بكمشـــــــــة ملح نســـــــــتغني عن الكهربــــــــــاء

العدد: 9506

الاثنين:13-1-2020


كن ينصتن جيداً لحكايا الجدة وتوصياتها من تجارب خاضتها في هذه الحياة، حيث كانت كمشة الملح معيار عجينها ومع الماء لها أن تحفظ مونة الشتاء، لكن آذانها اليوم قد (صملختها)، ونالت فيها الصمم برامج تتلقاها على التلفاز والفضائيات وحتى مواقع التواصل الاجتماعي والنت ممن تستضيف من طاه وشيف وما اطلع عليه من أساليب الغرب وللسهولة وركب عجلة العصر وتقنياته التي أفرزت لنا الثلاجة والفريزر ودون أدنى عناء وعلى العميان (تلحشها وتفرزها) لتتكدس بأكوام في أكياس نايلون قالت عنها جدتي (من يوم اللي حطوا المونة بكياس ما شبعنا وما قدرنا نطعمي حدا من الناس) وكثرت الأمراض ولم نكن لننتصح حتى لو كثرت الدراسات والأبحاث، لولا اضطرتنا الكهرباء التي هي في انقطاع تام لنرى في (بصبوص جدتي) بعض الأمل والرجاء.

* السيدة رويدة ملحم، أشارت أن الملح والماء هو الصحيح والصحي ولو أتعبت المرأة نفسها قليلاً، فبعد أن وفدت إلى مطبخها الفريزر استسهلت توضيب المونة فيها بعد غسل الخضار وحشرها كما هي عليه، لتطبخها في أي وقت تشاء لكن انقطاع الكهرباء اليوم لساعات تستهلك اليوم جعلها تستغني عن الثلاجة وتعود لما عهدت عليه والدتها رحمها الله فكل ما وضبته في الثلاجة أصبح في مكب النفايات بعد أن فسد و(خم).
* السيدة هناء جديد، أكدت أننا في عصر السرعة والطعام الجاهز فائض في الأسواق حتى المونة متوفرة و يمكن أن تشتريها من أي سوبر ماركت أو دكان دون أي عناء فهي موظفة ولا وقت لديها لعمل المونة وحتى لو ارتفع سعرها فهي أوفر بظنها إذ أنها إذا أرادت أن تشتري الخضار في مواسمها فهي مجبرة لوضعها في الثلاجة التي تتطلب مداداً من التيار الكهربائي الذي هو في انقطاع دائم مما يضطرها أن ترميها بعد أن تفسد جميعها فما انتفعت منها كما أنها حاولت مرات عدة حفظها بالماء ولم تفلح، ولطالما والدتها رددت على مسامعها أن تصنع مونتها في أيام (النقصة) حيث أنها إن حفظتها في أيام (الزيادة) لن تنجح وهي لا تعرف أيامها إن كانت في (زيادة أو نقصة ) فكيف لها أن تنجح ؟
* السيدة سهى جابر، ما زالت تضع مونتها في الثلاجة فذلك أسهل عليها كما أنه لو انقطعت حبال الكهرباء عنها فهي قد رفعت وتيرتها إلى أعلى فولط ولا تفتحها إلا حين يتطلب أمرها ذلك فهي موظفة وليس لديها متسع من الوقت لتقطيع الخضار أو تقشيرها وحفظها في الملح والماء، ويكفيها أن تضعها في كيس نايلون صنع خصيصاً للمونة وتفريزها لصنع طبخة تكفيها وزوجها والأولاد، وإن قالوا إن حفظها بأكياس النايلون في الثلاجة مؤذ، فإن حفظها أيضاً ببيدونات النايلون بالماء والملح والحامض مؤذ أيضاً، واليوم أصبحنا نسمع عمن تحفظها بعبوات (الكولا والماء) وهي الأشد ضرراً، وإن كنا نريد حفظها كما الجدات فيجب علينا جلب (قطارميز الزجاج الكبيرة) التي خلي منها السوق وإن وجدت فهي بسعر كبير ولا نقدر عليه تحت طائلة المشتريات، والأوفر لنا من كل ذلك وضعها في الثلاجة (وكفانا شر الحاجة والإجهاد).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار