المرأة الثرثـــارة والرجـــل الأطـرش

العـــــدد 9526

الاثنيــــــــــن 10 شــــــباط 2020

 

ليس أصعب من التحدث إلى رجل أطرش، سوى التحدث مع امرأة خصوصاً إذا كانت هذه المرأة زوجة والفرق بين الحالتين أن الرجل في الحالة الثانية عندما يخوض في حديث مع السيدة زوجته يبدو مظهره مضحكاً فهو عندما يحاول أن يفتح فمه ليقول شيئاً لا يجد فرصة للكلام فيضطر إلى إغلاق فمه مرة أخرى بانتظار أن تلوح له فرصة أخرى فإذا صحّ أن المرأة يمكن أن تمنح زوجها فرصة ليقول أي شيء قبل أن تنهي حديثها الذي لا ينتهي..!
ومن يراقب رجلاً وهو يفتح فمه ويغلقه مرة بعد أخرى ،فسوف يظن أنه يتثاءب من فرط الملل في حين أنه يحاول أن يقاطع زوجته ليقول جملة واحدة على الأقل، ولكن من ومن فائدة!
والعجيب في الأمر أن المرأة هي التي تتهم الرجل بأنه يلجأ إلى الصمت ولا (يأخذ ويعطي معها في الكلام) ،وترى في صمته دليلاً على أن في نفسه شيئاً ضدها أو أنه يفكر في امرأة أخرى تسيطر على عقله وتفكيره والواقع أنه ليس من السهل على الرجل أن يقول لزوجته أو أمه أو أخته أو لأية امرأة أخرى أن سبب لجوئه إلى الصمت هو أنها لا تكف عن الثرثرة وأنه لا يجد فرصة ليقول ما يريد أن يقوله!
كحال رجل رزقه الله بزوجة ذات لسان يعمل بقوة (الدفع الرباعي) اهتدى إلى حيلة يبرر بها صمته التام طوال وجوده في البيت فقال لزوجته ألا تعلمين أنني مدرس وليس لي من عمل طوال النهار سوى إدارة لساني في حلقي لشرح الدروس لتلامذتي؟
فقالت له زوجته: وما دخل هذا بصمتك المطبق داخل البيت؟
فأجابها: لأن من حقّ لساني أن يستريح بعد الجهد الشاق الذي أبذله في التدريس، ويبدو أن الزوجة اقتنعت بهذا المنطق ولكنها عادت في اليوم التالي لتجد زوجها صامتاً كعادته، فسألته: اللسان يتعب أليس كذلك، فقال الرجل: طبعاً شأنه شأن كل عضو آخر.
فما كان من الزوجة إلا أن قالت وهي تبتسم ابتسامة من ذلك النوع الأخضر: ولماذا لا يتعب لسان ابنة عمك ولا تكف عن الكلام في الليل والنهار ومع أنها معلمة ومدرسة مثلك ؟

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار