العـــــدد 9516
الإثنـــــين 27 كانون الثاني 2020
مع تغيرات وتقلبات الطقس يأتي فصل الشتاء البارد لتنشط فيه الفيروسات والميكروبات المسببة لأمراض عديدة مثل: نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية واللوزتين وحساسية الصدر، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والمفاصل والقلب والشرايين.
تلك المشاكل الصحية التي يربط معظمها ببرودة الطقس وقساوته، التي تتلازم مع هذا الفصل المفعم بالخير والبركة، والتي تسبب في حدوث والآلام لا تحتمل نتيجة المرض وعقابيله.
الأطفال الأكثر تأثراً
السيدة أم محمد تقول: مع اقتراب الشتاء وانخفاض الحرارة نتأهب للتصدي لتلك الأمراض الشتوية، والأكثر عرضة لذلك هم أطفالنا، فلدي ثلاثة أطفال وعند يتعرضون للبرد يرافقهم المرض ويكون حليفهم حيث تنتقل العدوى بالتتالي حتى تطال الأسرة بالكامل، والأدوية معظم الأحيان لا تجدي نفعاً ولا تعطي نتائج جيدة كالسابق، إنما نعتمد من خلال خبرتنا وحسب النصائح الطبية على إعطائهم المشروبات الساخنة لتخفيف نزلات البرد والسعال والتهاب اللوزتين.
بينما السيدة أم جاد تؤكد على أن أمراض الشتاء بعضها مزعج وبعضها قاتل، فالفيروس يدمر خلايا أرواحنا لتصبح من مرتادي العيادات والمستشفيات للتخفيف من حدة المرض، ويتميز الشتاء عن غيره من مواسم السنة بانتشار الأوبئة والأمراض الناتجة عن تقلبات الطقس وتبدلاته.
السيد ثائر يعقوب يشير إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثيراً للأمراض حيث يصاب أولادي بالمرض أكثر من مرة في السنة وأحياناً قد تصل إلى ست مرات، وكالعادة تنتقل العدوى من شخص إلى آخر جراء الملامسة المباشرة سواء باليد أو العطس.
الدفء لصحة وافرة
لمعرفة الأمراض التي تقتحم منازلنا بدون استئذان، والعوامل المسببة لها، والنصائح الهامة للوقاية منها ستكون محطتنا الأولى مع الدكتورة ريم محمد حاتم، اختصاص أمراض جلدية والزهرية والتي اتحفتنا بالمعلومات التالية:
تزداد الأمراض في فصل الشتاء ومن أهمها الجفاف حيث يظهر جفاف الجلد بسبب البرودة يحدث تشقق وتقشير لليدين والوجه.
ومن الأسباب المؤدية للجفاف هو كثرة غسيل اليدين بالماء والصابون وطبيعة البشرة، وعدم تجفيف الجلد بعد الغسيل رغم الجفاف يجب تجنب الحرارة العالية التي تسبب زيادة في تبخر الماء، ومن الضروري استخدام الكريمات المرطبة بشكل متكرر ومستمر، وخاصة قبل النوم.
• التهاب الجلد الدهني (الأكزيما الدهنية) وتشاهد عند الشباب وتتميز بظهور قشور في فروة الرأس والحواجب وجانبي الأنف مع حمامى وتوسف على الوجه، وهناك الفطور التي تعالج بالمضادات مع الكريمات الستروئيدية والشامبو المضاد للفطور.
• سعفة القدم: سببها ارتداء الأحذية المغلقة مع الجوارب لفترات طويلة، وهذا يؤدي إلى زيادة تعرق الأقدام وتشكل بيئة مناسبة لنمو الفطور الجلدية وتعالج بالتهوية وتنشيف الأصابع بشكل جيد مع استخدام مضادات الفطور.
• شري البرد: هو حالة تصيب الجلد تتميز بظهور انتانات شروية حاكة وتورم عند تعرض الجلد للبرد، وتظهر بعد (2- 5) دقائق، وتستمر (1- 2) ساعة، وقد تكون الحالة شديدة وتؤدي إلى انخفاض الضغط الشرياني حتى الصدمة.
• الشرى: يظهر على شكل عقيبات زرقاء مؤلمة على الأطراف (أصابع اليدين والقدمين) نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة، وتنجم عن خلل في الأوعية المغذية للأطراف وهو مرض ناكس يتأثر به كل شتاء، وقد يشفى عفوياً عند تحسن درجات الحرارة، وفي بعض الحالات الشديدة يحدث تقرح وألم شديدين ويعالج بموسعات الأوعية.
• حمامى الاصطلاء: ظهور بقع حمامية بنية على شكل شبكة، وتنجم عن تدفئة الجلد وتقريبه من المدفأة الكهربائية، لذلك يجب الابتعاد عن مصادر التدفئة منعاً لحدوث هذه الظاهرة.
• الصقيع: هو مرض يحدث نتيجة تعرض الأنسجة الرخوة إلى درجة حرارة بين (-4، -2)، وأكثر أجزاء الجسم تعرضاً لهذه الإصابة هي أطراف الأصابع والأذن والأنف والأكثر عرضة للإصابة هم المسنون أو الذين لديهم سوء تغذي، وداء السكري، والمدخنون والمصابون بظاهرة نيو ويتظاهر على شكل حروق أو تورمات في الأماكن الأكثر عرضة للإصابة، وتبدأ على شكل الإحساس بالألم مع شحوب في الجلد ثم يشعر المريض بالتنميل، وتصبح المنطقة قاسية بيضاء، وبعد ذلك يفقد المريض الإحساس تماماً.
لذلك يجب نقل المريض إلى جو أكثر دفئاً، وتبديل الملابس المبللة بملابس جافة، ويجب علاج انخفاض درجة حرارة الجسم وفي حال حصولها نقوم بتدفئة المريض مع عدم تدليك المنطقة المصابة، كما يجب التعويض بالسوائل ويستغرق الشفاء مدة شهرين، ويجب زيادة تغذية المريض بالبروتين والإكثار من السوائل والأطعمة الفنية بالطاقة.
أمراض الجهاز التنفسي
الدكتور عز الدين لايقة بيّن أن الأمراض تكثر في فصل الشتاء منها: نزلات البرد والانفلونزا والتهابات الأذن الوسطى والحنجرة، ومعظم الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي تحدث نتيجة بعض التغيرات التي يشهدها الجو من برودة المناخ الذي يتسبب بشكل كبير في نمو الجراثيم والبكتيريا.
ولكل فصل من فصول السنة أمراض معينة تصيب الإنسان قد تكون بسبب العوامل المناخية، أو طريقة حياتنا وغذائنا أو الاثنين معاً.
ومن العوامل التي تساهم ي انتشار الأمراض الازدحام والتواجد في أماكن مغلقة وغير مهواة كالتواجد في المدارس والعيادات والمستشفيات.. إلخ.
ما هي أمراض الشتاء؟
تكثر الأمراض الشتوية منها: الزكام وهو مرض فيروسي، أعراض سيلان الأنف والسعال وضيق في الصدر قد يكون خفيفاً إلى متوسط وأحياناً يؤدي إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية أو ألم في الأذن.
وللوقاية يجب غسل اليدين بشكل مستمر للقضاء على الفيروسات التي تنتقل بملامسة سطح ملوث مثل مقبض الباب أو زر الإضاءة.. إلخ.
* الإنفلونزا: مرض فيروسي أعراضه تشمل الصداع والتعب والشعور بالألم في الجسم، وحمى السعال وضيق في الصدر، وهو أشد خطورة من نزلة البرد قد يقود إلى التهاب رئوي وفشل الجهاز التنفسي وأحياناً الموت، وخاصة لدى الفئات المهددة وضعيفي المناعة.
* نورو فيروس: عدوى فيروسية شديدة العدوى تصيب المعدة وأعراضها القيء والإسهال، ويتعافى المريض خلال أيام، وللوقاية منه يجب اتباع أسس النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، وعدم تناول الطعام إلا بعد التأكد من غسله جيداً، وطهي الطعام جيداً.
* زيادة النوبات القلبية فالجو البارد قد يرفع ضغط الدم ويزيد العبء على القلب، كما أن البرودة تجعل القلب يبذل جهداً كبيراً مما يسبب ضيق في الأوعية الدموية، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حال حدوث أي طارئ والالتزام بالعلاج، والحفاظ على دفء الجسم، إذ أن معدلات الإصابة بنوبات القلب ترتفع بصورة ملحوظة خلال أيام الشتاء، مما ينجم عن ذلك إصابة القلب بالإنهاك.
* التهابات المفاصل: فالمفاصل في هذا الفصل يصيبها التصلب والشعور بالوجع.
* الحمى: ويعود سببها للإصابة بالالتهابات البكتيرية والفيروسية ويصاحب الحمى البلغم والسعال.
* قرح الأنف والفم: تظهر بثور حول منطقة الفم أو الأنف أو الذقن وتسمى بالهربس، وتكثر الإصابة بسبب التعرض للهواء البارد أو إصابة الشخص بعدوى جلدية أو التعرض لتعب جسدي ونفسي وإجهاد، لذلك يجب الابتعاد عن أي شيء يسبب الاكتئاب.
* التهاب الحلق: ومن أعراضه صعوبة البلغ وارتفاع درجة الحرارة والإحساس بألم اللوزتين.
* الربو: هي عبارة عن التهاب حاد بالشعب الهوائية والسبب يعود للنزلات البرد والانفلونزا، والمدفأة هي أحد الأسباب للإصابة لذلك لا بد من الحرص على تهوية المنزل يومياً.
درهم وقاية
وعن طريق الوقاية من الأمراض الشتوية المنتشرة ذكر د. لايقة من أهمها الحفاظ على دفء الجسم بشكل دائم، وعدم الاقتراب من الأشخاص المصابين، وعدم التعرض للتقلبات الجوية أو التغير المفاجئ من الجو الحار إلى البارد، وشرب العصائر الطبيعية والمحافظة على النظافة الشخصية والاهتمام بتعقيم اليدين بشكل مستمر، والاهتمام بتناول الغذاء المتوازن والمتنوع، وممارسة التمارين الرياضية، وتجنب استخدام أدوات الآخرين كالمناديل والمناشف وغيرها والإكثار من تناول المشروبات الساخنة.
مريم صالحة