العــــــــــــــدد 9514
الخميس 23 كانون الثاني 2019
لن ندخل في تفاصيل وجدوى إدخال بعض المواد الغذائية على قائمة الخدمات التي تقدمها البطاقة الذكية هذا إن كانت تقدم أو قدمت خدمات أساساً، ولن نفند حالات الامتعاض وعدم الرضى التي يسطرها ويرويها مستخدميها أو المستفيدين من خدماتها لا سيما في الحصول على الغاز المنزلي تحديداً، ولكن سنتحدث عن ذكاء بدعة ما يعرف بالبطاقة الذكية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تملك من اسمها أي نصيب.
بداية لابد من التمييز بين نوعين من البطاقات الذكية واحدة للعائلات وأخرى للآليات وهي تصدر عن مشروع أتمتة توزيع المشتقات النفطية وغيرها من المواد والخدمات على الآليات والعائلات ويفترض أن هذا المشروع عائد لوزارة النفط والثروة المعدنية هذا المفروض أو أنه هكذا على بطاقات التعريف وعلى الأوراق الرسمية والنشرات الالكترونية ولكن على أرض الواقع نجد أن مراكز إصدار هذه البطاقات لا يمكنك الوصول إلى مدير يديره أو رأس يحركه والحديث تحديداً عن المركزين الوحيدين في مدينة اللاذقية اللذين لا يزالان يعملان على إصدار هذه البطاقة كما ويتابعان عمليات استكمال الأوراق المنقوصة والتي يفترض أنه تم تقديمها عند الحصول على البطاقة الذكية وفي عبارة أدق البطاقة الذكية الخاصة بالآليات عند الحصول عليها يفترض تقديم شهادة أو رخصة سير الآلية سارية المفعول إضافة إلى عقد التأمين الإلزامي إضافة إلى هوية مالك السيارة ويشترط حضوره شخصياً، هذه هي الأوراق الثبوتية المطلوبة ويفترض أن كل شخص حصل على البطاقة الذكية الخاصة بالآليات قد استوفى هذه الشروط، ولكن القائمين على مشروع أو فكرة البطاقة الذكية بعد طرحها للعمل بعدة أشهر أرسلوا رسائل إلى كافة المستخدمين بضرورة تزويدهم ببيان قيد للمركبة صادر عن مديرية النقل وقد فعلوا ذلك أو غالبية المستفيدين، وحسب شكوى أحد المراجعين أنه قدم لهم بيان قيد خاص بسيارته بشهر أيلول من عام 2019 في مركز مديرية النقل، ولكنه فوجئ بتاريخ 15/1/2020 برسالة من تكامل تحذره لا تطلب منه أن يزودهم ببيان قيد قبل 20/1/2020 وإلا سيتم إيقاف عمل بطاقته الذكية، امتثل هذا المواطن للأمر وتوجه إلى مديرية النقل للحصول على بيان قيد جديد أو ليوضح لهم أنه قد زودهم بهذا البيان المطلوب منذ بضعة أشهر ولكنه اكتشف هناك أنه ليس الوحيد الذي تكرمت عليه تكامل برسالة تحذير بعد أن كانت أوقفت رسائل الخدمات التي كانت تحمي المواطن من الكثير من حالات التلاعب ببطاقته ودوره بالنسبة للغاز والمازوت وتفيده بعدد الليترات التي تم احتسابه عليه بالنسبة للبنزين والسؤال العريض هنا لماذا بخلت على المواطن بهذه الرسائل وهي تعلم أنه يحتاجها ويستفيد منها وتحميه إن كانت حقاً تهتم لحمايته.
وبالعودة إلى الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين وردتهم مثل هذه الرسالة نتوقف عند سؤال آخر لماذا تم إرسال هكذا رسائل علماً أن الغالبية أكدوا أنهم قد سبق وتقدموا ببيان قيد للمركبة ثم أليس لدى تكامل كافة المعلومات المتعلقة بالمركبة منذ البداية، ثم لماذا لم يعطى المواطن سوى خمسة أيام لتأمين هذه الورقة، كما أن المعنيين في مديرية النقل رفضوا إعطاء بيان القيد إلا بعد إبراز ورقة من تكامل وهيهات الوصول إلى المعنيين بتكامل ازدحام شديد سببه ليس فقط استكمال الأوراق حسب زعمهم وإنما تهافت المواطنين للحصول على البطاقة الذكية للعائلات بهدف الحصول على مادتي الرز والسكر التي تقرر توزيعها عبر البطاقة الذكية ومع كل هذا الازدحام لا يوجد في اللاذقية سوى مركز مديرية النقل ومركز الشاطئ.
عبثاً حاول صاحب الشكوى إيضاح وجهة نظره وأنه قدم بيان قيد مركبة سابقاً لم تستمع إليه أياً من الموظفات توجه إلى مدير النقل ومعاونه وكلاهما أكدا أنه لا دلالة ولا علاقة لهما بموظفي تكامل توجه بعدها إلى مبنى المحافظة وتحديداً مديرية الشؤون الفنية والمتابعة لعل وعسى ولكنه اكتشف هناك أنه لا علاقة لهم هم أيضاً بالعاملين في تكامل وأنهم عبارة عن صلة وصل بين تكامل والوزارة والمحافظة.
حمل شكواه وتوجه إلى مبنى جريدة الوحدة التي ينحصر دورها بنشر شكواه وشكوى سيدة أخرى حضرت معه تؤكد أنها محرومة من الحصول على البطاقة الذكية العائلية فقط لأنها لا تملك عقد إيجار أو سند إقامة والسبب أن زوجها يعمل حارس بناء ولديهم سكن مجاني في البناء الذي يعمل به لكن دون عقد إيجار وهكذا لم يتكمنوا من الحصول على البطاقة الذكية لهذا السبب، والسؤال أين ذكاء هذه البطاقة ولماذا لم يسعف الكثير من الحالات ولم يستفد من ذكائها أياً من المواطنين حتى أولئك الذين حصول على اسطوانة غاز أكدوا أن الحصول عليها قبل البطاقة الذكية كان أسهل وأيسر بكثير.
قد يقول قائل ربما نحن كمواطنين وكآلية تنفيذ لم نرق إلى مستوى ذكاء البطاقة الذكية لذلك لم نتماشى معها ولم نلمس فوائدها على أرض الواقع إذ لا يحق لنا أن نشكك بذكائها أبداً.
هلال لالا