الطبيعة تتكفّــــل بما تنتجه وتدخـّل الإنســــان يزيد الأمــــر ســـوءاً

العـــــدد 9505

الأحــــــد 12 كانون الثاني 2020

 

لن نصدم بوضع المصافي المطرية وأقنية التصريف المطري بالريف (كما صدمنا بحالة الصرف الصحي) مادامت الطبيعة تكفلت بالحل والمعالجة وأغنتنا عن سماع تبريرات التقصير للجهات المسؤولة وحتى ضيق ذات اليد والعجز لدى البلديات، فمعظم قرى الريف وكما هو معلوم لم تخدم بأقنية الصرف المطري، والمخدم منها اقتصر على قرى مراكز البلديات وعلى الطريق العام حصراً، والباقي تكفلت الطبيعة بذلك حسب تشكل التضاريس الجبلية والانحدار، تساعدها المجاري الطبيعية التي شكلتها السيول جانب الطرق العامة بالتالي طبيعي أن تسلك الماء النزول والانحدار، لذلك تكون الأضرار من تشكل السيول على المنازل والأراضي الزراعية التي تتوضع بمنسوب أقل من منسوب مكان جريان السيول ضعيفة بمعظم الأحيان لقيام المواطنين بتحويل مجرى السيل عن منازلهم وأراضيهم والتحايل على أمكنة جريان السيول وهذا حقهم، ورغم ذلك حاولنا استقصاء ومعاينة المصافي وقنوات التصريف المطرية في الريف للوقوف على أوضاعها وبدأنا من القرى الأبعد وهي الدالية والقرى التابعة لها حيث أكد مواطنون من معرين أن لا مصافي مطرية بقريتهم وأمطار السيول تسلك الطرق وتحفرها وتؤذي الأراضي الزراعية بمعظم الأحيان مسببة انهدام ما يسمى (برعوش الحواكير) وجرف التربة، مثلها مثل بقية القرى، أما في مركز بلدة الدالية فقد أكد رئيس البلدية فواز عون أن المصافي المطرية الموجودة حالتها أقل من وسط وهي قديمة وتحتاج للصيانة وفي موقع خربها تراكس الخدمات الفنية منذ سنتين عندما كان يزيل الثلوج عن الطريق وللآن لم تجر لها الصيانة المطلوبة، كذلك في بعض الأماكن قام الأهالي بتحصين منازلهم وحواكيرهم ضد السيول فعمدوا إلى وضع أحجار مع مجبول بيتوني، لذلك تبقى معظم السيول على الطرق والشوارع وكلما طال مسيرها ازدادت قوتها، فمثلاً تتعرض حارات في الدالية لسيول من معرين، أيضاً من جوفين مفرق بيت عانا وهذه تصل حتى المصرف الزراعي وكله على الطريق العام والشوارع الفرعية ما يزيد في حفرها وتراجع جودتها، أيضاً في التلازيق توجد قناة مطرية حالتها مقبولة كون انحدار الماء بالمنطقة باتجاه الساقية، وحالياً بلدية الدالية بصدد القيام بجولة صيانة للمصافي لكن الطقس لا يساعد فهناك بعض الانهيارات الترابية على الطريق العام في قرية الدليبية وكل عام تقريباً في الشتاء تحصل انهيارات في نفس المكان كون المنطقة منحدرة جداً (هي لا تشكل عائقا لمرور السيارات) وقد تكفلت الخدمات الفنية بإرسال تراكس وقلاب لتعزيل الأتربة والحجارة من أطراف الطريق والأمر رهن بتحسن الطقس، وهناك ساقية خارج المخطط التنظيمي جنوب القرية بحاجة لعبارة صندوقية لأن السيول التي تصل إليها كبيرة وبالتالي تحمل الأحجار الكبيرة والجماش وهذه تغلق العبارة الحالية فوراً، والحل بإنشاء عبارة صندوقية.
في بداية قرية القصيبية من جهة الغرب يوجد قنوات مطرية لكنها لا تلبي الحاجة بوجه السيول المحملة بالأتربة والحجارة والبحص عند تساقط الأمطار الغزيرة، ولن نكون ملكيين أكثر من الملك في توصيفنا لهذه المسألة فأحياناً تسكير أو إغلاق قناة مطرية وإخراجها من الخدمة يكون الأهالي مسؤولين عنه خدمة لمنازلهم وأحياناً كثيرة لأراضيهم بغض النظر عما ينتج عن ذلك من أضرار لغيرهم.
في قرية النواقير تتكفل الساقية بالسيول التي تنطلق من الطريق العام بالقصيبية باتجاه القرية قبل أن تصل إلى الحارات.
في المشتية تأتي السيول من القصيبية لتصل حتى المستوصف (وأغلب الأحيان تعجز قناة التصريف عن استيعاب كل مياه الأمطار الساقطة) وهذه تصل حتى الشارع المتفرع النازل إلى ثانوية وادي القلع لتشكل أمام الثانوية بحيرة بعد جفافها تتحول لمرملة (وكنا أشرنا لذلك في تقرير سابق مع صور للمصافي المطرية المتوضعة على الطريق المذكور وكيف أنها خارج الخدمة)، نبقى في قرية المشتية من حارة بيت ياسين على الطريق العام وحتى الساقية غرباً توجد مصافي تصريف مطرية لكنها مغلقة وخارج الخدمة، بالقرب من البلدية بوادي القلع هناك (ريغار) للصرف مسطوم وتخرج منه المياه الآسنة، ومن عين استير وحتى الجامع توجد مصافٍ لكنها بحالة سيئة، في فويرسات توجد مصاف مطرية فقط على الطريق العام ومسطومة أيضاً، وتحدث سيول على الطريق المتفرع عن الطريق العام نزولاً إلى الحارات التحتانية مخربة طبقة الزفت لتصل إلى الساقية، والطريق المذكور سيء جداً بفعل الحفر جراء السيول.
في فويرسات الغربية من عند مفرق المشيرفة وحتى الساقية كله خارج الخدمة وتتكفل السواقي بالمهمة.
في دوير بعبدة كل المصافي الموجودة حالتها مقبولة وكانت تتجمع المياه بالسابق أمام الثانوية على الطريق العام، لكن منذ سنتين تمت صيانة الطريق وتزفيته مع صيانة قنوات التصريف، وحالياً لا توجد أية مشكلة، وكما ذكر رئيس البلدية الأستاذ حسين الموحد أن الوضع في الريف جيد وأفضل من الوضع في مراكز المدن الكبيرة.
في حمام القراحلة توجد مصاف مطرية على الطريق العام وبعض الشوارع الفرعية ووضعها جيد وحدث انهيار ترابي على الطريق العام مؤخرا بين قريتي جيبول ودوير بسنديانا والمكان تابع لبلدية الحمام وسوف تعمل الخدمات الفنية على تعزيل الطريق ريثما تتحسن حالة الطقس لأن الطريق سالك ولا تتأثر حركة السيارات جراء الانهيار (هذا حسب السيد مروان شبانة رئيس البلدية).
في بيت عانا توجد مصافٍ مطرية موزعة على مدخلي القرية اثنتان على المدخل الغربي واثنتان على مدخل القرية جهة الأرز حالتها جيدة وهناك فوق المدرسة وبجانبها وتستطيع استيعاب الأمطار والسيول العادة لكن إذا ما كانت غزيرة فإنها تطوف لكن دون التسبب بالأذى للمنازل، هناك خطة لتنفيذ ثلاثة مصافٍ جديدة حسب الأستاذ إبراهيم سلوم رئيس البلدية.
في بلدة القطيلبية أكد الأستاذ إياد الصافتلي رئيس البلدية أن كل المصافي ضمن مجال عمل البلدية وضعها جيد وهناك دراسة لتنفيذ واحدة قبل جسر البويتات وواحدة عند التقاء طريق الرعوش مع الطريق العام جبلة – بانياس.
هذه هي حال المصافي المطرية الموجودة في الريف الجبلي وإن كنا لم نذكر كافة القرى، فما ذكرناه ينطبق على الكل ويعطي صورة واضحة عن الوضع، لكن كما ذكرنا ما ينقذ الوضع بغياب المصافي هو الطبيعة الجغرافية والتضاريس الجبلية والسواقي هي التي تقوم بالمهمة فتمنع تكون السيول وإلحاق الضرر بالمنازل والأراضي الزراعية، وهذه وإن وجدت تكون فوق قدرة استيعاب أقنية التصريف والسواقي المتكونة على الطرق والشوارع وأحياناً تكون نتيجة تحويل مسيل وسير السيول من قبل المواطنين حماية لممتلكاتهم بغض النظر عما ستفعله بمن يليهم انطلاقا من القول المأثور (أنا ومن بعدي الطوفان).

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار