العدد: 9532
الثلاثاء:18-2-2020
لم تكن شفافية محافظ اللاذقية اللواء إبراهيم خضر السالم مفاجئة وهو يستعرض تفاصيل العمل وهموم مواطن اللاذقية في لقائه مع الإعلام يوم الأحد الفائت بحضور معظم مديري المحافظة فبيّن بالرقم وبالواقعة حقيقة الجهود التي بذلت سواء تحققت أم لا, فإنها حاولت التخفيف عن المواطن معاناته, وقللت من حجم الفساد ووضعت المعنيين أمام واجباتهم ونزعت (الحماية الرسمية) عنهم ..
لن أدخل في تفاصيل ما قاله السيد محافظ اللاذقية ( وهناك تقرير خاص عنه) ولن ومن خلال ما ذكره فإن ثمة ما يجب توضيحه أو الإضاءة عليه لتكون الصورة بمجملها تحت الضوء.
* على الرغم من ترامي أطراف محافظة اللاذقية إلا إننا في صحيفة الوحدة (الوحدة) جعلنا منها تجمعاً قريباً من بعضه, واختصرنا من خلال شبكة مراسلينا في كل المناطق والنواحي وحتى القرى المسافات البعيدة, وعمدنا بكل شفافية وموضوعية, وجرأة على نقل الصورة كما هي دون تجميل أو مجاملة وأصبحت قرية مكونة من (5) أسر عنواناً رئيسياً في صحيفتنا, الأمر الذي جعل تفاصيلها على طاولة كل مسؤول أو مدير في اللاذقية وهو ما أشار إليه محافظ اللاذقية بأكثر من مناسبة وهو ما عاشه أهالي تلك القرى وتابعوه بأم العين, حين كان يتوجه المحافظ بنفسه أو يرسل المديرين المختصين إلى تلك القرى لمتابعة ما طرحناه على أرض الواقع والعمل على معالجته فوراً, شاكراً لنا أننا نساعده على خدمة المواطنين عندما ننقل همومهم ومعاناتهم, وللأمانة فإن العلاقة بيننا (وأتحدث عن جريدة الوحدة بصفتي رئيساً لتحريرها) كانت إيجابية بالمطلق, سواء فيما نشرناه وكانت الاستجابة سريعة أو فيما نقلناه تحت النشر وتمت معالجته بمسؤولية..
* قلت للسيد المحافظ: المواطن ليس أقل من أي مسؤول فهماً ووعياً وانتماء واستعداداً للتضحية في سبيل بلدنا الحبيب, وإن كل ما يحتاجه هذا المواطن هو أن يعرف ماذا يجري وأن يكون على اطلاع على المحاولات والإمكانيات وظروف العمل, وعندها سيقدر وستخف شكواهم وسيكون ذراع بناء وصمود حقيقية, فكان رد المحافظ: هذا ما نعمل عليه، وليس بإمكاننا أن نخفي عن المواطن أي شيء, وعامل على خط إنتاج الغاز يسرّب كمية الإنتاج على سبيل المثال, فهل يستطيع مسؤول أن يقول عكس ذلك وبالتالي فإن دوركم يكتسب كل هذه الأهمية لأنكم الناقل الحقيقي لما نعمل ولما ينتظره ويأمله المواطن.
* هناك حقيقة لا تغيب عن بال أحد ولكن عندما تضغط علينا التفاصيل نقفز فوقها..
مازلنا في حالة حرب, بل قد تكون وطأة الحرب هذه الأيام أقسى من السابق, خاصة وأنها تحولت في الجزء الأكبر منها إلى ما يخص لقمة المواطن ودفأه ودواءه, كنوع من الرد الإجرامي على الانتصارات التي يحققها جيشنا البطل.
هناك من (استخف) بهذا التبرير, واعتبره مناقضاً للحقيقة وأن هذه الانتصارات يجب أن يعقبها انفراج على صعيد كل التفاصيل الأخرى.
هذا الكلام صحيح, لكن عندما اتسعت الرقعة التي على الدولة تخديمها, اعتقدنا أن الخدمات تراجعت, والحقيقة أن استهلاك هذه الخدمة زاد, وبدل أن يكون لـ (5) أصبح لـ (10), إضافة إلى تضييق الخناق المستمر على الصادرات النفطية وحوامل الطاقة وقطع الغيار, واستمرار استهداف المنشآت الحيوية (في بانياس ومحردة وغيرهما), وكل هذه التفاصيل قد تغيب عن بال البعض, لهذا كنا ومازلنا نتمنى أن تكون هناك باستمرار تصريحات وبيانات رسمية توضح هذا الأمر كلما استدعت الضرورة ذلك..
ما بعد (الجيش) يُسمح بالاختلاف على ترتيب الأولويات, لكن عندما يتعلق الأمر بالجيش وعملياته, فكل الهموم الأخرى إلى الخلف…
جيشنا العقائدي يخوض حرباً هي الأقسى في التاريخ الحديث ورغم تكالب الإرهاب وداعميه, ودخول (تركيا وإسرائيل) بشكل مباشر في هذه الحرب, إلا أن جيشنا مصرٌّ على إكمال نصره المؤزر, والأخبار التي تأتينا بشكل متلاحق من الشمال الأبي تؤكد ذلك, وتزيد ثقتنا بهؤلاء القديسين (ولم تكن هذه الثقة يوماً ما إلا كما هي الآن) الذين يسطرون أروع الملاحم في ظروف جوية وتضاريسية صعبة للغاية, فلهم دون غيرهم تنحني الهامات وتصفّق أوراق الغار ويشمخ الزمن لا نزاود, وما نحن إلا مواطنون ونتمنى فرج الله علينا بالمازوت والكهرباء والأنترنت والطرق الجيدة… إلخ, لكن من الواجب علينا أن نتذكر إخوتنا القابضين على الزناد, المتوّجين بالثلج, العابرين جنح الضباب الراسمين عزة اليوم والغد…
عانينا من البرد, ولو أن الظروف غير هذه لما قبلنا بسوية الخبز الذي نتناوله (تراجع مستوى نوعية الخبز بسبب عدم توفر الخميرة الطرية) ولكن أن نتناول خبزاً أقل جودة بين الحين والآخر ولفترة محدودة أفضل بكثير من غيابه عن موائدنا (لم يغب ولن يغيب بإذن الله)
* نعم هناك تخبّط وارتباك بالتحوّل إلى البطاقة الذكية (ولكن كيف نعرف عيوب أي شيء لنصلحها ما لم نجربها, كما قال محافظ اللاذقية), ونردف على هذا القول: نتمنى لو دُرس الموضوع بشكل أفضل, وقد سجلنا الكثير من الملاحظات على هذا الأمر ولكن (ووفق معلومات المحافظ) فإن نحو 35% من المواطنين استفادوا ولو بـ (1كغ سكر) حتى الآن عبر البطاقة الذكية…
وعطفاً على ما سبق, فقد عشنا (عصر النكتة) على البطاقة الذكية في بدء التعامل معها فيما يخص موضوع الوقود, وبكل أمانة فقد صححت الإجراءات نفسها بنفسها وأصبح موضوع المحروقات من أكثر الخدمات انضباطاً وخاصة لجهة (البنزين والمازوت) أما الغاز فحكايته مرتبطة بصعوبات إيصاله إلى الموانئ السورية ومع هذا فقد بدأ بـ (الحلحلة)..
* ثمة ما يكون إخفاؤه أهون من إعلانه، فدائماً هناك من يتصيّد أو يجتزئ القول ويوظفه لإثارة الرأي العام، وبالتالي فإن إدارة بعض التفاصيل تحتاج إلى حنكة كبيرة، ونعوّل على أنفسنا كمواطنين أن يبقى دورنا داعماً لأي عمل وطني مخلص ولو (جرنا على أنفسنا) فإننا نعمل لبلدنا وليس لبعض الفاسدين به..
* وقفنا سابقاً وبـ (المانشيت العريض) ضد السماح بدخول البندورة إلى الأسواق المحلية في هذا الوقت الذي يتركز فيه إنتاج هذه المادة في اللاذقية وطرطوس عبر الزراعات المحمية ولو وصل سعر الكيلو في السوق إلى ألف ليرة سورية، وطالبنا بإيقاف (لعبة الموز) في موسم الحمضيات، وكان هناك تجاوب، وكانت إجراءات لم يُعلن عنها لكننا نعيش نتائجها على أرض الواقع..
أي متابع لأسعار الحمضيات يستنتج وبكل بساطة أن الأسعار التي تباع بها الحمضيات في سوق الهال لم تحضر منذ عدة سنوات وإن البندورة المصرية أو الأردنية لم تعد موجودة في السوق المحلية وأن (بشائر ما) أخرى تلوح في الأفق، وكلها ستترك أثرها الإيجابي على تفاصيل حياتنا ولو بعد حين..
أهم ما حاول اللقاء بين محافظ اللاذقية والإعلام والذي تمّ بمبادرة وتنظيم من فرع اتحاد الصحفيين في اللاذقية قوله هو العمل على ردم الهوة بين المواطن والمسؤول وانخراط الجميع في عملية البناء والمراقبة بحثاً عن وضع أفضل للجميع.
غــانــم مــحــمــد