الكلــــــمة الحلـــــــوة «ما عليـــــها جمــــــرك»

العدد: 9506

الاثنين:13-1-2020

 

قالوا (الأذن تعشق قبل العين أحياناً) وما يؤكد بالعين المجردة وتحت مجهر مواقع التواصل الاجتماعي والنت كثرة واقعات الغرام والزواج في بلدنا بفتيات وفتيان من بلدان عربية وأجنبية، فكيف هي عند امرأته القابعة في وجهه وقلبه، وقد انشغلت معه بهموم الحياة ومشاقها وتحامل عليها حتى حملها أثقالها لترفع عن أكتافه أوزارها، ويخرج لدنياه حراً طليقاً وسرعان ماهي تفقد لياقتها الحياتية وأناقتها النفسية بلا كلام.

الكلمة الطيبة صدقة فكيف بابتسامة في وجه محتاج، وهي الأحوج في هذه الأيام الصعاب لكلمة تطرب الأذن وتنعش الفؤاد، فيها السحر الذي يربط طرفها بطرف نجم في السماء ويتحرك في القلب مداداً وسيروم إنعاش بعد أن خنقت عليها الدنيا وشدت حبالها بمهام وواجبات، والكل في بيتها بحقوقه عنها يلهو، فلا تجد من تتسول منه كلمة وقد كان الكلام المعسول والمبلول بالحب قبل الزواج (ما عليه جمرك).
الكلمة الحلوة مفتاح القلب
السيدة منى، موظفة في المرفأ: أشارت إلى أن الكلمة الحلوة توقع الواحدة منا في الغرام، ولو لم يكن هو ذاك الشاب الذي حلمت به، قالت: كان كل يوم يأتي إلى المكتب ويسكب على مسامعي الكثير من الكلام الجميل وقد حفظه من الشعراء الجاهليين والمعاصرين حتى أجاد وكاد يصبح واحداً منهم لو لم أقبل وأتزوجه وأنجبنا ولدين خلال سبع سنوات التي لم يعد فيها يفك الحروف وخط شعره ورموزه، وحجته الدائمة الشغل الذي أرهقه وأزهق لغة الكلام بينهما، وكيف لا وهو ما إن تطئ قدمه عتبة الباب يتلقف الموبايل بيمينه ويسرج مفرداته في سباق دردشات مواقع التواصل والفيسبوك، ومهما علت الأصوات والمشاحنات من حوله هو (لا أسمع ولا أتكلم ولا أرى).
مشغول وحياتك مشغول..
السيد جمال، مهندس: أكدّ أنه في غمرة شغله وانكبابه بين العمال والحجارة والإسمنت تهاتفه زوجته بحجة الاطمئنان عليه، وإذا لم يرد عليها يقع عليه السؤال والحساب حين عودته، ولهذا هو يلاقيها بسؤاله: كيف كان يومك، ومن زارك وهل خرجت بهذه الثياب الجميلة، ويصب عليها الكثير من الكلام الجميل المهدئ للأعصاب المتوترة، فتعود غصة السؤال في حلقها وتنفك عقدة جبينها ويتحلحل رباط لسانها (أهلين حبيبي، عجل غير تيابك وشوف شو طابختلك) ومن المؤكد أن الكلام بيننا اليوم ينقطع لغير مشاكل الأولاد وحاجات البيت التي تسطرها على ورقة بيضاء لأحفظها في جيبي، وعندما نقوم عن طاولة الطعام أساعدها في لمها وترتيبها، لتغسلها وأنا أعود لتصفح الأخبار على النت وملاحقة الدردشات وما إن تأتي حتى أطبقه وأجلس معها لبعض الكلام، فهي في بيتها طوال الوقت تنظف وتطبخ وتدرس الأولاد وتحتاج لبعض الاهتمام والحنان بالمدارة والملاطفة بالكلام، ولوقعه عليها سحر ولو كانت في قمة غضبها، ويعطيها مناعة ضد أمراض الحياة التي تأتيها من كثرة أعباء أسرتها ومصاعبها، لتعيش بجسد شابة وروح غير متكسرة، نصيحة أن يكون الرجل بصورة وصوت جانبها فيعيش معها كل أوجه السعادة التي يحلم بها.
«الكلام ما عليه جمرك»
جينا، طالبة بكالوريا: أشارت إلى أنها لا تعرفه سوى على الفيسبوك، كان صديقها وسرعان ما أعجبها كلامه ولغته المليئة بالطيبة والحب حتى لامست نفسه ليتبادلا صيغة الشوق لمعرفة بعضهما واللقاء، إلا أنه بحكم انشغاله بوظيفته في الخليج بات يبعث لها صوره في كل مكان وبطاقات مغلفة بالحب ورسائل شغفه للقاء وجهاً لوجه، وهي بادلته بمثلها ليكون بينهما رباط الخطبة بعقد لسان، وقد أوصاها ألا تكون لغيره وقد صدقته وأهلها رغم كل نصائحهما وتدبيراتهما قد وافقا على مضض خوفاً عليها من الرسوب وعدم متابعتها لدراستها، وكان ذلك عليها بشروط أن تجد وتجتهد وتنال أعلى العلامات بعدها يأتي إلى بلدها حينها يكون البت بالأمر.
السيدة رفاه، موظفة: أكدت أن الحياة الزوجية واستمراريتها تتكئ على الكلمة الحلوة التي تخرج من فم الرجل الذي يقدر أتعاب زوجته اليومية والروتينية التي تصبح عليها وتمسي، وقد اعتادت من زوجها الثناء لها والهمس في نفسها ببعض الكلمات الفرحة المبهجة لتفرغ شحنة غضبها ولتنسى ما كانت تردده بأنها ستترك البيت وقد تعبت وهو خارج ذلك معظم الوقت ولا يهمه شيء.
بعض الرجال يستغلون حب زوجاتهم وتمسكهن بالبيت والأولاد وهو ما يؤكده السيد باسل إذ قال: المرأة تتحمل الكثير من المشاق والأتعاب وهي مصدر النور والسعادة في البيت وأنا وأمثالي رجال كثيرون نعيش على أكتاف زوجاتنا، حيث أتركها طوال النهار في مغبة أعمال المنزل التي لا تنتهي وأقضي معظم وقتي مع الأصدقاء والأقارب، لكني حين أعود لا يمكن أن أنسى أن أحضر بعض الطيبات خصيصاً لها ودون الأولاد مع بعض الكلمات المحببة التي يصبغها الشعور بالذنب لترد علي القول (خود بعقلي حلاوة).
السيدة غزوة: أشارت أن الحياة الزوجية لا تخلو من المشاحنات والمشادات اللسانية، وزوجي ما إن يدخل عتبة البيت حتى يباغتني بالصراخ ولى المثل (خدوهم بالصوت تغلبوهم) ويدعي أن الرجل أعماله خارج البيت والمرأة داخله كما كل النساء وليست وحدها في هذا الركاب، وعليها الواجبات لسعادة عائلتها، ولا يداري إن كان كلامه الجارح أمام الضيوف أو الأهل، فلطالما عرضها للإحراج والقهر، وبعد هدوء الجو يعتذر دون أي إذلال والأمر عنده سواء رضيت أم لا، ويرجع أمر غضبه لضيق الحال، وأتعايش مع حالته لأجل الأولاد ودون كلام حلو فقط أسمعه في المناسبات.

هدى سلوم – معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار