العدد 9534
الخميس 20شباط 2020
من خلال جولتنا في المشفى ولقائنا مع مختلف الاختصاصات الموجودة في المشفى وجدنا أن أغلبها لديه نفس المشكلة، ففي اختصاص فرعيات الغدد بيّن الطلاب أنه لا توجد تجهيزات خاصة بهذا الاختصاص كإيكو الغدد غير موجود والرشافة البسيط (الخزعة) غير متوفرة في المشفى أما التحاليل الهرمونية فقد حدد من سحبها فيوجد كميات قليلة في المخبر فهي متوفرة فقط للحالات الحرجة… لذلك نعتمد في المشفى على التعليم النظري أكثر من العملي.
وفي قسم العينية بيّن الطلاب أن الفحوصات العينية الأساسية كلها متوفرة كالقدرة البصرية وتوسيع الحدقة والحدقية، والإسعافات العينية ولكن يعاني القسم من نقص في بعض الاختصاصات كعدم وجود اختصاصي حَول وجراحة تجميلية وهناك عطل في أجهزة الليزر منذ زمن لم يتم إصلاحه.
أما في قسم النسائية فالتقينا عدداً من الطلاب الذين أجمعوا على وجود نقص في الأجهزة في هذا الاختصاص فلا يوجد جهاز تنظير وجهاز الإيكو خارج الخدمة، حيث يضطر الطلاب لأخذ المريضة إلى قسم آخر لهذه الإجراءات وقد يكون وضع المريضة حرجاً لا يمكن تنقلها من قسم إلى آخر إضافة لانقطاع مادة التخدير عن المشفى، فالمريض يقوم بجلب مادة التخدير معهُ إلى المشفى عدا عن ذلك فلا يوجد قثاطر بولية وسيرومات كذلك هذا من وظائف المريض ولكن الأمر الخطير في المشفى هو عدم وجود أدوية فهناك أنواع ضرورية جداً من المنطق توفرها في المشفى مقطوعة منذ فترة كالديكسون وميترجيم وهما من أهم أنواع الأدوية في قسم النسائية والحاجة إليهما في جميع الحالات عدا عن ذلك ، فإن بنك الدم في المشفى هو بالاسم فقط، فالمريض يقوم بشراء كيس الدم بـ 6000 ليرة من بنك الدم في الصليبة ويخزن في بنك الدم في المشفى لذلك لا فائدة منه لأنه لا يوفر على المريض شيئاً لأن بعض المرضى بحاجة إلى أكثر من كيس دم، فبدلاً من أن يوفره المشفى لهُ يضطر المريض لشرائه.
كما وزرنا قسم الأطفال للقاء بعض الطلبة الذين أكدوا على موضوع انقطاع الأدوية من المشفى فأبسط الأدوية (السيتامول) غير متوفر وهو مهم جداً في خفض حرارة الطفل فأحياناً نطلب من الأهل إحضار أنواع من الأدوية الضرورية ليردوا علينا بأنهم لو كانوا يملكون المال لما قصدوا هذا المشفى، كذلك لا يمكن لطبيب الأطفال خفض حرارة الطفل دائماً بإبر العضل لأن هذا مضر للطفل.
وبما يخصّ التعلم في المشفى فهو ذاتي أي كل طالب يعتمد على نفسه في التعليم من خلال الحالات الموجودة.
وفي قسم القلبية تحدث الطلاب عن عدد الأسرّة المحدد وغرفة الإنعاش التي تستوعب عدداً قليلاً جداً.
وهناك أدوية كالبروتالين والتيكسون والسيرومات والتخدير وغيرها فنقص الأدوية شامل في المشفى لذلك المريض يشتريها من خارج المشفى وعن الأجهزة متوفرة ولكن الأجهزة التي تعطل تحتاج وقتاً طويلاً لإصلاحها وفي سياق متصل أكد طلاب الدراسات أن وضع المشفى تراجع عندما أصبحت وزارة الصحة مسؤولة عنه قبل ذلك كانت كل مشفى تؤمن احتياجاتها بشكل مستقل لذلك لم نكن نعاني من نقص في الدواء والأجهزة أما الآن فالنقص طال جميع أنواع الأدوية والقثاطر.. والأسرّة في هذا القسم متوفرة وتلبي أعداد المرضى..
وعن قسم الأعصاب أدلى طلاب الدراسات برأيهم قائلين: هناك نقص في الاختصاصيين في هذا القسم لذلك لا يعتبر هذا المشفى تعليمياً بكامل المعنى لأنه لا يمتلك جميع المؤهلات لإعداد طبيب متمكن سواء بالتجهيزات والمعدات والاختصاصيين المدرّسين.
ويحوي القسم سريراً للعمليات غير صالح ويتعرض لكسور وهذا حال بعض الأسرة في غرف العمليات إضافة إلى تعطل المجهر في غرفة العمليات منذ زمن بعيد ولم يتم إصلاحه بشكل جيد، إضافة إلى نقص في جميع الأدوية في المشفى وبعدها غالي الثمن كما أن حال المرضى القادمين إلى المشفى لا يساعدهم على شراء جميع الأدوية.
إدارة المشفى ترد
رداً على تصريحات الأطباء في المشفى التقينا معاون مدير مشفى تشرين الجامعي لشؤون الطبية د. علي علوش حيث صرح إن الاستجرار المركزي سبب بعض التأخير في استجرار الأدوية إلى المشفى وهناك بعض المواد تم توقيع عقود عليها عن طريق وزارة الصحة ولكن بعض الموردين قدموا اعتذاراً وتخلفوا عن العقد بسبب فرق الأسعار فرق أسعار الصرف.
وأكد علوش وجود تعاون بين جميع مشافي وزارة الصحة، فالمشفى التي لديها فائض في أنواع من الأدوية تقوم بالتوزيع للمشافي الأخرى لكن مشكلة نقص الأدوية طالت جميع المشافي وليس مشفى تشرين الجامعي فقط بالإضافة إلى أن أعمال الصيانة في مشفى الوطني ومشفى جبلة شكل ضغطاً على مشفى تشرين.
وعن مواد التخدير، فإن أدوية التخدير ليس من القانوني صرفها حتى بوصفة طبية لذلك يعاني المريض من صعوبة في تأمينها من الصيدليات، فنقص مادة التخدير طالت المشفى عدا قسم الإسعاف أما العمليات الباردة فهي في الدرجة الثانية ويتم تأجيلها، وفي الوقت الحالي أكدت مديرية إدارة المشافي في وزارة التعليم من خلال تواصلها مع المشفى تأمين 4000 إبرة مخدر، ستصل خلال أسبوع فالمشفى تتواصل مع جميع المشافي الجامعية ومشافي وزارة الصحة لتلبية الحد الأدنى من الأدوية، أما الصعوبة فهي ملموسة فعلاً، والمواطنون لمسوا النقص لوجود نقص في بعض السيرومات والأدوية يضطر المريض لشرائها على حسابه فمشفى تشرين الجامعي هو المشفى المركزي الأساسي لسببين ذلك لوجوده على مدخل المدينة ولحجمه الكبير إضافة لتوفر جميع الاختصاصات فيه ومن ناحية أخرى صيانة مشفيي الوطني وجبلة لذلك تقل عدد الحالات التي يمكنهم التعامل معها فيتم تحويلهم إلى مشفى تشرين الجامعي مما يشكل ضغطاً عليه.
أما موضوع صيانة الأجهزة الموجودة في المشفى فقد أضاف علوش يوجد في المشفى مديرية الشؤون الهندسية التي تحوي مهندسين يقومون بإصلاح جزء من الأعطال بالإمكانيات المتاحة لكن بعض الأجهزة تحتاج لقطع تبديل وهي غريبة المنشأة لذلك تواجه المشفى صعوبة في إصلاحها بسبب الحصار الموجود على سورية بسبب الأزمة، وهناك مشكلة في طاولات العمليات بسبب شركة إلزو الموردة لتجهيزات المشفى وتطور الموضوع كثيراً حيث تم أخذ قرار بعلم رئاسة الحكومة حتى حلّوا بنود العقد ويعملون على إصلاح التجهيزات حسب الأهمية تدريجياً كما أنه بسبب الاستجرار المركزي لا يمكن للمشفى شراء تجهيزات وإضافة إلى وضع البلد الراهن.
بتول حبيبــــ