الطـــــرف «الثــــــالث» في الــــزواج!

العدد: 9506

الاثنين:13-1-2020

ليس الزواج مجرد شراكة بين رجل وامرأة فقط بل هناك العلاقة الزوجية التي تمثل (الطرف الثالث) في هذه الشراكة ويترتب على هذه الأطراف الثلاثة التزامات تجاه الزوج والزوجة والعلاقة نفسها بوصفها طرفاً ثالثاً.

ومن المفروض أن نجاح أو فشل أي شراكة يتوقف على التعاون والمساواة والاحترام المتبادل والتمكين المتبادل، فالتمكين يساعد الزوجين على تطوير مهارة كل منهما لما في ذلك من فائدة تعود على الشراكة نفسها، أما النزاعات الزوجية فهي تختلف بعض الشيء عن النزاعات التجارية إذ إننا مهما(جففنا) الارتباط الزوجي فإن المشاعر يمكن أن تفرض نفسها سلباً أو إيجاباً.
ففي داخل كل رجل وكل امرأة هناك ما يمكن تسميته (الأنا المتعددة) ولابد من التعامل بمهارة ودقة مع الميول المتعددة التي تتجمع في داخل الشخص الواحد فهناك(الأنانية الطفولية) التي لا تغادر الإنسان مهما تقدم به العمر وتتجلى في بعض التصرفات (الولادية) مثل العناد والحرد وأشياء طفولية أخرى.
أما الأنا الواعية فهي التي تجعلنا نلجأ إلى الحساب العقلاني الذي يدفع أحياناً الزوج أو الزوجة إلى اختصار الشر في لحظة ما عندما يصل التأزم بينهما إلى درجة تهدد بتدمير العلاقة فيتراجعان في اللحظة الأخيرة عن المضي قدماً في الشجار.
ففي بداية العلاقة الزوجية قد لا يعرف أحد الزوجين في شريكه إلا نوعاً واحداً من تلك الأنات المتعددة ولكنه مع مرور الزمن يبدأ في التعرف إلى (الأنات) الأخرى تباعاً.
فإذا استطاع التأقلم معها يمضي قطار الزواج خطوات ناجحة إلى الأمام ،أما إذا اصطدمت إحدى الأنات الصعبة للزوج مع إحدى الأنات الصعبة لدى الزوجة فإن كل الشخصيات المتعددة لدى كل منهما يمكن أن تقود الشراكة الزوجية كلها إلى الإفلاس عموماً فإن هذه النظرة الفلسفية إلى الأمور الزوجية لا تمنع من أن ينهار الزواج أحياناً لأسباب تافهة عندما يتدخل في العلاقة طرف رابع أي الحماة أو طرف خاص أي السكرتيرة حيث لا تنفع الفلسفة ولا الرياضيات في إصلاح الأمور.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار