قصـة العــدد ..فَخُّ العصافيرِ

العدد: 9503

الاربعاء:8-1-2020

 

من المجموعة القصصية للأطفال (فراشات وعصافير) للكاتب: د. عبدالمجيد زراقط اخترنا هذه القصة:
ذَهَبَ رامي إلى قَرْيتِه ليَصْطَاف كعادتِهِ في كلِّ عام، اشترى، مجموعةَ قُضْبانٍ من الدِّبقِ ليَصْطَادَ العَصَافيرَ بها، لونُ القُضْبانِ أخضرُ مثلُ لَوْنِ الغُصُونِ الطَّريَّة، يُلْصِقُ رامي القضبانَ على الأغصانِ، وعندَما تأتي العصافيرُ وتقفُ عليها، تَعْلقُ قائمتاها، ولا تستطيعُ الطيرانَ، فيأتي ويمسُكها ويضَعُها في أقفاصٍ ملوَّنةٍ، خَرَجَ رامي، في أوَّلِ يومٍ وَصَلَ فيه إلى القريةِ، إلى الحُقُول، وزَّعَ القضبانَ على غُصُونِ الأشجارِ، وانتظرَ أنْ تأتي العصافيرُ وتقفَ عليها، لكنَّ انتظارَه طالَ، ولم يعلَقْ عصفورٌ واحدٌ على الدِّبق، كانت العصافيرُ تقبلْ من بعيدٍ، فيفرحُ…، وتمضي بعيداً فيحزنُ ويسْمَعُ أغرودتَها الفَرِحَةَ المتحَدِّيةَ، فيزْدَادُ حُزْنُه، فكَّر وقرَّر، كانت لديه ببَّغاءٌ ملوَّنَةٌ تعيدُ الكلامَ الذي يقولُه لها، فأتَى بها وعَلَّمَها أنْ ترَدِّد: تعالَي أيتها العصافيرُ (لدينا الحَبُّ الوفيرُ، والماءُ العذبُ النَّميرُ، وللفائز بالنَّصيب الكبير، تاجُ الأمير)، حملَ رامي الببَّغاءَ، ووضعَها في عبِّ شجرةٍ كبيرة، ووزَّع القُضبان المُثْقَلَةَ بالحَبِّ وعلبَ الماء على أغصانِ تلك الشَّجرةِ، وانتظر، أقبلتِ العصافيرُ كعادتِها، فراحتْ الببَّغَاءُ تردِّدُ ما تعلَّمتْه. كانتِ العصافيرُ تسمعُ ما تردِّدُه الببغاءُ، وترى الحبَّ والماءَ، فنسي كثيرٌ منها أغرودتها، وهبطَتْ تمدُّ مناقيرَها، حذَّرَها الدُّوري الأسمرُ فلمْ تَسْمَعْ تَحْذِيرَه، وبقيتْ تهوي، وسرعانَ ما علقت، وإلى أقفاصِ رامي ذهبت، أمَّا الدُّوري الأسمرُ وأصحابُه، فغرَّدوا أُغرودةً جديدةً تحكي حكايةَ ببَّغاءٍ كانت فخَّاً للعصافيرِ لأنَّها لم تَدْرِ ما تَفْعلُ وتقولُ.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار