علاقات اجتماعية

العدد: 9523

الاربعاء:5-2-2020

نحن محكومون بالعيش اجتماعياً، مع الأهل والأقارب, مع الأصدقاء والمعارف، وحتى زملاء العمل الوظيفي, والأهم الجيران، جار الجنب، وحتى سابع جار وجارة، يميناً ويساراً وأفقياً، نحن اجتماعيون بالفطرة وبعد ولادتنا وطفولتنا، نرى أنفسنا بين الناس، ضمن الجماعة، كأفراد في هذا المجتمع، لأنه لا يمكن للشخص أن يعيش بمفرده بعيداً عن البشر طيلة حياته.
وللعيش ضمن المجتمعات أسس وقواعد تحكمه، والقوانين والأنظمة، ثم العادات والتقاليد، وهذا العيش، وتلك العلاقة يجب أن يكونا في الإطار الصحيح، وبحدود جليّة واضحة المعالم، لأن الصداقة عمل ممتاز وتصرف نبيل، وهي علاقة تقارب أرواحاً وأفكاراً، وليست مصالح.
عندما تكون الصداقات مبنية على المحبة والصدق والصراحة بين الطرفين، إن كانوا أشخاصاً أم عائلات، أم مؤسسات، وحتى الدول، فإن الصدق أساس التعامل، وعلى الطرفين تقبل بعضهما البعض أي تقبل الآخر، والاعتراف بالأخطاء عندما تحدث، ويكون كل طرف مسؤولاً عن تصرفاته ويتحمل تبعاتها، من أجل الشفافية في التعامل، واستمراره بين الطرفين.
البعض منّا يتعامل مع غيره ممن ذكرناهم آنفاً، ومعاملة طبيعية تحكمها الإتكيت الرسمية، والبعض الآخر يرى بأن الجار القريب أفضل بكثير من غيره حتى من الأقرباء ممن هو بعيد عنه, لأنه يتعايش معه، وإن احتاج إلى مساعدة سيكون هو الأسرع في تقديمها, لكن هذا الجار لن يكون أحسن ولا أفضل من الأخ البعيد (كما يقول البعض)، فلكل إنسان مكانته ومحبته، وحتى لو كان بعيداً عن العين، لأن مكانة الأهل محفورة ومحفوظة في القلب، ومن يُفضل جيرانه على أهله وصلة رحمه ويتعامل معهم على هذا الأساس، ستكون علاقته واضحة الأهداف تحكمها المصالح الشخصية، فتراه يندلق باتجاههم، فتكون علاقتهما هشة تتهتك وتتقطع أواصرها عند أقرب منعطف وتظهر الخبايا وينكشف المستور ويعود الوضع بينهما إلى سابق عهده إذا ما كان أسوأ.
لن أطيل الشرح ولن أعدد أنواع وصفات العلاقات الاجتماعية والصداقات وغيرها، لكنني سأضيء على نوع واحد لا أحّبه، ولا أرغب بالوصول إليه، ولا التعامل مع الناس على أساسه وهو الصداقة الانفلاشية أو الانفلاش الاجتماعي بين الناس، الذوبان ورفع الكلفة بينهما حتى لو دامت تلك الصداقات لأشهر أو سنوات، لابد وأن تصل إلى طريق مسدود وتعود العلاقة بينهما إلى سابق عهدها، أو قد تصبح العلاقة بين الطرفين سيئة جداً.

حسن علّان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار