العدد: 9296
20-2-2019
على الرغم من أهميّتها الغذائية الكبيرة فإنَّ حصّة المواطن السوري من الأسماك مازال دون المعدلات العالمية، وفيما وضعت وزارة الزراعة بوصفها الجهة المشرفة على القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي عدداً من الخطط والمشاريع الهادفة إلى زيادة إنتاجنا من هذه المادة إن كان من خلال الصيد البحري أو إقامة «المسامك» في العديد من المحافظات، فإنّ إحداث الهيئة العامة للثروة السمكية كان من أهم الخطوات التي صبَّت في هذا الاتّجاه وذلك رغم بعض المعوّقات التي تعترض عملها والتي زادت وضوحاً في ظل الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد والتي لم تمنع على كثرتها الهيئة من تنفيذ خططها ضمن الإمكانيات المتاحة لها وهو ما توضّحه المؤشرات الإنتاجية الصادرة عن الهيئة.
89% نسبة التنفيذ
تلك المؤشّرات التي أظهرت تنفيذاً جيداً للخطط الاستثمارية تجلَّى بوصول الإنفاق على هذه المشاريع خلال العام الماضي إلى 534 مليون ليرة من أصل 600 مليون ليرة سورية لتزيد نسبة التنفيذ في هذا الجانب عن 89%، وهو الأمر الذي تكرّر في تنفيذ الخطط الفنيّة ولاسيما في جانب خطّة الإصبعيات وتوزيعها التي وصل التنفيذ فيها إلى 145 % في مجال إنتاج الإصبعيات و172% في مجال استزراع السدود فيما بقي بيع الإصبعيات المحسنة للمزارع المرخصة والسدود المستثمرة مرتبطاً بالطلب.
42 ألف أصبعيّة في حوضين
أما في الجانب المتعلّق بالتجارب المنفّذة في كل من مركز الأبحاث بمصب السن ومزرعة 16 تشرين فتقول الهيئة بأنّه تم تنفيذ عديد التجارب في مركز الأبحاث والسد المذكور على أسماك المشط والكارب أهمّها في مركز الأبحاث الذي شهد تنفيذ تجارب عن أثر التربية المختلفة لأسماك البوري والكارب العام على الكفاءة الإنتاجية لأسماك الكارب العام وتجربة عن إنتاجية أسماك المشط تحت ظروف التربية المكثّفة ومقارنة معدل نمو وكفاءة التعليف لأسماك المشط الأزرق ووحيد الجنس تحت ظروف التربية المكثفة، حيث تمّ ومن خلال هذه المقارنة استخدام حوضين / حوض لكل نوع/ وزراعة كل حوض بـ 21000 إصبعية مشط ليتم الحصول على نتيجة تفيد بأنّ المشط وحيد الجنس وصلت إلى 20 طناً/ هكتار بينما لم تتجاوز إنتاجية المشط الأزرق عن 10 أطنان/ هكتار وبأحجام أقل من سابقتها.
نسبة الذكور 95%
وأضافت الهيئة إلى هذه التجارب التي تمت في مركز أبحاث السن ما تعلّق بتجربة إنتاج أسماك مشط وحيد الجنس الذي نتج عن تهجين إناث المشط النيلي المستوردة من مصر مع ذكور المشط الأزرق المحلي والتي أسفرت عن الحصول على جيل نسبة الذكور فيه تزيد عن 95% ، وهو ما يؤدي إلى التخلّص من ظاهرة التفريخ العشوائي والاستفادة من العلف بشكل أفضل كون قسماً من العلف المستهلك يذهب لعمليات التفريخ ولتغذية الفراخ الناتجة عن التفريخ العشوائي، كما وأظهرت التجربة ذاتها إمكانية الحصول على إنتاج يصل إلى 20 طنّاً/ هكتار، ليتبيّن من هذه التجربة إمكانية تحقيق شعار إدارة المياه وترشيد استهلاكها والذي يؤدّي بالضرورة إلى زيادة مخصصات الفرد من البروتين السمكي دون استنزاف المياه حيث كانت النتائج الأولية لهذه التجربة مبشرة وإن كانت تحتاج إلى الاستمرارية لتذليل كافة الصعوبات التي ظهرت خلال تنفيذها
توقعات بتسويق 140 طناً
ونفذت الهيئة في الجانب الفني أيضاً العديد من التجارب الأخرى في مزرعة 16 تشرين تناولت أثر الكثافة على الإنتاجية لأسماك الكارب العام ضمن الأٌقفاص العائمة وأثر الوزن الوسطي للذريعة على الكفاءة الإنتاجية لأسماك الكارب العام ضمن الأقفاص العائمة وكفاءة تربية أسماك المشط ضمن الأقفاص العائمة حيث وصل عدد الإصبعيات الإجمالي المستخدم في هذه التجارب إلى 387 ألف إصبعية وتم تسويق 60 طناً من المشط من نواتج هذه التجارب إلى السورية للتجارة وبقي 80 طناً من الكارب التي تعمل الهيئة على تسويقها لتصبح الكمية الإجمالية المتوقع تسويقها 140 طناً من الأسماك بعد الإشارة إلى أنّ التقديرات الأولية لنتائج التجارب عند البدء فيها كانت تشير إلى توقع إنتاج 135 طناً وهو ما يعني وصول نسبة التنفيذ في هذا الجانب إلى 104 %.
فشل الإعلان لمرّات متتالية
كما وأقلعت الهيئة في المزرعة ذاتها بالتجربة البحثية الموسّعة لإنتاج الأسماك البحرية والتي تتضمن جمع إصبعيات محلية لزوم العمل بالتجربة لإعداد الكادر الفني ولتجريب البنى التحتية حيث تبيّن وجود بعض المعوقات في البنى والتي تحتاج إلى معالجة ناهيك عن صعوبات تأمين الإصبعيات اللازمة للفشل وفشل الإعلان لمرّات متتالية في هذا الجانب وذلك نتيجة للحصار المفروض على القطر.
وفيما أشارت الهيئة إلى اهتمامها وتبنيّها لمشروع مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة من خلال دعم سكان المناطق الريفية الذين يملكون مزارعَ صغيرة أو أحواضاً صغيرة أو أحواضاً لساقية المزروعات أو أحواضاً في حديقة المنزل لاستثمارها في تربية الأسماك نظراً لهذا الأمر من أهمية على صعيد التنمية المستدامة لسكان الأرياف، حيث تقدّم الهيئة لهؤلاء الذريعة السمكية والدعم الفني اللازم حيث قامت الهيئة وضمن هذا السياق وبالتعاون مع مديرية الزراعة في اللاذقية بتقديم 2500 من إصبعيات الكارب العام كمنحة من وزارة الزراعة لتسعة مزارعين في قرية ديروتان التابعة لمنطقة جبلة، إضافة إلى تنفيذها يوماً حقلياً حول نتائج مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة تم خلالها الاطلاع على النتائج النهائية لموسم تربية الأسماك في المزارع الأسرية والتي أظهرت تفاعل المزارعين الإيجابي مع هذه الفكرة الجديدة ومراقبة تحسّن أوزان الأسماك المزروعة ووصولها إلى الوزن التسويقي واستخدام بقايا المنزل في التغذية علماً بأن البدء في هذه التجربة قد تم في بداية الشهر السابع من العام الماضي وأنّ الأوزان الوسطية للأسماك قد وصل إلى 35 غ وأن هذا الوزن تراوح خلال الأشهر الثلاثة الأولى بين 350- 400 غ علماً بأنّ هذه الأسماك هي أسماك تسويقية وللمائدة، وهنا تبيّن الهيئة أنّ هذه النتائج تظهر نجاح المشروع في تحقيق الغاية المرجوّة منه والكامنة في نشر ثقافة تربية الأسماك لدى المزارعين والمساهمة في زيادة نصيب الفرد من لحوم الأسماك وأنّها ستعم على باقي المحافظات لاحقاً.
66 طناً تونة زرقاء بـ 66 مليون ل.س
وتشير البيانات الصادرة عن الهيئة في هذا الإطار إلى استثمار الحصة السورية من أسماك التونة الزرقاء والتي بلغت كمياتها 66 طناً بقيمة 66 مليون ليرة سورية، إلى جانب إضافة سدي المزينة وصدد بحمص بقيمة 2.3 مليون ليرة سنوياً علماً أنّ عدد السدود الموجودة 16 سداً وريعها السنوي حوالي 7 ملايين ليرة سورية.
مصفوفة أعمال حتّى 2021
كما أعدّت الهيئة في هذا الجانب رؤية متكاملة لتطوير قطاع الثروة السمكية في سورية، نتج عنها إعداد مصفوفة للأعمال المادية الخاصة بتنمية الثروة السمكية وقد وافق مجلس الوزراء على تنفيذ هذه المصفوفات للأعوام / 2019-2020-2021/ وذلك بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصّة مع تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لذلك في موازنة الهيئة العامة للثروة السمكية للأعوام القادمة
نعمان أصلان