المعرفــــة والثقافــــة لاتناقض الجمــــال

العدد : 9548
الأربعاء 11 آذار 2020

 

 

البحث عن المواصفات شبه الكاملة أمر في غاية الصعوبة ومهمة كثيراً ما تبوء بالفشل الذريع مهما امتلكت من الوسائل والأساليب والحنكة والمعرفة وتراكم الخبرات والتجارب.

إذ قد تجدها في نوع خاص من الأدوات أو الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية ،فتسرقنا فرحة غامرة وكأننا اكتشفنا نظرية أرخميدس لكن الأمر المستحيل الذي لا يمكن أن نلمسه مطلقاً على مدى مسيرة حياتنا القصيرة هو أن نجد إنساناً يتمتع بمواصفات إيجابية في كل جوانب شخصيته (شكلاً وفكراً ومعرفة) لذلك كثيراً ما نصطدم بأشخاص تخدعنا صورتهم الظاهرة في البداية عندما نكتشف حجم السلبيات التي تخفيها الأقنعة التي يتسترون خلفها.

من هنا كان لابد للمرء أن يتروى في إطلاق الأحكام وتقييم الشخصيات قبل الأوان،

وقد تكون المرأة أشد غموضاً وتعقيداً في هذا السياق من الرجل إذ تمتلك إمكانيات وأسلحة مؤثرة تلعب دوراً بارزاً في جعل الطرف الآخر متسرعاً في إطلاق الأحكام وتقييم الشخصية، ولعل أخطر تلك الأسلحة الرقة والجمال فكثيراً ما نلتقي امرأة ساحرة تخطف الأبصار وتلوي الأعناق تجعل القلب يخفق من دون استئذان وتعطل المحاكمة السليمة إلى حين، كما يفعل برق السماء في البصر ولكن نقترب منها نكتشف خواءها الداخلي وضحالة فكرها ومعرفتها وكأنها دمية جامدة لا أحاسيس فيها ولا إرادة.
وعلى الطرف الآخر قد نلتقي امرأة مثقفة واعية ذات حضور لافت إلا أنها فاقدة لكل مواصفات الأنوثة وفوق هذا وذاك نجدها تهمل كل ما من شأنه أن يحسن شكلها الخارجي وكأن الجمال نقيض المعرفة وهي فكرة سخيفة انتشرت في الأوساط الثقافية وخاصة في البلدان العربية، هذه الحقيقة تجعل من الزواج ضرباً من المغامرة إذ لا يمكن أن تتوافر المرأة التي تمتلك الجانبين كما يشتهي كل رجل، وبالتالي فإن المحظوظ وحده هو الذي يظفر بزوجة تتمتع بجزء بسيط من هذا وذاك أي من الجمال والمعرفة.
وتعجّ كتب التراث بقصص وأحداث وطرائف تعكس بحث الرجل الدائم عن امرأة تتمتع بمواصفات كاملة من دون أن يحظى بها إذاً، فإن البحث عن امرأة بهذه المواصفات النادرة هو ضرب من المستحيل ما يعني أن على الرجل قبول الحد الأدنى من المواصفات التي تتيح استمرار العيش المشترك مع زوجة المستقبل وما على المرأة في هذا العصر إلا مساعدته من خلال اهتمام المتعلمات والمثقفات بأنوثتهن وجمالهن وهذا ليس عيباً بل ضرورة حسية وشعورية لعلنا نستطيع من خلال ذلك أن نحصل على نساء يجمعن الحد المقبول الذي يثبت أن الأنثى كانت هي الأصل دائماً.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار