الطباعة ثلاثية الأبعاد ودورها في تطوير الصناعة؟

العـــــدد 9536

الإثنين 24 شــــــباط 2020

تبقى عملية تطوير البرامج متعلقة بما يلبي الاحتياجات المختلفة في مجالات العمل الاقتصادي والهندسي، كما تستخدم لوصف مجموعة عمليات الحاسوب المتكاملة لحل مسألة معينة أو القيام بعمل إحصائي أو إنجاز مشروع ما، وغالباً ما يشمل مصطلح البرمجيات كل ما يتعلق في جهاز الحاسوب والتقنيات المرتبطة به وبتطوره، ففي وقتنا الحالي أصبح للبرمجيات ارتباط كبير بكل شيء في الحياة فقد سيطرت التكنلوجيا بشكل كبير لذلك كان لابد من تطوير صناعه البرمجيات والنهوض بها وللتعرف أكثر على واقع هذه الصناعة والصعوبات التي تعاني منها التقينا الدكتور المهندس غدير علي حيث قال: بداية الأمر يجب أن نفرّق بين عدة مفاهيم أساسية كالنّمذجة والبرمجة والأتمتة الصناعية والتصميم بمساعدة الحاسب،
‎فالنمذجة هي إيجاد نموذج رياضي يصف الظاهرة المدروسة ويعبر عنها بحيث يمكننا هذا النموذج من فهم الظاهرة بشكل مثالي ودقيق عن طريق توصيفها بالدالات والمعادلات الرياضية التي تنتج الخرج كتابع لنظام العناصر المكونة له، أما البرمجة فهي كتابة التعليمات بلغات برمجية مختلفة من قبل المبرمجين، بعضها يكون مفهوماً ومعرّفاً مباشرة من قبل الحاسب وبعضها الآخر يحتاج إلى خطوات وبرامج ترجمة وسيطة.
‎ تتوفر حالياً العشرات من لغات البرمجة المستخدمة وتعد لغات البرمجة عالية المستوى أشهرها وأقربها إلى السلوك الإنساني أصبح بإمكان المبرمج كتابة البرنامج دون معرفة تفاصيل كيفية قيام الحاسب بهذه العمليات، كمواقع التخزين وتفاصيل الجهاز الدقيقة.
‎أما مفهوم الأتمتة وبالتحديد الأتمتة الصناعية فهي توظيف للحاسب والأجهزة المبنية على المعالجات أو المتحكمات PLC فـي مختلف القطاعات الصناعية من أجل تأمين سير خطوط الإنتاج الكمية بشكل سلس وسليم تلقائياً دون تدخل العامل البشري لتأمين الأعمال بشكل آلي وسريع ودون خطأ.
كل هذه المفاهيم والإجراءات تعتبر خطوات ومراحل تأسيسية وتجهيزية للمرحلة الأهم وهي مرحلة الإنتاج والتي تميز الدول المتقدمة عن الدول النامية حيث تقاس جميع الدول والشعوب بنتاجاتها المختلفة وبالتحديد نتاجها الاقتصادي والصناعي.
‎لا يخلو عمل أو مهمّة أو إجراء في ميدان الصناعة في سورية وغيرها من ضرورة استخدام النمذجة والبرمجة والأتمتة ولترجمة هذه المفاهيم على أرض الواقع يجب امتلاك خطوط انتاج مرنة وحديثة تستقبل هذه المعلومات والتعليمات.
ماذا عن مفهوم الطباعة ثلاثية الأبعاد ودورها في تطوير الصناعة؟
‎تعد الطابعات ثلاثية الأبعاد ثورة حقيقية في مجال الصناعة وأبسط ما يمكن قوله عن الطابعة ثلاثية الأبعاد أنها معمل منزلي متكامل حيث لا تتحاوز أبعاد فضاء عمل بعض الطابعات عدة سنتيمترات حسب استخداماتها والحاجة لها، تستقبل الطابعة ثلاثية الأبعاد الملفات بصيغة STL بعد تصميمها باستخدام الحاسب CAD او إجراء مسح شعاعي لأشكال وأجسام موجودة على أرض الواقع بغية صناعة منتجات مشابهة لها وهو ما يدعى بالهندسة العكسية لتقوم الطابعة ببناء المجسم المطلوب من خلال تشكيل طبقات بأبعاد أجزاء من الميليمتر لتنتهي عملية ترتيب الطبقات بطباعة منتجات مطابقة للأصل وبدقة عالية مع الأخذ بعين الاعتبار محدودية المواد التي تستطيع الطابعة إجراء الطباعة باستخدامها وهي في أغلبها من المواد البوليميرية (البلاستيكية) والمواد الرابطة.
الصعوبات
من المطلوب والضروري ربط البرمجة والنمذجة والأتمتة بسوق العمل والتصنيع سواء للخدمات أو المنتجات مما ينعكس إيجاباً على جودة المنتج وتحقيقه للمواصفات القياسية المطلوبة وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة سرعة الدورة الإنتاجية وتقليل الهدر والأخطاء التصنيعية وكل ذلك من خلال منظومات التصنيع باستخدام الحاسب CAM التي تؤمن كل الميزات المذكورة أعلاه.
يجب علينا الانتقال إلى مرحلة تصنيع ما أمكن من المستورات والتي تقوم الدولة بشرائها ودفع ثمنها بالعملات الصعبة ولا يحتاج تصنيعها إلى إبداع ولا يعد عملية صعبة على الزملاء المهندسين الذين يبدعون دوماً سواء في سورية أو خارجها، الأمر برمّته يتعلق بدعم الكوادر وتوجيهها و تسهيل عملها ومنحها المطلوب.
ماذا عن الاستفادة من التقنيات المذكورة وتطبيقاتها؟
هناك تطبيقات واسعه جداً في مجالات التحكم الآلي في المصانع وخطوط انتاج السيارات والأجهزة الكهربائية، لكنني أستطيع التحدث عن استخداماتها واستثمارها في مجال عملي بالأطراف الصناعية حيث أسهمت البرمجيات وتقنيات النمذجة والطباعة ثلاثية الأبعاد والهندسة العكسية في تطوير هذا الاختصاص من خلال صناعة أطراف بديلة أقرب ما تكون إلى الطرف المبتور وعلى وجه الخصوص زيادة دقة قمصان الأطراف الصناعية وتخفيف أوزانها وزيادة كفاءتها وكل ذلك يسهم في رفع عدد ساعات استخدام الأطراف الصناعية باعتبار القمصان هي المسؤول الأول عن راحة مصاب البتر السفلي سواء تحت أو فوق الركبة، أما في مجال الأطراف العلوية للبتر قبل وبعد المرفق ساهمت هذه التقنيات في الوصول إلى تصاميم لأطراف ذكية قادرة على إنجاز حركات سلسة قريبة من الحركة الطبيعية لليد من خلال تصنيع السلاميّات والكف والمعصم والساعد انتهاءً بقميص البتر العلوي، وللأسف ما تزال هذه الصناعة رغم حاجتها الملحّة في سورية في مراحلها الأولى وتقتصر على النماذج البحثيّة والإنتاج الفردي دون الإنتاج الكمّي.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار