العـــــدد 9512
الثــــــلاثاء 21 كانون الثاني 2020
تتداخل الأمور مع بعضها في التأمينات الاجتماعية، يُرفض التقاعد المبكّر لأنّ التكاليف الإضافية المترتب على التأمينات دفعها للمستفيدين، حال طبّق قد تهز الوضع المالي للمؤسسة التي كانت بحالة توازن مؤقت فوضعت العصي في وجهه، قرعت كلمة (المؤقّت) ناقوس الخطر، لتتغيّر نغمة الحديث لاحقاً، إلى أموال فائضة، لا نعلم إن كان الاستثمار إحدى مقدماتها أو هو من نتائجها، أو أنّ (الفائضة)، ليست الأموال التي ستأكلها الجرذان إن لم تفرّخ بالتشغيل، بل هي مخرج من مأزق، توازن مؤقت يهدد السيولة، وهو البديل عن حل لم يلاقِ قبولاً بزيادة الاشتراكات من حصة العامل ورب العمل، فأولج قانون التأمينات عام ٢٠٠١ باباً موسّعاً أمام المؤسسة لذلك، ودعّم بنظام الاستثمار رقم 87 لعام 2003، ومنح عام ٢٠١٤ مجلس إدارتها صلاحيات واسعة، لكنّه لم يحدد الآلية، ساواها إن تبادر إلى ذلك بأي هيئة أو اتّحاد، من تجارب أخفقت كثيراً ولم تنجح إلّا قليلاً.
رفعت التأمينات بداية سقف طموحها، حصصاً بالسوق الصاعدة (المصارف)، عام ٢٠٠٦ في البنك الدولي الإسلامي، بنك قطر الوطني، بنك بركة سورية بنسبة.
الخطوة في اللاذقية معدومة، رهبة الاستثمار مسيطرة، ولم تستثمر هنا حتى نعرّي عملها ونعرف في أي المطبّات سقطت، محاولة غير مجدية بمشروع استثماري في صلنفة، لم تثمر شيئاً.
مشاريع الاستثمار تكفّلت بها مديرية الاستثمار بالإدارة العامة، ولم تترك بصمة تذكر، ربما لقصور في الرؤى لم تمتد أبعد من النظّارة التي تحملها أرنبة بعض أفرادها، فاقت المخاطر الاستثمارية جرأة القرار، هيئ لهم أنّها عالية وإن كانت على شاكلة الاستثمارات القائمة في جهات بعينها اتحادات عمّال، فلّاحين، رياضيّة، (بلاها) أخير منها، وهل اتّخاذ مقرّات لفروع المحافظات استثماراً؟، فهو يدخل في أصول المؤسسة، يتم من أموال المشتركين!، يتوخّى الحذر، خشية الانزلاق السريع في متاهات المخاطر غير محسوبة النتائج، ولمَ هذا الرهاب ما دام تحيط بنا في دول الجوار تجارب الاستثمار المشابهة، في سلطنة عمان واليمن ومصر والسعودية بعضها ناجح في البحرين والأردن، قد تكون الخطوة متأخرة، شركة يجري العمل على إحداثها، تحت مسمّى (الشركة الوطنية لاستثمار أموال التأمينات الاجتماعية) وهي شركة مساهمة مغفلة، وعساها مغفّلة وليست غافلة عن حقوق مؤتمِنيها لم يتّضح فيما إذا كانت أموالهم جزءاً من المساهمات بأسماء أصحابها أم ستدخل رؤوس أموال جديدة عبر شركاء جدد، أم .. أم ؟، يكلل الأسئلة كلها ماهية العقلية التي ستدير الشركة المزعومة، الغلطة كفرة، وأموال المؤَمنين ليست حقل تجارب، وهنا بيت القصيد الاستثمار الآمن!
خديجة معلا