال أكياس محكمة الإغلاق
ونوه م. فضة إلى تشديد الرقابة الخاصة بالنظافة حيث سيتم تسيير دوريات على كافة الفعاليات التجارية وتطبيق أقصى العقوبات بحق المخالفين لأحكام قانون النظافة، كما سيتم تغريم كافة الأبنية السكنية التي يشاهد أمامها قمامة مرمية على الأرصفة دون الحاويات.
ياسمين شعبان