يــوم حقلي مميــــز للزراعــــة الحافظــــة في قريــــة البيطــار في القرداحــــة

العدد 9536
الإثنين 24 شباط 2020

 

نفذت دائرة زراعة القرداحة يوماً حقلياً في قرية البيطار في القرداحة حول تجربة الزراعة الحافظة وذلك بحضور المهندس منذر خيربك مدير زراعة اللاذقية والدكتور محمد العبد الله رئيس قسم الإرشاد الزراعي بأكساد والدكتور حسين محاسنة رئيس برنامج الزراعة الحافظة بأكساد والمعنيين بهذه الزراعة من مديرية الزراعة ومركز أكساد وعدد من الفلاحين المستفيدين من المشروع بالإضافة إلى مزارعي قرية البيطار وذلك في حقل المزارع غزوان بركات.

تحدث بداية السيد منذر خيربك وشرح عن هذه التجربة التشاركية ما بين مديرية الزراعة والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP لافتاً أنه تم نشر هذه التجربة على مستوى محافظة اللاذقية هذا العام على مئة مزارع لما لها من أهمية اقتصادية في تخفيف تكاليف الإنتاج بالإضافة إلى زيادة مردودية الإنتاج وقلة العمالة بالنسبة لهذه الزراعة وزيادة خصوبة التربة ومنع الحت الريحي والمطري نتيجة الهطولات العالية إضافة إلى منع الانجراف في الأراضي المنحدرة، مشيراً أنه تم خلال هذا العام اعتماد مائة مزارع على مستوى المحافظة في منطقتي جبلة والقرداحة لنشر مبادئ الزراعة الحافظة وتم توزيع حوالى ١٠ أطنان من البذار وخمسة أطنان من الأسمدة إضافة إلى ١٠٠ لتر مبيد أعشاب وقمنا بحراثة التربة من خلال تقديم بذارات خاصة بهذه الزراعة، وأكد أن التجربة لاقت إقبالاً جيداً من الإخوة الفلاحين، مشيراً إلى الحقل الذي تمت فيه الزراعة الحافظة بأن المزارع قام بزراعة خمسة دونمات قمح زراعة تقليدية وخمسة دونمات زراعة حافظة وبأن النتائج سيلمسها الإخوة الفلاحين من خلال زيادة المردودية وقلة التكاليف.
الدكتور حسين محاسنة رئيس برنامج الزراعة الحافظة في المركز العربي أكساد قال: المركز العربي أكساد ينفذ مشروع دعم سبل المعيشة الريفية من خلال تطوير نموذج عمل جديد للزراعة الحافظة بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لافتاً أن المشروع يتم في محافظتي اللاذقية ودرعا حيث تم تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من بزار القمح (صنف القمح القاسي شام ٥) إضافة للأسمدة المركبة ومبيدات الأعشاب الضارة وتأمين آلة الزراعة الحافظة مع جرار زراعي لزراعة محصول القمح عند المستفيدين وفق نظام الزراعة الحافظة وأكد إن نظام الزراعة الحافظة نظام مستدام يحافظ على البيئة والتربة ويحسن من إنتاج المحاصيل ويقلل من تكاليف الإنتاج الزراعي حيث يتم تطبيقها عن طريق آلة متخصصة بحفر شق ضيق في التربة وكافٍ لإسقاط الأسمدة والبذار بعملية واحدة، ويعتمد هذا النظام على ثلاثة مبادئ أساسية هي عدم فلاحة التربة وترك البقايا النباتية من المحصول السابق فوق سطح التربة وتطبيق دورة زراعية في الأرض تتضمن زراعة محصول بقولي مع المحاصيل النجيلية مثل القمح، وأكد أن المشروع مازال في بداياته وبأنه ستكون هناك مواسم لاحقة لاستهداف عدد أكبر من المزارعين ومناطق أكثر في المنطقة الساحلية، لافتاً أنه يتم تطبيق الزراعة الحافظة في الحقول الواسعة وبين الأشجار المثمرة حسب الحيازة الزراعية عند كل مزارع وبأن المواسم اللاحقة ستشمل تطبيق للدورة الزراعية بزراعة محاصيل بقولية وعلفية.

كما ونوه الدكتور محمد العبدالله بأهمية تنفيذ هذا اليوم الحقلي وعن نجاح هذه التجربة رغم كل التحديات التي واجهتها ولكن بإصرار مديرية الزراعة ومتابعتها تم التغلب على كافة العوائق، وأكد أن الزراعة الحافظة نظيفة وصديقة للبيئة.
بدوره أشار المهندس نبيل جبور منسق المشروع في منطقة القرداحة إلى التعاون الرائع ما بين الفلاحين والفريق الحقلي وأنه يتم متابعة العمل منذ بداية دخول الجرار إلى الحقل ومراقبة كل مرحلة وهذا ما سهل العمل ودفعنا لتجاوز كافة العوائق بنجاح جيد وشرح للإخوة المزارعين عن آلية الرش للأعشاب الضارة ولفت بأن المبيدات مخلوطة على أوراق عريضة وأوراق رفيعة وهي مبيدات انتقائية لا تؤثر بمحصول القمح وأكد أنه ستتم المتابعة في حال وجود أية أمراض قد تصيب المحصول.
المهندس نزيه سلطان رئيس دائرة زراعة القرداحة أشار إلى أنه تم تنفيذ الخطة 100% وزراعة ٢٣٥ دونماً في منطقة القرداحة لـ ٥٠ فلاحاً وبأنه تتم متابعة الجولات على الحقول المزروعة من خلال الفريق الحقلي واللجان الفنية وكافة المتابعين للزراعة الحافظة وعند مشاهدة الأعشاب بالنمو وجهنا المزارعين للقيام برش الأعشاب حتى لا تؤثر على المحصول، حيث تم رش قسم من الحقول وتتم متابعة رش القسم الباقي وأكد أن المزارعين مسرورون بهذه التجربة ويتمنون أن تعمم على الجميع والمحصول مبشر بالخير.
وشرح صاحب الحقل المزارع غزوان بركات عن تجربته بزراعة خمسة دونمات زراعة تقليدية بكل ما تتضمنه من تكلفة ومصاريف وخمسة دونمات أخرى زراعة حافظة مجاورة للتقليدية باستخدام آلة واحدة لكافة العمليات وأكد عن رضاه عن هذه الزراعة لافتاً أن نتائجها جيدة وملموسة على أرض الواقع وشكر كل الجهود التي تقدمها الزراعة من الوحدات الإرشادية إلى المديرية.
ومن ثم استمع المسؤولون عن المشروع إلى ملاحظات المزارعين وتساؤلاتهم حول كل جوانب الزراعة الحافظة الإيجابيات منها والسلبيات إن وجدت وللصعوبات التي واجهتهم أثناء تطبيق تجربة الزراعة الحافظة وأجابوا على كافة تساؤلاتهم مؤكدين أنه سيتم العمل على تلافي كافة الصعوبات مستقبلاً.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار