العدد : 9548
الأربعاء 11 آذار 2020
يتسابق الأهالي لشراء الأحذية الطبية باهظة الثمن ظناً منهم أن فيها علاجاً لأبنائهم، القدم المسطحة حالة منتشرة بين الأطفال والكبار فهل الأحذية الطبية هي العلاج الفعال، أم أنها مجرد أوهام؟ للإجابة عن هذا السؤال ولمعرفة معلومات أكثر عن ذلك التقينا الدكتور فداء العص وكان لنا الحوار الآتي…
* لنعرّف بداية القدم المسطحة؟
** القدم المسطحة بالتعريف هي مجموعة من التشوهات التي تتصف بخصائص مشتركة هي: انخفاض القوس الطولانية الأنسية للقدم، روح في عقب القدم، استلقاء في مقدم القدم.
* ماهي أسبابها؟
** يجب أولاً معرفة تصنيف القدم المسطحة للإجابة على أسباب حدوثها، وهي أولاً القدم المسطحة المرنة هي قدم فيزيولوجية تشاهد عند الأطفال، تترافق مع فرط رخاوة رباطية وقصور في العضلة الظنبوبية الخلفية.
ثانياً- القدم المسطحة الصلبة وأسبابها بدئية أو مجهولة السبب ومن أسبابها الكعبة العمودية الولادية، تشوه خلقي بشكل قدم الكرسي الهزاز يكون عظم الكعب منحرفاً بالاتجاه الأخمصي لدرجة يبدو وكأنه عمودي، والالتحام الرسغي وهي حالة يحدث فيها التحام بين عظمين أو أكثر من عظام رسغ القدم (سواءً في أوسطها أو في مؤخرتها) وهذا الالتحام قد يكون عظمياً أو غضروفياً أو ليفياً.
إن أكثر الحالات شيوعاً هي التحام عظم العقب إما مع عظم الكعب أو مع العظم الزورقي، تخريش المفصل تحت القعبي بأسباب خمجية أو ورمية أو رثيانية أو تنكسية أو ررضية.
ثالثاً- القدم المسطحة العصبية العضلية تنجم عن عدم توازن عضلي بين وتر أشيل المشدود وبين العضلة الظنبوبية الخلفية الضعيفة، وأكثر ما يحدث ذلك في حالات الشلل الدماغي وفي الشوك االمشقوق.
رابعاً- هناك اضطرابات تتظاهر بقدم مسطحة مثل العظم الزورقي الإضافي.
* هل هناك أعراض أو مظهر يدلنا على وجود القدم المسطحة عند الأطفال والكبار؟
** إن المظهر السريري (الذي يتجلى بهبوط القوس الطولانية أو التصاق الحافة الداخلية للقدم بالأرض) يكفي غالباً للتعرف على القدم المسطحة ومن أشيع الطرق المتبعة في تحديد درجة هبوط قوس القدم قياس الزاوية المتشكلة بين خطين: الخط الواصل بين ذروة الكعب الأنسي ورأس المشط الأول مع الخط الواصل بين ذروة الكعب الأنسي ونقطة الارتكاز على العقب، تقيس هذه الزاوية بشكل طبيعي ٩٥ إلى ١٠٠ درجة، إن زيادة قيمة هذه الزاوية أكثر من ١٠٥ درجات يدل على وجود التسطح.
* كيف يمكن علاج هذه الحالة؟
** بالنسبة للقدم المسطحة المرنة، يمكن تركها دون علاج و يمكن استخدام الحشوات والأحذية الطبية ويجب التركيز على أن الاستطباب الوحيد للجراحة هنا هو الألم غير المحمول فقط دون النظر إلى الناحية الجمالية أما بالنسبة للقدم المسطحة الصلبة عادة يمكن المناورة بتعديل الأحذية أو الحشوات أو حتى الجبائر حتى سن البلوغ، ويكتفى بالجراحة لإصلاح الحالات المترافقة بالألم وذلك بعد سن البلوغ، العمل الجراحي الأمثل في هذه الحالات هو الايثاق الثلاثي.
بالنسبة للعظم الزورقي الإضافي: إذا كان عرضياً (ألم) فيفضل إزالته مع نقل الوتر المرتكز عليه.
* ما هو تأثير إهمال القدم المسطحة على كل من الصغار والكبار؟
** بالاعتماد على التصنيف الذي قدمنا له، يمكننا فهم أن التأخر في علاج الحالات التي يكون حلها بسيطاً في الطفولة، يمكن أن يؤدي لحدوث الألم والعجز الوظيفي في المراحل المتقدمة، الأمر الذي يتطلب تدخلاً جراحياً يختلف تكنيكه وفقاً لخصوصية كل حالة و يجب ألا ننسى أن نسبة عالية من آلام الظهر والركبتين تكون ناجمة عن إهمال العلاج الباكر لتشوهات القدم.
* الأحذية الطبية باتت حلماً بعد ارتفاع أسعارها، فهل هي علاج فعال أم أنها مجرد حل مؤقت؟
** هذا السؤال جداً مهم لأن المفهوم الشائع بين العامة مخالف تماماً للحقيقة الطبية التي تقول بالحرف (نقلاً عن أمهات المراجع): إن وصف الأحذية الطبية مع حشوات ودعامات توضع ضمن الحذاء سيعالج الأبوين والجدّين أكثر مما سيعالج الطفل، المقولة الحقيقية الثانية: إن التنوع والتعدد في أساليب علاج القدم المسطحة لدى الأهل يشبه النّكات، إذاً المغالاة في شراء الأحذية الطبية أمر مخالف للمنطق العلمي، ووحده أخصائي العظام القادر على مقاربة كل حالة.
* تترافق القدم المسطحة مع انحراف إبهام القدم فهل هي السبب الرئيسي وماهي طريقة علاجه؟
** في الحقيقة إن انحراف محور إبهام القدم نحو الخارج يُدرس كآفة مستقلة عن تسطح القدم، وهو إما ولادي أو مكتسب (ناجم عن الأحذية الضيقة ذات الكعب العالي) لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تسطح القدم العرضاني (هبوط القوس العرضانية الكائنة بين رأسي المشطين الأول والخامس) يعتبر عاملاً مؤهباً لحدوث الإبهام الأروح أو المنحرف للخارج.
* نصيحة تود تقديمها؟
** أنصح ذوي الطفل دوماً بإجراء الاستشارة الطبية التخصصية قبل الاستخدام الجنوني للأحذية الطبية والدعامات، كما أنصح الزملاء وأنصح نفسي باتباع التقييم والتصنيف الدقيق للقدم المسطحة والبناء على أساسه.
رنا ياسين غانم