العدد: 9508
الاربعاء: 15-1-2020
التثاؤب عاطفة كبقية العواطف عند الإنسان، فعندما ترى شخصاً يضحك، قد يأخذك الضحك، وفي المآتم والمواقف المحزنة، فإن دموعك تنهمر، وتبكي أحياناً من دون أن تشعر، وهكذا الجوع عندما ترى طعاماً، والعطش عندما ترى الماء.
لذلك يقال عن التثاؤب بأنه عاطفة مشاركة الآخرين، وهو فعل لا إرادي، وعاطفة تفرض نفسها بشكل حركة حرة هدفها ملء رئتي المتثائب بحاجتهما من الهواء.
وقد تشير عملية التثاؤب إلى الإرهاق والتعب، والنعاس والضجر، وهناك من يعتبره مؤشراً على تغيير الحديث المطروح، أي تغيير موضوع النقاش، وفي بعض الحالات يعطي التثاؤب نشاطاً واضحاً وقوة وحيوية للإنسان المتثائب، لأنه يجدد الهواء الموجود في الجسم، أي يتم تحسين مستوى الأوكسجين في الدم، ويقوي المخ، ويزيد من قوة وفاعلية القلب والمفاصل والعضلات، ويوجد مخلوقات أخرى غير البشر تتثاءب أيضاً كالقرود.
وينتقل فعل التثاؤب بالعدوى، وقد تكون الحالة إيجابية، أو سلبية مرضية، وهذا ما نراه ونلمسه في حياتنا اليومية، فإذا تثاءب أحد أفراد مجموعة من الناس في مكان واحد، فإن الأكثرية تتثاءب الواحد تلو الآخر، في بعض بلدان العالم، وضمن أماكن السهر كالنوادي الليلية مثلاً، يتم وضع مضخات هواء تنتج الأوكسجين وتضخه للناس الموجودين، لتعويضهم الفاقد لديهم من الأوكسجين للتغلب على النعاس والضجر والملل.
هناك حكاية تروى من قديم الزمان بين عامة الناس، قد تكون حقيقة واقعة أو أنها مركبّة مفادها: أن رجلاً سافر خارج بلده وطال سفره، وبعد عودته، شاهد زوجته وقد حملت (حبلت)، فاستغرب الرجل وسألها: من أين لكِ هذا؟! فأجابته بحنكة ودهاء: (والله يا رجال جاراتي كلهن حبلن، وأنا أصابتني العدوى وحبلت مثلهم) فقال لها زوجها مستغرباً أشد الاستغراب: وكيف حصل هذا، وهل بالعدوى تحمل المرأة؟! فقالت له: إذا كنت ضمن مجموعة من الناس وتثاءب أحدهم، ألا تصيبك العدوى منه، وتتثاءب أنت مثله؟! فقال لها: حقاً هذا ما يحدث أكثر الأحيان، فضحكت مسرورة وقالت له: هل عرفت كيف ولماذا حملت.
حسن علان