بــــلاد وعبـــاد

العدد :9537

الثلاثاء: 25-2-2020

قد يكون التقليد أكثر ما نبرع فيه حتى يكاد يكون الكثيرون صورة مطابقة عن أحدهم أو إحداهن بدءاً من عمليات التجميل إلى الملابس إلى قصات الشعر وليس انتهاء بظاهرة التعاقد مع سيارة أجرة لنقل التلاميذ والطلاب إلى المدارس والجامعات وحتى بعض الموظفات وصلت إليهن هذه الموضة.
هذه الظاهرة لا يتعدى عمرها سنوات الأزمة فقط وكانت حجة البعض عدم الثقة ببعض سيارات الأجرة أو الخوف من الذهاب سيراً على الأقدام لعدم توفر الأمن والأمان وسرعان ما أصبحت صرعة لدى معظم العائلات حتى لو كانت مدارس أبنائهم قريبة ولا تستدعي ذلك وعلى الرغم من ضيق ذات اليد لدى الكثير منهم إلا أنهم يقتطعون أجرة السيارة من أصل الدخل وكأنها شيء أساسي ومن لا تسعفه ظروفه للتعاقد مع سيارة أجرة تراه يذهب مع أبنائه صباحاً ومساء وكأنهم ذاهبون إلى المعركة الأمر الذي يؤدي إلى ازدحام في حركة السير سواء للسيارات أو للمشاة لدرجة أن فترة الذهاب والعودة من وإلى المدرسة تكاد تصبح فترة الذروة بالنسبة للازدحام,والسؤال هنا لماذا كل هذا الدلال والرفاهية المفرطة لتلاميذ المدارس، والسؤال الأهم هل يذكر ذوو هؤلاء التلاميذ كيف كان طريقهم إلى مدارسهم وهل حظوا هم بكل هذا الاهتمام المفرط الذي لا مبرر له سوى خلق جيل غير قادر على تحمل المسؤولية والمتاعب.
وربما يوافق كلامنا هذا ما ذهب إليه بعض الأهالي في الأسبوع الماضي من عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة بحجة البرد أو المطر, وهل البرد والمطر حالة طارئة أو جديدة في فترة الشتاء خصوصاً أن شتاء بلدنا شتاء يمكن وصفه بالمعتدل وليس بالبارد وثمة بلاد تكون درجة الحرارة فيها قريبة من الصفر وربما دونه ومع ذلك لا تتوقف الدراسة ولا أي نشاط حياتي, وقد يتحمل المسؤولية لدينا إدارات المدارس والكادر التدريسي وليس فقط الأهالي الذين وجدوها فرصة لعدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة وكأن بيوتهم اكثر دفئاً في ظل انعدام أسباب التدفئة في البيوت والمدارس, لا بل قد يكون الصف الدراسي أكثر دفئاً ولو من أنفاس التلاميذ المكتظين في غرفة واحدة.

هلال لالا 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار