دموعهــــا.. القاعــــــدة الدفاعيـــــة الأولــــى

العـــــدد 9551

الإثنــــــين 16 آذار 2020

 

يقول أيمن زبيب بألم (ما أصعبها ع الرجال يشوف دموع اللي بحبا) وتصعب على وائل كفوري (كل ما تنزل منك دمعة بضلني مش على بعضي جمعة) وما بينهما مستهزئ وعنيد يقول (دموع التماسيح) أما عند سقراط فهو (يا لطيف) (تستطيع الشمس أن تجفف مياه المحيط لكنها لا تستطيع أن تجفف دموع المرأة) كلها أقوال رجال زلزلت قلوبهم دموع نسائهم واجتاحت جوارحها وكهوفها ونالت منها، فماذا عن رجال اليوم؟

* فادي متوج، مهندس: في بداية زواجنا كانت زوجتي كثيرة النواح والبكاء لكل أمر تبغيه، وكنت سريع التأثر بدموعها فأنصاع لتلبية كافة متطلباتها وأوامرها لأعيش سعيداً هنياً وسيد البيت، لكن اليوم لم يعد باستطاعتي تلبية كل ما تحتاجه وتريده، فقد كثرت طلباتها بوجود الأولاد والحياة جافة وناشفة مآقيها، كانت تذرف دمعة أو دمعتين وعندها أكون لها أرضاً تحت قدميها، أما اليوم فدموعها بحر من يأس وقهر ولا أستطيع أن أكفها إلا في بعض الأحيان، وقد تكون الكلمة الحلوة سداً منيعاً أمام سيل دموعها الذي يجرف كل ما في حياتنا إلى الهاوية، ولم أعد أتأثر بها هذا اليوم (تمسحنا).

* فؤاد بدور، موظف: إنها سياسة تتبعها المرأة لتكسب جولتها، وصحيح أننا نقع ضحية لتلك الدموع الدرامية التي تجيدها النساء وتعزف على وترها الحساس ليكون لها الفوز الأكيد، لكنها بالمقابل تفقد هيبتها وهالتها ومقدرتها على معالجة الأمور بطريقة موضوعية سواء كان بكاؤها أمام الرجل أو امرأة أخرى دفاعاً عن نفسها أو لرد الظلم الواقع عليها.
* سامر العلي، موظف: كثيراً ما تخطئ زوجتي متعمدة ذلك بسبب غيرتها وشكواها المستمرة من أعباء البيت والأولاد وكنت أحياناً أرفع صوتي عليها ونتشاجر إلى أن تنقلب مائدة الطعام ويمكن أن نتقاذف الصحون الطائرة فوق الرؤوس إلى أن تهدأ النفوس بعد ذرفها للدموع التي لا أقوى على رؤيتها فأسرع إلى هدنة لا تستمر طويلاً تؤدي إلى المصالحة فأكسب الرضا والمغفرة لتعود الأمور إلى مجاريها وأرى الابتسامة تكسو قلبها قبل وجهها.

* رنا رومية، مهندسة: دائماً ما تتهم دموع المرأة بأنها تشبه التماسيح التي يتصف صاحبها بالخداع، لكن لا يعدّ هذا اتهام لها في شكله ومضمونه الكلي، ولأن هناك البعض من النساء اللاتي يبكين لكي يستعطفن من أمامهن إن كان (زوجاً أو أباً أو أخاً أو حبيباً ..) لكن ليست في جميع حالاتها تكون دموعها دموع التماسيح، وإنما تكون دلالة عن الحزن والقهر والضعف، حيث لا تجد ما تعبر به عن ذلك سوى الدموع، فبكاء المرأة غالباً ما يأتي بسبب رقتها وإحساسها العالي الذي يفتقده الرجال، كما أن هذه الأيام تقهرنا وتزيد علينا بأحمالها وأحزانها ومآسيها لهذا يصعب علينا أن نعيش بلا دموع.

* ديما إسماعيل، معلمة: تبكي المرأة عندما لا تستطيع الدفاع عن نفسها كأن تكون بحالة ظلم شديد وبمواجهة علنية لتكشف فيها التكذيب، فتنهمر دموعها بشكل طبيعي لشعورها بالظلم أو نتيجة إهانة جراء (الضرب أو الشتم) وجه إليها بشكل مباشر وهو ما يجرح كبرياءها وكرامتها، ودموع المرأة ليست عيباً لأن عاطفتها هي المحرك لهذه الدموع، وخاصة في المواقف الإنسانية فتكون نتيجة لتغير في فيزيولوجيتها مثل مشاهدة مواقف الظلم والقهر أو وداع أشخاص مقربين وأيضاً في المواقف السارة فهي تعبر عن مشاعرها بالبكاء مثل: النجاح، الزواج، استقبال غائب، شفاء من مرض .. وغيرها من الأمور التي تلامس مشاعرها ولهذا كانت المرأة هي الأم تمتلك غزارة في العواطف والحنان والحس المرهف وهذا جزء من تركيبتها العاطفية الصادقة.

* سناء جمالة، موظفة: غالباً ما تكون دموع المرأة أقرب إليها من حبل الوريد، أي أنها سريعة البكاء عن الرجل، وذلك يرجع إلى ضعفها في الكثير من المواقف كما أن لديها أحاسيس ومشاعر رقيقة لا تتحمل القهر والظلم ولا تستطيع التصدي لها، أما الرجل فهو على العكس تماماً فلا دموع عنده وعزيزة عليه، كبرياؤه لا يسمح له إلا في مواقف محرجة جداً وما رأيناها اليوم إلا عند فقدانه لولده والذي هو لمصاب جليل.
متى يكره الرجل دموع المرأة؟ سؤال طرحناه على السيد علي دو هجي، علم نفس فقال: إذا كانت مقتنعة بأن الدموع وسيلة قوية لإقناع الجنس الآخر ورفع ظلمهم عنها فلننتبه أنها لا تجدي نفعاً معهم جميعاً، وإذا ما زادت من دموعها عن حدها وأصبحت تبكي ليلاً ونهاراً ستحول تعاطف الرجل معها إلى نوع من الاشمئزاز، لأن الرجال يتعبون نفسياً إذا شعروا بأنهم السبب في تعاستها ودموعها وتكون دلالة ذلك، وحتى لا تكون دموعها بسبب وبدون سبب لها بعض النصائح:
لا تترك عواطفها تنجرف كنهر ثائر، ولتدخرها لمواقف قد تحتاجها فيها، وفي مواقف تحتاج لحكمة، ناقشيه بحكمة وتعقل وإلا تكون دموعك عنده سذاجة، قد يدرك الرجل أن دموع المرأة سلاح لإضعافه وقد تكون قسوته ردة فعل لبداية إحساسه بالضعف والرضوخ عندها لا تبالغ في البكاء ولتصمت وتتخذ موقفاً آخر، وفي النهاية لا تشعر زوجها بأنها ضعيفة دائماً، فنحن في زمن لا مكان فيه للضعيف، كما أن الرجل بحاجة في هذا الزمن لامرأة قوية تشد من أزره وتسانده في طريق نجاحه.
كما أن للدموع فوائد طبية وعلاجية كما يؤكد العلماء، فحين تنهمر دموعها من عينيها كما دموع السماء لا يمكن لأحد أن يوقفها، والدموع تخفف من الضغط النفسي والعصبي وتعتبر غسول طبيعي للعين ومنظف لها من الميكروبات، كما تقلل من التوتر وتخفف من الآلام وأوجاع هذه الأيام.

هـدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار