هجرة الشباب.. أسباب ونتائج

العـــــدد 9522

الثلاثـــــاء 4 شــــــباط 2020

 

يتكلّم الشبان بكثرة في مجالسهم عن السفر والهجرة، فقد أصبح موضوع جدل بين الكثيرين، وأصبح السؤال المعتاد (ألا تفكر بالسفر)، ولكن لماذا توجه تفكير الشبان لهذا الاتجاه؟ هل أحوال المعيشة أصبحت صعبة جداً عليهم أم أنّ عدم حصولهم على عمل ودخل جيد دفعهم للهجرة؟ وما موقف الأهل من سفر أبنائهم وهم يعلمون أن أغلب من يسافر لن يعود ثانية؟
لقد مرّ على سورية كثير من الأزمات والمحن ولكن أخطرها كان هجرة العقول، فأغلب الخريجين يقومون بالسفر بحثاً عن فرص عمل، فالبلدان المتقدمة تقوم بإغرائهم برواتب عالية كي تستغل خبراتهم وتحتفظ بهم بذلك لا يفكر الخريج بالعودة ثانيةً إلى الوطن.
من ناحيه أخرى فإن أغلب الأطباء هاجروا مما تسبب في نقص بالكادر الطبي وندرة بعض الاختصاصات أيضاً، عدا عن ذلك أصبحت الجامعة متخوفة من موضوع الإيفاد الخارجي لأن بعض الطلبة ممن يحصلون على منح دراسية خارج القطر لا يعودون، وأمثال كثيرة منها يذكر ومنها لا يذكر، فكيف يمكن للدول العمل على الاحتفاظ بشبابها وتلافي حالة الهجرة التي تزايدت مؤخراً حيث لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم إلا من خلال الأيادي الشابة فيه، لذلك من الضروري جداً الحفاظ على الشباب والعمل على تأمين احتياجاتهم في بلدهم الأم كي لا يتغربوا وتذهب أفكارهم المبدعة لبلد آخر حيث يتطور وينمو على أيادي أبناء بلادنا من ناحية أخرى. فللشباب متطلباتهم الحياتية وطموحاتهم ونجد حاله الغيرة ما بينهم مما يدفعهم للتقليد والسفر، لأن كل شخص يسافر يصور الحياة خارجاً كأنها جنة وهذا يشجع أصدقاءه ومعارفه للسفر، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي نعاني منها ويجب حلها بأسرع وقت كي لا تصبح وباءً يهدد المستقبل المرجو كوننا قد دخلنا في مرحله إعادة الإعمار.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار