العدد: 9532
الثلاثاء:18-2-2020
قبل انتهاء عام 2018 اجتمع رئيس وأعضاء مجلس مدينة طرطوس بالصحفيين في المحافظة, وبُشّر المجتمعين بجملة من الإنجازات العظيمة التي ستقدم إلى المحافظة خلال عام 2019.
وكتبنا وبالخط العريض البشرى بتمليك2400 سهم لأصحابها بعد إجراء المسح الطبوغرافي للواقع الحالي للأحياء غير المنظمة في المدينة, والتعاقد مع شركة الدراسات لإحداث مناطق تنظيمية بالاعتماد على الصور الجوية لمساحة 700 هكتار, منها 400 مشغولة في كل من أحياء الرادار, ووادي الشاطر, ورأس الشغري, وبالتالي إصدار مراسيم إحداث مناطق تنظيمية, وأنه تم تعيين ثلاث لجان قضائية لتستقر الملكية, ويطبق التنظيم على أن مدة العقد 12 شهراً.
اليوم، وبعد مرور أكثر من سنة على هذا الأمل، ما يزال أهالي هذه الأحياء ينتظرون.
في شكوى وصلت لمكتب جريدة الوحدة بطرطوس تقول إن مخالفات البناء مستمرة وأن بناء غرفة وصب سطح بمساحة خمسين متراً يحتاج إلى دفع مائة ألف ليرة (برطيل) حتى يتم الأمر، ولأن الحاجة ماسة للبناء حيث يمكن أن تكون لشاب يريد أن يتزوج مثلاً، فهو يدفع مجبراً ومضطراً ليتم البناء دون منغصات وبسهولة ويسر.
هذا الوضع في أحياء لا تبعد عن مركز المدينة أكثر من واحد كيلومتر وهي تنتظر التنظيم منذ سنوات لكي لا يتدخل مرتشٍ, ويدفع المواطن ما يتوجب عليه دون الحاجة لوسيط أو طامع.
نقول: إن مخالفات البناء تطال كل الأحياء دون استثناء، المنظمة وغير المنظمة, فلا تظن أن حياً مدرجاً تحت نظام ضابطة البناء, وتشرف عليه البلدية لا توجد فيه مخالفات، ولا يتم الدفع وبالمقلوب.
المخالفات موجودة في أبنية حديثة, وقديمة, والتجاوزات واضحة وضوح الشمس، فالبيوت بشرفاتها الداخلية متلاصقة متلاحمة, لا فسحة, ولا متنفس, والرطوبة تعشش في الأمكنة, والخراب سرعان ما يظهر في جو طرطوس الرطب حيث يحسب عمر البناء هنا لأربعين عاما فقط!
ببساطة, وباختصار، من يريد أن يبني بناء مخالفاً يبني في الليل وخلال ساعات ينجز الأمر, ويتوقف العمل بوجود فسَاد أو دسَاس، عندها تضع البلدية يدها على الموضوع, ويدفع صاحب المخالفة ما يترتب عليه سراً، أو علانية للبلدية وذلك حسب الحالة، ثم يتم الإنجاز, وكأن شيئاً لم يكن.
تقول الشكوى إن حي الرادار تم مسحه الجوي منذ ستة أشهر وأن سكان الحي يعيشون على الأمل..
ونقول: ريثما يتم حل مشكلة الجهة الشرقية للكورنيش البحري, وقد توقف العمل عليها بعد الاعتراضات الكثيرة من السكان هناك, وشق شارع 8 آذار المنتظر الذي يعني الكثير لمدينة تزداد ازدحاماً وصخباً، قد تنظم أحياء الطليعة وما أدراك ما حي الطليعة ومشاكله, ثم الرادار ووادي الشاطر ورأس الشغري الذي لا يفصله عن مدخل المدينة ومشفى الباسل سوى شارع عريض!
سعاد سليمان