الــــــدورات الملاحيـــــــــة البحــــــــرية تخــــفيف للأعـــباء المالـــية وكبـــديل عن الــــــدورات الخـــــــارجية
العدد: 9530
الأحد: 16 شباط 2020
يعد التدريب والتأهيل جزءاً لا يتجزأ من العمليات الهادفة والمخصصة والموجهة التي يخضع لها المتدربون من أجل الحصول على خبرة في مجالات معينة وذلك بهدف رفع كفاءتهم في مجالات عملهم أو مجال محدد إلى أقصى حد ممكن, كما أن التدريب والتأهيل لهو فوائد إيجابية في كثير من الاتجاهات العملية المخصصة في السلوكيات المهنية او الوظيفية التي تمكنه من اداء العمل الذي يسعى له بدقة ومهارة عالية.
التدريب والتأهيل البحري
ففي قراءة مستوحاة من الواقع العام لدوائر ومديريات التدريب والتأهيل والتي تمثل في كثير من النشاطات والتدريبات والخطط التي تقوم بها بهدف تحسين قدرات العاملين والموظفين وإعادة تأهيلهم كان لنا ووقفة مع المهندس محمد علي أحمد مدير عام المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري بالتكليف الذي حدثنا عن مفهوم ودوافع وأنواع التدريب والتأهيل ضمن المديرية والتعرف على واقعها العام فقال:
إعداد وتأهيل الكوادر للعمل البحري حيث تقوم المؤسسة للتدريب والتأهيل البحري لإعداد البحارة للعمل البحري وتأهيلهم ورفع مستواهم وكفاءتهم تبعاً لمتطلبات الاتفاقية الدولية STCW78 وتعديلاتها وخاصة تعديلات مانيلا لعام 2010, ووفق رتبهم ومستوياتهم, حيث تبدأ من تأهيل البحارة بدورات التدريب الأساسي والنوعية الأمنية لمدة 85 ساعة تدريبية تؤهلهم للعمل على متن السفن وتمنح لهم شهادة ويتم بعدها الحصول على الشهادة الأهلية من السلطة البحرية (المديرية العامة للموانئ) وهذه الشهادات صالحة لمدة خمس سنوات, ويحتاج البحار إلى إعادة التدريب وإصدار الشهادات بعد انتهاء صلاحيتها , ثم يتدرج البحار ليصبح بحار نوبة ملاحية يعمل في قسم السطح أو هندسية يعمل في قسم المحركات إضافة إلى اختصاص الكهرباء – كهربائي، وهذه الشهادة تصدر بعد تدريب للبحار الذي أتم خدمة بحرية لا تقل عن ستة أشهر في متسع السطح أو متسع المحركات حسب الاختصاص ثم يتابع البحري تأهيله بعد خدمة بحرية بشهادة النوبة لمدة ثمانية عشر شهراً حسب الاختصاص وبعد دورة تدريبية لمدة عشرون يوماً يحصل على شهادة بحار متمرس (سطح أو محركات) وتعتبر هذه الشهادة مؤهلة للبحري للعمل كمساعد للضابط في السطح أو المحركات حسب اختصاصه.
وأضاف م. حسام أحمد: يتم تأهيل ضباط السطح والمهندسين للعمل على متن السفن وفق إحدى الحالات التالية:
* أن يتقدم للدراسة الأكاديمية بعد الحصول على الشهادة الثانوية العامة أو المهنية والصناعية ويحقق شروط القبول للدراسة في الأكاديمية السورية للتدريب والتأهيل البحري, وبعد دراسة نظرية لمدة سنتين والتدريب العملي لمدة (12) شهراً على متن السفن وموثق بسجلات تدريب معتمدة والنجاح في الامتحان يحصل المتدرب على شهادة ضابط نوبة (ملاحية- هندسية- تقنيات الكترونية- كهرباء) حسب الاختصاص.
* أن يكون البحري حاصلاً على الشهادة الثانوية ولديه خدمة بحرية لمدة لا تقل عن ست وثلاثون شهراً, ويتبع بعدها دورة لمدة سبعة أشهر وعند نجاحه في الدورة يحصل على شهادة ضابط نوبة حسب الاختصاص.
من بعد ذلك وبعد خدمة بحرية لمدة لا تقل عن 12 شهراً على متن السفن بشهادة ضابط نوبة يتقدم الضابط لدورة ترقية لمستوى الإدارة لمدة خمسة أشهر وبعد اجتياز الدورة والامتحانات بنجاح يحصل على شهادة الكفاءة (ضابط أول أو مهندس ثان) حسب الاختصاص, وبعد الخدمة لمدة 12 شهراً بشهادة ضابط أول ومهندس ثان يعود وليتبع دورة ترقية ليحصل في النهاية على شهادة ربان أو كبير مهندسين.
كما تقوم المؤسسة بتنفيذ دورات فنية وتخصصية لأطقم السفن كدورات طهاة على السفن أو الدورات الحتمية القصيرة الخاصة بضباط السطح والمهندسين ودورات للعمل على متن سفن الركاب وناقلات النفط والغاز والكيماويات, وتقوم المؤسسة بتأهيل المرشدين البحريين للعمل في الإرشاد البحري في الموانئ ومصبات النفط ومنحهم الشهادات اللازمة بعد أن يحصلوا على التدريب العملي في الموانئ والمصبات جميع الشهادات الأهلية للبحارة وشهادات الكفاءة للضباط تصدر من قبل السلطة البحرية بناء على تحقق شروط منح الشهادة والحصول على الشهادات التدريبية من المؤسسة وهناك معاهد تدريب خاصة معترف بها لدى السلطة البحرية تقوم أيضاً بالتدريب للبحارة وبعض الشهادات الحتمية للضباط وفق الترخيص الممنوح لها.
دورات ملاحية بحرية
وفي هذه الصدد التقينا بعض المختصين بالشأن الملاحي والبحري الذين تابعوا دورات حتمية ملاحية وسابقاً كانت تُقام في الخارج وتكلف الشخص مبالغاً مالية كبيرة فبعد إحداث المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري فقد سهلت لكثير من الأشخاص الذين يودون الحصول على الشهادات وغيرها في القطاع البحري بأريحية تامة.
* بداية حدثنا كريم محمود، حاصل على شهادة الملاحية البحرية: إن مراحل التدريب والتأهيل بشكل عام هي تأهيل علمي عام ودروس بحرية أساسية فالتدريب والتأهيل مخصص بهدف وضع العامل البحري في إطار الوظيفة الملقاة على عاتقه والمسؤوليات التي سوف يتحملونها على متن السفن بشكل عام عبر ملفات حقيقية بنظام متطلبات المنظمة البحرية, وللوصول إلى معرفة ما تقدم لابد من مرحلة البحث التطبيقي وهي تعتبر عمل البحارة في التدريب والتأهيل حيث يعد فيها بحثاً تطبيقاً بشكل منظم ضمن إحدى موضوعات العمل البحري, وفي ذات السياق ومن خلال الأسس يتم اعتمادها من قبل المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل يتم انتقاء المدرسين واللجان الفاحصة وإجراءات الاختبارات النظرية والعملية وكيفية قبول البحارة بالتدريب والتأهيل وكيفية وضع الأسئلة من قبل اللجان بشكل دقيق.
* طلال عبود، ملاح بحري: يعد مشروع التدريب والتأهيل نظاماً بحرياً كون الموانئ البحرية والنقل البحري جزءاً من السلسلة اللوجستية المتكاملة كما تشكل تكنولوجيا المعلومات البحرية العمود الفقري لتلك السلسلة وتجدر الإشارة إلى أن الدول في عصرنا الحديث لا تستطيع الدخول إلى عصر النقل الحديث من سفن وموانئ من دون التدريب والتأهيل والمحققة لمتطلبات المنظمة البحرية والفكر اللوجستي الحديث وهذا لابد له من أن يحتاج إلى عناصر بشرية متطورة وعلى علم ومعرفة وخبرة بالجوانب القانونية والتجارية والفنية والبحرية وكافة العمليات اللوجستية والتخطيط وفكر يقدر القطاع البحري والعمالة البحرية بمختلف أنواعها وأشكالها بدلاً من بقاء البحارة عرضة للخطر.
* جمال حمد، حاصل على شهادة الملاحة البحرية يقول: لاشك بأن قطاع النقل والنقل البحري يحظى بدعم كبير من القيادة السياسية والاقتصادية ولا نعاني من قلة حماسة المستويات الإدارية بالعمل على تطوير وتحديث قطاع النقل البحري، وأمام هذا لابد من الاهتمام بهذه المشاريع الحيوية والهامة وأن تحقق النجاحات والأهداف التي تسعى إليها المؤسسة للوصول إلى الغايات المنشودة وتحقيق هدفها من التدريب والتأهيل البحري وعلى التوازي لابد من العمل على تحقيق التكامل والتناسق بين قطاعات النقل البحري للتدريب والتأهيل بشكل يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية, ونحن كسوريين نفتخر ب بأننا الأفضل على مستوى المنطقة من حيث المشاريع والإصلاح.
* كما التقينا بعض من موظفي قطاع النقل فقد أوضح علي سعد أن التدريب والتأهيل يؤدي إلى اكتساب المعرفة والمهارات والكفاءات نتيجة للتدريس المهني أو العلمي والمعرفة التي تتصل بالكفاءات المفيدة كتدريب أبناء العمل له سمعة عامة على النحو الأكثر فعالية للعمل المهني والإداري, فالتدريب له أهمية كبيرة في عصرنا الحالي الذي نعيش فيه التطور التكنولوجي والعلمي وبات من الضروري اتقان وتعليم العلوم الجديدة, ومما لاشك فيه فإن التدريب يقوي نقاط الضعف لدينا أو لدى العاملين في المؤسسات العامة فهو وسيلة لزيادة انتماء العاملين وتحفيزهم على العمل ومساعدتهم في تنمية أنفسهم داخل العمل وذلك بتقليم تقنيات حديثة واكتساب المعارف باختيار الدورات المناسبة ودراسة الاحتياجات التدريبية.
* أمل سليم: يعتبر التدريب والتأهيل هو تلك العملية التي تهدف بشكل أساسي إلى اكتساب المعارف والخبرات التي يحتاجها الموظف من أجل الحصول على المعلومات والبيانات التي تنقصه إضافة إلى زيادة الكفاءات في الأداء وتعد مراكز التدريب والتأهيل من وجهة نظري وسيلة مهمة لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية لكثير من المؤسسات العامة, لذلك لابد من تنمية هذه المراكز بما يتناسب مع الأعمال المنوطة بكل موظف وعامل وخلق اتجاهات إيجابية نحو العمل.
وفي الختام:
فإن نجاح تجربة التدريب والتأهيل البحري في سورية من شأنه أن يتطور أكثر خلال السنوات القادمة مع اكتسابه خبرة أكبر بالتعامل مع خصوصية القطاع البحري وتأهيل العمالة البحرية بما ينعكس إيجاباً لمصلحة المواطن السوري واقتصادنا الوطني وبالتالي تكون المؤسسة قد أدت مهمة حقيقية للبحارة وفق أسس فنية وعلمية وعملية من حيث النوع والكيفية والشروط وإعادة التأهيل والتدريب المتكافئة والقانونية وفق وسيلة فنية ناجحة بكافة أشكالها المتقدمة وإصدار شهادات بحرية موثوقة في كافة أنحاء العالم.
بثينة منى