أخاف على المولود الجديــد من صغـــيري

العـــــدد 9526

الاثنيــــــــــن 10 شــــــباط 2020

 

عمره لا يتجاوز خمس سنوات وقد حظي بعناية فائقة واهتمام كبير مني ومن أبيه وجديه، وكنت أمهد له الطريق ببعض العبارات والقول عن قدوم ضيف جديد على العائلة هو أخ له يلعب معه ويسليه، وحتى جدته تمزح عليه بالقول (يا مسكين رح يكبولك معلقتك) وتضحك، وما إن حان الوقت حتى اشتريت له ألعاباً مضافة على ما عنده وقلت بأنها من أخته الجميلة التي رآها بحضني، عندها جاء علي وبدأ يزيحها ويضربها بكفه الصغير، وأنا أحاول أن أخفف عنه ليحمله والده بعيداً عنا ويخرج به إلى الدكان، وبت أخاف أن أتركه لوحده معها فقد يؤذيها، فماذا أفعل في أمره؟
السيد علي العجي، علم اجتماع، أشار إلى بعض النصائح لتلك المشكلة القديمة والجديدة فقال: ليس لتلك الأم غير بعض الهدوء والطمأنينة الذي تبثه في صغيرها ليسكن فؤاده، عليك سيدتي أن تغدقي عليه بالاهتمام عندما يغفو المولود الجديد وينام، واتركي لنفسك الكلام معه وأكثري من الحديث عن أخته وأنها صغيرة تحتاج منك بعض الوقت، ولا تتركيه وحيداً في غرفته وأنت تحملينها وتغنين لها بل حاولي أن تشديه إليك وكأنك تغنين له ومعه وضعيها في حضنه لبعض الوقت ليشعر بوجودها وقربه منها، كما حاولي أن تشركيه في المسؤولية تجاه أخته، وتتركي له مساحة من المهام أن يأتي لها بزجاجة الحليب بعد أن تحضريها لها، ويختار معك ثيابها ولعبه لأجلها، ولا تزعجيه أو تضربيه حين إلحاحه على وجودك معه.
الكلام الجميل واللطيف يطرب قلب الصغير، ولا تسمحي لأي من الأهل أن يأخذه بعيداً عن أخته ويروي فيه نبات العليق الذي يشرئب على غيره ،ويتطفل بلغة الهجر التي نمت فيه من حديث والديك أو جديه الآخرين بأنهم سيأخذونه لينام ويعيش عندهم ويأخذ قسطاً من الرعاية والدلال والغنج الذي سلبته إياه أخته، بل ضميه لعائلتك الصغيرة ولا تكفي عن قولك بأنك تحتاجينه ولا تستطيعين النوم لوحدك مع الصغيرة ليكون فرداً حنوناً فيها، ولا تقولي أنه لا يفهم فكما قال أجدادنا (ابن الليلة بيعرف الشيلة) فكيف بابن خمس سنوات وفوق؟

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار