العدد: 9523
الاربعاء:5-2-2020
كان آباؤنا من العمليين الجادين تأخذهم وظائفهم وأعمالهم عن أهلهم وبيوتهم، فإن عملوا أتقنوا وإن فكروا أبدعوا، وصرفوا رصيد عمرهم بأيام وأشهر منكبين في العمل وإن وصلوا لسني تقاعدهم كانوا أن طلبوا تمديد الخدمة، أما اليوم فمعظم الموظفين يطلبون التقاعد وهم عنها متقاعسون، مع أن الإنسان يبدع حين تختمر خبرته بعجين الأيام فيكون خبزه لكفاف أيام قادمات.
في دراسة نشرتها مجلة نيوإنجلاند الطبية: حول الشركات العملاقة أنها تعتمد على الموظفين الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً وتسند إليهم المناصب العليا والمسؤوليات لأنه العمر الأكثر إنتاجية، وقد وجدت أن العمر الأكثر إنتاجية في حياة الرجل يقع بين 60-70 عاماً، أما العمر بين 70-80 عاماً فهو السن الثاني الأكثر إنتاجية، والعمر الثالث في ترتيب الإنتاجية يتراوح بين 50-60عاماً.
وخلال الدراسة عبر الإحصاء تم ملاحظة: متوسط عمر الفائزين بجائزة نوبل هو 62عاماً، ومتوسط عمر المدراء التنفيذيين الناجحين في شركات عالمية هو 63 عاماً، ومتوسط عمر البابا في الفاتيكان هو 76 عاماً وهذا يدل على أن أفضل سنوات الحياة من الخبرة والتجارب للإنسان هو ما بين 60-80 عاماً ليقدم أفضل ما لديه مما ينفع الناس.
كما خلصت الدراسة إلى أنه في عمر 60 عاماً يصل الإنسان إلى ذروة الإنتاج وخلاصة تجربته في الحياة وشؤونها ومشاغلها، ويمكن له أن يستمر بأمره حتى سن 80 عاماً إذا كان بصحة جيدة.
فمن كان بعمر يتراوح بين 60-70 عاماً أو 70-80 عاماً فهو يعيش أفضل أول وثاني سنوات حياته، وليعش سعيداً بما وهبه الخالق وأمده من عمر ولو رحلت السنوات فلا يعدها أو يحصيها.
هـدى سلوم