تســـــهم في أمننا الغذائي وتدعم اقتصادنا الوطني.. ثروتنا الحيـــــــــوانية تتراجـــع.. ارتفــــــاع تكاليـــــــــــف التربيــــــــــة وغيــــــاب الدعـــــــم من بين الأسباب

العـــــدد 9509

الخميـــــــس 16 كانون الثاني 2020

 

تقدم الثروة الحيوانية فوائد لا يمكن الاستغناء عنها للإنسان فهي تؤدي وظائف متعددة حيث تعتبر من أهم الثروات بشكل عام وبسبب أهميتها البالغة انتشرت الكثير من الجمعيات التي تنادي بالحفاظ عليها كونها توفر الغذاء، تعد منتجات الثروة الحيوانية من اللحوم والبيض والألبان والأجبان وغيرها، أهم مصادر زيادة الدخل القومي من خلال بيعها وبيع منتجاتها، كما وأن هناك بعض أنواع الحيوانات التي تستخدم في تنشيط السياحة وخاصة تلك المهددة بالانقراض والنادرة كالماعز الشامي وبعضها أيضاً يدخل في الصناعات وتمثل المواد الأولية لبعض الصناعات المشهورة كصناعة الألبسة الجلدية والصوفية والفرو، فبعد الحديث عن الثروة الحيوانية وفوائدها المتعددة كيف يمكن حمايتها والمحافظة عليها وتطويرها..؟
صعوبات التربية
وحتى نتمكن من رسم الخطوط الصحيحة للثروة الحيوانية يتطلب منا جولة ميدانية على بعض مربي الأغنام والأبقار بشكل عام لمعرفة أهمية تلك الثروة، فبعد جولة استقصائية مطولة لوحظ قلة المزارعين الذين يقومون بتربية الأغنام لذلك قصدنا سوق الأغنام الذي يقع بالقرب من الكراجات الشرقية وتحدثنا مع البعض منهم.
* يقول حسين عروق، مربي أغنام: إن لديه (بايكة) على قد الحال حيث يقوم بتربية بعض الأغنام والماعز والخراف ثم يبيعها في سوق الماشية، وإنه يعاني في الوقت الحالي من صعوبات جمة في تربية تلك القطعان بسبب قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف وحاجتها أيضاً لرأس مال كبير ومجموعة من الاحتياجات الهامة لتسمينها وأهمها العلف بكافة أنواعه والتي تحتاج إليه تلك الماشية، كما يجب توفير بعض المواد الاصطناعية وغير الاصطناعية التي يمكن استخدامها كمكملات غذائية للمواشي، وبسبب الظروف المعيشية الحالية هناك جمود وقلة في البيع والشراء، وقال بأنها مهنته الأساسية التي ورثها عن آبائه وأجداده والتي يجب الحفاظ عليها، مؤكداً من ناحية أخرى أن أجور الأطباء البيطريين والرعاية الصحية من أدوية وغيرها مرتفعة جداً ونظراً لتغير المناخ الجوي يتطلب توفير رعاية صحية ووقائية لمزارع المواشي بسبب انتشار المرض والطفيليات وهو ما يضطر المربي لتأمين اللقاحات المطلوبة والمضادات الحيوية والوقائية.
* عبد العزيز عروق، مربي أغنام: من أهم الأشياء التي يجب الاهتمام بها كي نحافظ على القطيع هو توفير الغذاء والمراعي لها حتى تستطيع المواشي أن تحصل على غذائها بشكل جيد وكذلك لابد من توفير الأعلاف بكميات كبيرة للحصول على خراف مسمنة ولكن في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وحتى التبن تم العزوف عنه معتبراً تربية المواشي بالنسبة له من أهم المصادر المعيشية والغذائية التي يعتمد عليها، وقال: لا يكفي أيضاً الاهتمام بتوفير الغذاء ولكن لابد من الاهتمام بصحة المواشي بشكل أساسي فكثيراً ما تنتشر الأمراض والفيروسات التي تصيب الماعز وعندما لا يتوفر العلاج المناسب حتماً سيؤدي ذلك إلى نقص أعدادها أو إصابتها بالأوبئة ونحن كأصحاب مهنة تربية المواشي أباً عن جد نعرف كيف نقوم بالتربية وتحسين الإنتاج في مواسم الإكثار والولادة حتى يتم العمل مع بقية أفراد العائلة على تحسين الاهتمام بصحة المواشي وكيفية مراقبتها صحياً وبيئياً وتنظيفها بشكل جيد من خلال تقطيع صوفها وترحيل مخلفاتها حتى يبقى المكان الذي تبيت فيه نظيفاً بعيداً عن الأوبئة والأمراض.
ففي ظل الآليات التي يعمل بها مزارعو المواشي تعتبر الثروة الحيوانية من أهم الثروات وبسبب أهميتها البالغة تولي الحكومة أهمية كبيرة لها لذلك فإنها تعد رديفاً مباشراً للثروة الزراعية ولا تتطور إحداهما إلا بتطور الأخرى، فهي بشكل عام تنشط الصناعة والتجارة وهناك العديد من الصناعات التي تدخل فيها منتجات الثروة الحيوانية.
ومن خلال حديثنا مع عدد من مربي الحيوانات في سوق المواشي حاولنا أن نتعرف على بعض المزارع في المحافظة حتى نقصدهم بشكل مباشر لنتعرف على واقع تربية الأغنام والماعز في تلك الحظائر فبعد جهد جهيد تعرفنا على بعض البدو الرحل الذين يقطنون في بعض القرى التي يتواجد فيها المرعى فتحدثنا إلى المنتج عساف المحمد، فأجابنا باللغة العامية: منذ مئات السنين ونحن نحافظ على تربية الماعز والأغنام فهي المصدر الوحيد للمعيشة ونحرص على تنميتها والمحافظة عليها بشكل مطلق وهناك تعب شديد وإرهاق كبير حيث نقوم بالتنقل والترحال أينما وجدت المراعي، ونحن كمربي أغنام حريصون جداً على إنتاج سلالات جيدة خالية من الأمراض لأننا بالممارسة والفطرة نستطيع أن نتعرف على الأمراض التي قد تلازم بعض الخراف أو الأغنام ونستطيع بمعرفتنا التخلص من الطفرات التي تؤدي إلى ظهور الصفات السيئة وغير المرغوب بها للحيوانات ونقوم بمساعدة النسوة بإنتاج كميات كبيرة من الحليب والجبن والألبان ونقوم بتصنيعها منذ عهود وبطريقة ممتازة خالية من الطرق الصناعية والآلية بعيدة كل البعد عن دخول الشوائب والمواد التي من شأنها أن تسبب بعض الأمراض فالكثير من البائعين والتجار يتعاقدون معنا لشراء منتجاتنا ونوه إلى أن المواشي تعاني كما نعاني من صعوبات ومعوقات كثيرة حالت دون تحقيق الاكتفاء في التربية حيث يتم الاعتماد بشكل كبير على المراعي الطبيعية بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد العلفية.

 

 

مشاريع صغيرة وأرباح كبيرة
ثم قصدنا أحد الأشخاص الذي يقوم بتربية بعض المواشي فقال رضوان السيطوف: أنه لا يعمل في الزراعة لكنه منذ سنوات عدة يقوم بشراء الخراف الصغيرة وتربيتها وتسمينها ثم يقوم ببيعها بشكل مستمر وتابع أنه لابد من كل شخص يقطن في القرى أن يقوم باستثمار أرضه بأي طريقة كانت وذلك بتربية نوع من المواشي فهي مصدر رزق جيد وممتاز إذا عرف كيف يدبرها وتحقق مربحاً جيداً على طول السنين ويستطيع أن يعتاش منها هو وأسرته كما قال أن لديه عنفة واحدة ويقوم ببيع منتجات الحليب بشكل يومي وهذا يعد بالنسبة له مشروع إنتاجي صغير يحقق له مطالبه في مصاريف الحياة اليومية بشكل عام وقال أتمنى على كافة المواطنين في القرى أن يتبعوا نفس الأسلوب لأن المشاريع الصغيرة قد تنتج مرابحاً كبيرة.
ثم قصدنا قرية (خربة أبو خشرف) حتى نتعرف كيف يُعتنى بمزارع تربية الثروة الحيوانية فلوحظ خلال جولتنا ضمن القرية بأنه لا أحد يقوم بتربية الأغنام والأبقار ولا أي شيء له صلة بالثروة الحيوانية حيث أفادنا أحد القائمين (غياث عطية) أن الهجرة من الريف إلى المدينة ودخول الكثير من المواطنين قطاع العمل والدوائر الحكومية أدى إلى التراجع الكبير في تربية الأبقار والأغنام واليوم هناك قلة قليلة من المزارعين الذين يقومون بتربية بقرة أو أكثر وقال أن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواشي أدى إلى العزوف عنها باستثناء المنتج التي تقدمها الدولة لبعض المزارعين تشجيعاً للإنتاج الزراعي والحيواني وقال إن التربية اليوم تحتاج لتقنيات وممارسات محسنة لتجنب المعوقات والمخاطر التي قد تعترض بعض المزارعين فهناك بعض القرى المتواجدة في الجرد ما زالت بنوع ما تعتني بالثروة الحيوانية كونها المصدر الوحيد لرزقهم ومعيشتهم ولأنها تنتج الألبان والحليب على نطاق صغير لذلك ليس الحق على المزارع، فهناك لوم على الجهات المعنية كونها لا تقدم ما يندرج عليها حيال تلك الثروة فلا نلحظ أياً من البرامج التي تساعد على تطوير أسلوب تربية المواشي بوضع دليل للنهوض بها على نحو فعال.

ارتفاع تكاليف وتحكم لسماسرة الحليب
مربي الأبقار أيمن صالح قال: أعمل في تربية الأبقار وهي نوعان عجول وهي بحاجة للأعلاف خاصة مثل (الشعير، الذرة، الجليبانة) أما العجول الصغيرة فغذاؤها يعتمد على حليب أمها يسمى اللبي، أما البقرة الحلوب فلها علف خاص بها لتعويض الكالسيوم والبروتينات ومن خلال عملي في هذه المهنة نعاني كثيراً من ارتفاع أسعار الأدوية التي نحصل عليها عن طريق الأطباء البيطريين الذين نطلبهم عن طريق الوحدة الإرشادية ندفع ثمنها وهو مرتفع جداً ولا يوجد أي شيء مجاني بالنسبة للأعلاف التي نحصل عليها من مؤسسة الدولة فهي جيدة وهناك فرق بينها وبين الشركات الخاصة التي أصبحت أقل جودة من أعلاف الدولة.
أما بالنسبة للقاحات الصناعية المهربة فهي الأفضل لأنها ذات فاعلية لاحتوائها على بذرة سليمة وذات سلالة ممتازة نتمنى من المسؤولين تقديم جميع التسهيلات لإنجاح هذه العملية من خلال فتح باب للقروض أمام المربين من أجل تربية الأبقار في المنشأة تساعد على توسيع العمل بها إضافة إلى توزيع أدوية للحشرات والطفيليات الخارجية التي تسبب أمراضاً تنتقل حتى للبشر.
* محمد علي مربي أبقار: الأطباء البيطريون واللقاح الطبيعي معدوم وأثروا سلباً على عملية تربية الأبقار أما اللقاح الصناعي فهو متواجد ولكن بأسعار مرتفعة جداً وتحتاج البقرة إلى أكثر من لقاح في الزيارة الواحدة للطبيب لها وعن كل لقاح يتقاضى نفس الأجرة، أما بالنسبة لحملات التلقيح فلا نحصل عليها إلا نادراً ولعدد قليل جداً من المربين وحسب مزاجية الفني البيطري الذي يأتي من قبل الوحدة بالإضافة إلى معناتنا الكبيرة من تحكم سماسرة ببيع الحليب بأسعاره حيث لا نحصل إلا على جزء يسير من سعر تكلفته وبالمحصلة نحن خاسرون فهذا ما دفعنا إلى رفع سعر الحليب إلى (250 -300) ليرة، وهذا بدوره أدى إلى كساد كميات كبيرة من الحليب فالوضع المادي أثر على الجميع واضطررت إلى بيع القسم الكبير من الأبقار لا أستطيع توفير كل مستلزمات بقاءها عندي أصبحت في حالة مادية صعبة جداً ولا ننسى نفتقد للرشات الدوائية لمكافحة الحشرات في الحظائر فنقوم بشراء الأدوية بعمليات الرش التي لا تعطي الفاعلية المرجوة بالإضافة إلى تأخر الطبيب البيطري واستجابته أثناء طلبنا له لإعطاء اللقاح اللازم وعدم توفره أحياناً تؤدي إلى وفاة البقرة.
* مربي الدواجن صالح حسون: بدأت بالعمل في هذا المجال منذ سنة فقط ومعاناتنا كبيرة ولم أستطع الاستمرار فيها فكانت الخسائر فوق حدود المتوقع بكثير وخصوصاً في ظل الارتفاع الجنوني بأسعار تكاليف الإنتاج وتقف حاجزاً دون تحقيق أي ربح ولو ضئيل وتتوزع تكاليف الإنتاج على ثمن الصوص الواحد (1000) ليرة بالإضافة إلى ثمن الأدوية المرتفعة جداً والعلف ونفوق عدد كبير من الصيصان لعدم قدرتي على تأمين وقود التدفئة ولا ننسى أجور النقل المرتفعة هذه الأمور كلها أدت إلى خروج المربين الصغار من هذه العملية الإنتاجية والفارق في الأسعار وفي نهاية الأمر المستفيد الوحيد التاجر الكبير الذي يأكل (البيضة والتقشيرة) أنا قمت ببيع الدواجن عندي لتاجر كبير بخسارة كبيرة.
* صاحب صيدلية بيطرية قال الطبيب المسؤول فيها منذ مدة ونحن نلحظ تقلص الثروة الحيوانية من خلال قلة عدد المربين المراجعين أنا أعمل في هذه الصيدلية منذ أكثر من (15) سنة ولكن السنوات الأخيرة شهدت فارقاً في عدد المراجعين من المربين فأسعار الأدوية مرتفعة جداً وتضيف عبئاً جديداً على المربين وعندنا أدوية بيطرية ولقاحات أسعارها مرتفعة جداً.
بعد عدة محاولات في أكثر من صيدلية بيطرية لإعطاء بعض المعلومات عن الأدوية البيطرية الموجودة لديهم في الصيدليات سواء كانت وطنية أم مهربة وارتفاع أسعارها لم نحصل إلا على بعض هذه الكلمات الخجولة من أحد الأطباء البيطريين في ريف جبلة.

 

اللقاحات ضرورية
وبدوره حدثنا الدكتور البيطري أحمد عقيل: يتم إعطاء التطعيمات واللقاحات التي تساعد الأبقار والماعز في مقاومة الأمراض وبالتالي تقليل نسبة نفوقها، كما يتم استخدام طريقة التهجين للتزاوج فيما بينها من أجل تحسين صفاتها والتخلص من بعض الطفرات التي قد تصيبها، فالثروة الحيوانية جزء هام من التنوع الحيواني الزراعي وتعتبر في بلادنا ركيزة اقتصادية كبيرة فلا بد من الاهتمام بها وتطويرها فهي تعمل على توفير الأمن الغذائي والتنمية كما تشكل مصدر دخل لكثير من المزارعين والأسر الريفية وتوفر فرص عمل لكثير من سكان الريف.
وأضاف د. عقيل: يواجه مربو الثروة الحيوانية عوائقاً كثيرة تتمثل في نقص المهارات والمعارف والثقافات المناسبة في عملية تربية الحيوانات وغالباً ما تتفاقم هذه العوائق عند التعرض لكوارث طبيعية كما يفترون بالحفاظ على الثروة الحيوانية وتجهيز الأعلاف الخاصة بها وكيفية العناية بها من أجل تحسين الإنتاجية بدرجة كبيرة والاستفادة الكاملة من ذلك لذا ينبغي على الجهات المعنية أن تعنى بتطوير الثروة الحيوانية الذين هم أكثر دراية في طرق تطويرها بوضع البرامج الإنمائية الأكثر فعالية بما في ذلك تعزيز مشاركة مربي ومنتجي المنتجات الحيوانية على نطاق صغير في أسواق المنتجات الحيوانية، كما لا بد من تسيير الأنشطة المختلفة التي تحافظ على الثروة الحيوانية ومن هذه المشاريع انتاج الأعلاف المختلفة بأسعار مناسبة ومشروع توفير الأمصال والأدوية البيطرية ومشاريع أسر المربية والمنتجة ودعمها وتنمية الثروة الحيوانية بالتدريب وإرشاد العاملين في هذا القطاع.

 

بالأرقـــــــــــــــام


في ضوء ما تقدم عن أهمية الثروة الحيوانية وما ورد من إجابات من أصحاب المزارع والمربين حيث ينضوي هذا التحقيق على تحليل قطاع الثروة الحيوانية الذي يساعد بشكل من الأشكال في تحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر من خلال خلق فرص عمل لكثير من المواطنين بتربية المواشي، لذلك لا بد من تقديم عناصر استراتيجية من قبل الجهات المعنية لتحسين إدارة تربية الثروة الحيوانية في مختلف المزارع والقرى على مختلف المستويات، وفيما يتعلق بأهمية الثروة الحيوانية وأعدادها في المحافظة توجهنا بعدد من الأسئلة إلى الدكتور أحمد ليلى رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية القطيع الأهم في المحافظة هو قطيع الأبقار ويبلغ تعداده حوالي 31 ألف رأس بقر موزعة على مناطق المحافظة والقسم الأكبر متركز في منطقتي اللاذقية وجبلة و22 ألف رأس في المناطق المحاذية للبحر أي السهلية، ومعظمها تربية فردية، كما يبلغ عدد المربين حوالي 6 آلاف مربي أبقار أي بالمتوسط الحيازة حوالي 5 رؤوس، وتعتمد التربية بالمجمل على التغذية بالأعلاف المركزة والتبن على مدار العام، بالإضافة إلى الاعتماد على الغطاء الأخضر الطبيعي في فصل الربيع، أما الزراعات العلفية الخضراء فهي قليلة لضيق الحيازات الزراعية وصغر حجم الملكيات والتوجه لزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات واستعمال المبيدات العشبية والري الحديث، إلا أنه ونظراً لطبيعة المحافظة وغناها بمجاري الأنهار والمسطحات المائية وطول الشريط الساحلي وارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة لدينا معاناة كبيرة مع الحشرات الماصة للدم وما تنقله من عوامل مرضية فيروسية وجرثومية وطفيلية، بالإضافة للطفيليات الخارجية (قمل، لبود اقراد) وضعف قدرة المربين المادية في مكافحة هذه الآفات لما تسببه لهم من خسائر اقتصادية كبيرة لتكاليف معالجة وانخفاض في الإنتاجية.
القطيع الآخر هو قطيع الأغنام والماعز والبالغ عدده حوالي 70-80 ألف رأس غنم وحوالي10 آلاف رأس ماعز والأغنام منتشرة في كامل مساحة المحافظة وخاصة منطقة اللاذقية وسيصل العدد في سنوات الجفاف إلى 150-200 ألف رأس، أما قطيع الماعز فيتركز في مناطق جبلة (بطموش، معرين ) والقرداحة والحفة، ومعظم مربي الأغنام ينتقلون بين المناطق حسب توفر المراعي ونفايات المحاصيل الزراعية، ويعتمدون في التغذية على المراعي أولاً بالإضافة إلى الأعلاف المذكورة.

مشاكل واحتياجـــــــــــات

وأما المشاكل التي يعاني منها مربو الأغنام فأوضح د. ليلى رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية بأنها تكمن في:
* ضعف الإمكانات المادية بالإضافة إلى المشاكل المرضية الناجمة عن طبيعة المناخ وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض كما هو في الأبقار( طفيليات داخلية وخارجية) بالإضافة لما ينجم عنها من إصابات للطفيليات الدموية وهي تحتاج للدعم بالأدوية لهذه الطفيليات بالإضافة للقاحات مثل (البروسيلا- الأنتروتوكسيميا- الباستوريلا- الجدري) أو المساعدة في عزل العوامل المسببة لهذه الأمراض وتزويدنا بآرمات للقاحات يمكن إنتاجها محلياً لهذه الأمراض.
أمّا أهم احتياجات قطيع الأبقار والأغنام في المحافظة فقال د.ليلى بأنّها تتضمن:
* تزويد المربين ممن لديهم حيازات بذار النباتات العلفية الخضراء (مضته- بمختلف أنواعها…) لما تلعبه التغذية الخضراء من أهمية كبيرة في تربية وصحة وإنتاجية القطعان.
* تأمين مواد المكافحة الجماعية للطفيليات الداخلية والخارجية (مانسونيل- بندازول- مركبات تابيرمثوين- افرمكين)
* توفير لقاحات ضد التهاب الصرع لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة للمربين.
* رفع سوية المخابر البيطرية من خلال تزويدها بالوسائل التشخيصية (حاضنات جرثومية، اختبارات سريعة للبروسيلا والتوكسوبلازما، محاجر، مثغلات)
بالإضافة لأوساط ومنابت زراعية وكيتان للاختبارات المصلية وخاصة لمسببات الإجهاض لما تسببه من خسائر كبيرة للمربين، مع رفع سوية اللقاحات في مديرية الصحة الحيوانية من خلال المساعدة في عزل العوامل المرضية المسببة (فيروسية كانت أم غيرها، ادخال الفترات اللازمة بالإضافة لتزويدنا بلقاح ضد الطفيليات، أنابلازما، بابيزيا، ثاليريا).
* تأمين وحدات بيطرية متنقلة ومجهزة فنياً للتشخيص والعلاج بالإضافة لتأمين كرفانات متنقلة للتدخل السريع وقت الحاجة.
* تأمين وسائط النقل (سيارات حقلية، دراجات نارية للفنيين البيطريين).
* تأمين معدات بيطرية حقلية (كي معدي، مقصات).
* تأمين وحدات تصنيع منتجات ألبان وأجبان صغيرة ومتوسطة تساعد المربين في تسويق منتجاتهم.
* تزويد الدائرة بلقاح نوعي ضد التهاب الجلد (العقدي عند الأبقار وخاصة في ظل انتشاره في القطيع خلال سنوات الأزمة).
* رفد القطيع برؤوس جديدة ومحسّنة (أبقار، أغنام، ماعز).
ونظراً لما تلعبه الحشرات الماصة للدم من دور كبير في نقل الكثير من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بالإضافة للأمراض السارية والمعدية بين الإنسان والحيوان وأيضاً الأمراض السارية والمعدية بين الحيوانات وخاصة ذبابة (الناعرة، التابانة).
فقد أكّد د. ليلى على إدخال تقنية الذكور العقيمة حيّز التطبيق لأنها السبيل الأسرع في التخلص من هكذا حشرات.

بثينة منى – غانا عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار